أسامة العلي في الحرب على غزة .. العبرة بالنتيجة
م. وائل سامي السماعين
20-01-2024 06:05 PM
في مقابلته على قنوات المشهد والحدث والعربية كانت رؤية عضو المجلس الاستشاري الفلسطيني واضحة جدا وبلا غباش، بالنسبة للقضية الفلسطينية بشكل عام، ولما يجري في غزة بشكل خاص طالبا حماس بأطلاق سراح جميع الاسرى الإسرائيليين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، وذلك لوقف حمامات الدم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على خلفية ما حصل في السابع من أكتوبر عام 2023، حيث اجتاحت الفصائل الفلسطينية من حماس والجهاد واخرين السياج الأمني، وقتلت ما يزيد عن الف واربعمائة إسرائيلي وامريكي ومن جنسيات أخرى، واحتجزت رهائن للتفاوض على اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
واردف قائلا لا يستحق اهل غزة الموت بأعداد كبيرة ، مقابل 100 رهينة محتجزة ، فالأرقام التي تنشرها وزارة الصحة الفلسطينية تشير الى اكثر من 24 الف قتيل وما يفوق عن مائة الف جريح ، ناهيك عن تدمير البنية التحية لقطاع غزة ، ونزوح اكثر من مليون مواطن غزي باتوا يسكنون الخيام . وأضاف ان السجناء الفلسطينيين في إسرائيل، لا يريدون الخروج من السجن مقابل ثمن الدم الفلسطيني.
وفي سياق حديثه، حمل المسؤولية لحماس، نتيجة ما يحصل من دمار ومعاناة وقتل في غزة، وقال ان ما وصل اليه اهل غزة من معاناة، يعود الى انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية، فمنذ ذلك التاريخ حماس تتحمل ما يجري في غزة حتى يومنا هذا. فالعبرة في النتيجة.
وقال أيضا ان اليمين المتطرف الفلسطيني والمقصود هنا حماس وجماعة الاخوان المسلمين التي تنتمي اليها ، واليمين المتطرف الإسرائيلي ، كليهما يساهمان في تأجيج الصراع ويعرقلان مسيرة أوسلو للسلام ، التي سمحت لمليون فلسطيني بالعودة لفلسطين ، ولأول مرة في التاريخ يرفع العلم الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية ، ولدى السلطة الفلسطينية 150 سفارة في العالم ، معترف بها دوليا ، وان السلطة الفلسطينية ، تقوم برعاية أبناء الضفة الغربية حتى ان المدارس والمستشفيات فيها تضاهي افضلها في الدول المجاورة ، واكد أيضا ان السلطة كانت تقوم بذلك في غزة حتى انقلاب حماس .
ونوه الى ان اليمين المتطرف الإسرائيلي هو الذي اغتال رابين، لأنهم لا يريدون السلام الذي يتيح للفلسطينيين بناء دولتهم المستقلة. واضاف ان اليمين المتطرف الإسرائيلي يسمح بتهريب السلاح الى الضفة حتى تبقى الأوضاع متأججة، والهدف هو إعاقة مسيرة السلام. وقال أيضا ان إيران وجماعة الاخوان المسلمين من خلال حماس تعمل أيضا في نفس الاتجاه.
وذكر أيضا ان شعبية حماس جاءت على حساب الدم الفلسطيني، وان القضية الفلسطينية اكتسبت زخما شعبيا عالميا بسبب تعاطف شعوب العالم مع اهل غزة وليس بسبب حماس ، وقال ان الحكومات الإسرائيلية المتطرفة ، قد خدمت القضية الفلسطينية من حيث لا تدري ، لان ذلك أدى وبدون شك الى تعاطف دولي مع القضية الفلسطينية ، بسبب عمليات القمع المتشددة اتجاه المدنيين العزل من الفلسطينيين.
وقد ذكر أيضا ان الحرب القائمة تؤججها القنوات الفضائية، ففي واقع الحال هي ليست حرب، فهي معارك غير متكافئة يدفع ثمنها اهل غزة، وانه على قادة حماس ان يعودوا الى القطاع لإدارة المعارك وإصدار القرارات من الداخل بدل من ادارتها عن بعد .
وشدد على ان طريق أوسلو والمفاوضات هي الطريق الأمثل للحصول على حق الشعب الفلسطيني، وان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا جهة أخرى تمثل الشعب الفلسطيني ، فهي الجهة المعترف بها دوليا.
أرى ان الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي والدول العربية المعتدلة، لديها مسؤولية نحو دعم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من الناحية السياسية والاقتصادية حتى إقامة الدولة الفلسطينية، فهؤلاء هم شركاء حقيقيون يؤمنون في السلام العادل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويعكسون امال وطموحات الشعب الفلسطيني. فبدون شك أسامة العلي لديه رؤية واضحة اتجاه القضية الفلسطينية، وخصوصا انه يعتبر ان العبرة في النتائج، وهذا حق له ومنطقي أيضا.
اما ترك الأمور على حالها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية المعتدلة لتزداد سوء، حتى تتمكن قوى اليمين المتطرف الإسرائيلي والفلسطيني من عرقلة السلام ، فهذا غير مقبول، فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليهم المسؤولية الكبرى اتجاه حلحلة مسيرة السلام، ودعم قوى السلام الفلسطينية والإسرائيلية، فمقابل دعم الولايات المتحدة للحكومات الإسرائيلية المتطرفة، هناك في المقابل دعم للحركات الفلسطينية المتطرفة من إيران ومن حركة الاخوان المسلمين وغيرهم. فكما تضع الولايات المتحدة ممولين حركة حماس على قوائم الإرهاب، هناك أيضا مسؤولية أخلاقية لوقف الدعم المالي للحكومات الإسرائيلية المتطرفة وخصوصا حكومة نتنياهو، فمن هذا المنطلق تعتبر معظم الشعوب العربية ان الولايات المتحدة الراعي الأول والرائدة في حقوق الانسان، لديها ازدواجية غير أخلاقية في المعايير، نعم من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها بدون ادنى شك، ولكن يجب ان لا يتلقى اليمين المتطرف في الداخل الإسرائيلي الدعم الأمريكي ، لأنه يكون على حساب مسيرة السلام. فالسلام هو احد الوسائل التي تضمن حق إسرائيل في الدفاع نفسها.
waelsamain@gmail.com