وتستمر همتنا في الفصل الدراسي الثاني
د.محمد يوسف حسن بزبز
21-01-2024 02:15 PM
أيــــــها الـــــطـــالــــب .. تـــهيأ نفـسـيًا وعـــقـــلـــيًا لحــيــاة دراســيـــة مـــنـــذ الأســـبــوع الأول.
قال تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾. [ سورة التوبة: 105 ].
بمناسبة بدء الفصل الدراسي الثاني... يسرني أن أضع بين يديك – عزيزي الطالب / الطالبة – الإرشادات التربوية الآتية، وأسأل الله تعالى أن تلقى لديك الاستحسان والاهتمام والعناية.
أولًا: تهيأ نفسيًا وعقليًا لحياة دراسية منذ الأسبوع الأول : ادخل أجواء الدراسة فورًا، لا تؤجل، لا تسوّف، لا تتجول في عالم ( لو )، قاوم كل الإغراءات التي تثنيك عن الدراسة، واظب على حضور كل الحصص، ادرس درسًا بدرسٍ، وتذكر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والبدء بهذه الخطوة قد يكون صعبًا، ولكنه يحدد اتجاه الحركة، ويوضح الفرق بين الفاعلين والمسوّفين، ولا تبحث عن الأعذار فهي كلمات لتبرير الفشل، لكن ثمن النجاح دائمًا أقل من ثمن الفشل.
ثانيًا: كن عقلانيًا ومتفائلًا وواجه الحياة المدرسية بعزم وذكاء: تجنّب الخوف والرهبة والقلق والتوتر والعصبية، عزّز ثقتك بنفسك وكن عقلانيًا فلن تشعر بهذه الأعراض. تذكّر أن جزءًا من اضطراب سلوكنا يتم بفعل تفكيرنا الخاطئ، لكننا أيضًا قد نفكر بطريقة خاطئة لأننا لا نعرف الطريقة الصحيحة في التفكير، كن صديقًا للمرشد التربوي في مدرستك لمساعدتك في حل أية مشكلة قد تواجهك.
ثالثًا: ابتعد عن تعميمات الطلبة التي لا فائدة منها: تذكّر المثل العليا والعفة والطهارة وتعاليم ديننا الحنيف، وتقاليد مجتمعنا الطيب أثناء علاقتك مع زملائك، التزم بالمظهر المتزن واللباس المحتشم، تمتع بالأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة، وكن أنموذجًا يحتذى ومثالًا يقتدى. تجنَّب العنف وحوار الأيدي والمشاكل مع الزملاء، تقبَّل الرأي الآخر، وليكن الحوار والنقاش والعفو والتسامح سبيلك إلى حل خلافاتك مع زملائك.
رابعًا: احذر الشللية والعنصرية: تجنَّب رفاق السوء، وتذكر أن الشللية القائمة على الإقليمية والتعصب هي عبثية، وظاهرة غير حضارية، وهي منافية لتعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا، وهي مزيج من الجهل والاضطراب النفسي، ابتعد عنها واحذرها، وادعُ غيرك للابتعاد عنها ونبذها.
خامسًا: ابتعد عن بعض العادات الضارة: ابتعد عن التدخين فهو عدو صحتك وشبابك، احذر العقاقير المنشّطة والمنبّهة؛ لأنها تؤدي إلى نتائج عكسية ضارة بالجسم والعقل معًا. احذر العقاقير المهدّئة والمطمئنة، فهي تدمّر الجهاز العصبي، وإذا كنت من الحالات النادرة التي ابتليت بذلك، فسارع فورًا في الذهاب إلى المرشد التربوي في المدرسة، لمساعدتك في الإقلاع عن ذلك، وتذكر أن الله عز وجل يحب التوّابين، ويحب المتطهرين.
سادسًا: راقب سلوكك وكن حضاريًّا: لا تتجمع أمام باب المدرسة خارجيًا ، و داخليًا أمام الغرفة الصفية وفي الممرات ، اخفض صوتك واضبط سلوكك، واحرص على اتزانك وحافظ على نظافة المدرسة، واحرص على ممتلكاتها، وعزز انتماءك لها، واجعلها بيتك الثاني، وتعامل مع العاملين فيها بأسلوب حضاري، ونَمِّ قدراتك الذاتية، وتحكَّم بعواطفك ومشاعرك.
سابعًا: حدّد أهدافك بدقة: اعرف ما تريد، وكيف تسلك لتحقيق ما تريد، لا تترك حياتك المدرسية توجهها الرياح والعواصف، بل امتلك مفاتيح الحركة وعملية القيادة، ولا تخطئ طريقك، بل تذكر دائمًا أسباب التحاقك بالمدرسة وتصوَّر نفسك وأنت تتسلَّم شهادة التفوّق والنجاح، تخيّل قسمات وجوه أهلك وفرحتهم عندما تنجح، وردود أفعالهم إذا فشلت ( لا سمح الله ) ... فكَّر بالوقت الذي تقضيه في المدرسة، وتذكر أن الأهداف ليست مجرد أمنيات أو توقعات ولكنها التزام بتعبئة جهود الحاضر للوصول إلى المستقبل الذي ترغب.
ثامنًا: نظِّم الوقت واحرص عليه: احترم الوقت، واحذر لصوصه، فهو قيمة لا تعوّض ولا تستبدل، واعلم أن العاقل من لا يمنح الآخرين مفتاح التحكم في وقته؛ لأنه مفتاح الحياة الذي يجب أن يكون في حوزة صاحبه تحت مختلف الظروف. تذكّر أن إضاعة أية ساعة من الدراسة تعني إضاعة للفرصة من النجاح، حدّد الوقت المتاح لك يوميًّا للمذاكرة، وخصِّص لكل مادة ما تحتاجه من وقت، ونظّم دفاتر دروسك.
تاسعًا: استعد للامتحانات مبكرًا: إن معرفة الأمس تتداخل مع معرفة اليوم، والمعركة بين التذكر والنسيان قائمة باستمرار، وأفضل طريقة للاستعداد للامتحانات هي أن تظل تُراجع وتُسمِّع مذكراتك ودروسك التي سوف تُسأل عنها... وتذكر أنه عند قدوم الامتحانات يفترض أن يكون استعدادك قد تمَّ، ودفاتر دروسك منظمة ومرتبة.. وملخصاتك جاهزة.. وتذكر أن الطالب الذي يتأخر عن أداء واجباته بحكم العادة يتأخر في نجاحه بحكم العادة أيضًا.
عزيزي الطالب / الطالبة ..
نحن لا نهدي إليك ورقـــــــــــًا غيرك يرضى بحبر وورق
إنما نهدي إلى روحــــــــــــك فكرًا تبقى إذا الطرس احترق
ولا تنسى أن الهدف من الدراسة هو التفوق وليس مجرد النجاح ... وهذا النجاح تصنعه بيديك... ونحن نساعدك في صنع هذا التفوق، فتوكل على الله تعالى وجِدَّ واجتهد، واجعل شعارك : كن ذا همة تصل إلى القمة.
بُنَيّ ... لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه. وليكن دعاؤك : ( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾. [ سورة البقرة: 32 ].
وكل عام وأنتم والوطن وقائد الوطن بألف خير.
د. محمد يوسف حسن بزبز / رئيس قسم الإعلام للواء الجامعة
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي