الجولة التي اصطحبني فيها الأستاذ سمير الحياري اليوم كانت نوعية ومختلفة بكل ما تعنيه الكلمة فبالرغم انني قد زرت السلط عشرات ان لم يكن مئات المرات منذ عام ١٩٦٦ وحتى اليوم الا ان هذه الزيارة كانت مميزة وغنية لأنها جاءت على كل ما في المدينة من أحياء ومعالم وتوقفت عند عشرات الأسماء والاعلام واستمعنا خلالها الى ما قاله بعض من صادفناه عن الأماكن والاحداث والأشخاص....
في حواري السلط قابلنا بعض الأطفال والشيوخ وتبادلنا مع بعضهم الحديث حول الحياة و ومعالم المكان الذي يبوح بأجمل ما حفظته ذاكرته ....
جولة اليوم شملت المدرسة التي تعتبر واحدة من اقدم و اهم مؤسسات التعليم التي قامت على بناء الإنسان الأردني وتعهدته بالتعليم والتدريب فتخرج منها خيرة رجالات الأردن ممن احتاجت لهم البلاد في بواكير تأسيس الدولة لتصبح ام المدارس ومعهد الإدارة والسياسة الأول...."
مدرسة السلط الثانوية التي تجثم على تلة المنشية بين الجدعا والجادور وقبالة السلالم ونقب الدبور وباطلالة رائعة على العين والميدان تبدو شامخة تزهو بخريجيها وتتباهى برحابة ساحاتها واطلالتها البهية على ارجاء المكان الذي يظهر جمال المبنى و يجعلها تبدو كمنبر يطل على كل ما حولها...
لا اظن ان بمقدوري وصف الشعور الذي يبعثه التجوال في ساحات المدرسة العتيقة فبدون عناء تستحضر صور وأصوات ووقع خطى الرجال الذين جاءوا من كل ارجاء الاردن ليشربوا من ماء حزير وليلتقوا على أرض السلط ويتعرفوا على بعضهم داخل صفوف المدرسة التي خرجت الالاف ممن تعاقبوا على إدارة دفة العمل في مؤسسات الاردن.....
في مدرسة السلط الثانوية تعلم وصفي التل و عبدالسلام المجالي وخليل السالم وحمد الفرحان والتقوا بزملاءهم من مختلف بلدات وبوادي وقرى الأردن ...من الطفيلة التقى شوكت السبول ومحمد عودة القرعان برفاقهم من مأدبا والكرك وعجلون والسلط فتأسست روح زمالة وعلاقات لم تضعفها الأيام....
في نهاية جولتنا في ساحات المدرسة هاتفنا مديرها الذي رحب بوجودنا وسألناه عن اعداد الطلبة والاساتذة وشعور طلبة المدرسة كونهم طلابا في أعرق مدارس البلاد ...وقد أجاب على الكثير من الأسئلة واقترح علينا ترتيب زيارة أخرى للحديث حول المدرسة وتاريخها....
وقبل ان انهي المكالمة دعوته لتبني اقتراحي بأن يطلق برنامج لا منهجي يشجع فيه الطلبة على اختيار كل واحد منهم لشخصية من الخريجين الأوائل ودراسة تاريخه واجازات وآثاره ومحاولة مشاركة ذلك مع زملاءه عسى أن يسهم ذلك في زيادة تعلق الطلبة بمدرستهم والاقتداء بسير الأوائل واتفقنا على بحث ذلك المقترح لاحقا...
تحية للسلط وأهلها ومدرستها وخريجيها.