في مقالة له في الواشنطن بوست يقول الكاتب الرئيسي في الصحيفة دافيد اغنيشس: "برافو لـ200 صحافي شجاع اعتصموا مطالبين بحرية الإعلام الاثنين الماضي وإذا أراد الحكم أن يبدوا إصلاحيا فانه مطالب بالأخذ بعين الاعتبار مطالب هؤلاء لا أن يتم التضييق عليهم.

وفي نفس الفقرة تلك تحدث اغنيشس عن إيقاف مديرة مكتب وكالة الأنباء الفرنسية رندا حبيب عن الكتابة في الجوردان تايمز معتبرا ذلك دلالة على غياب الإصلاح الحقيقي في الأردن، مضيفا "من الغريب أن نرى دولة مثل الأردن تدعي أنها تريد الإصلاح بان تقوم بإيقاف مقال الكاتبة في صحيفة الجوردن تايمز رندة حبيب والتي تحظى باحترام كبير .

مثل هذه الكتابات التي تسلط الضوء على الأردن لم تقطع بأننا خارج دائرة الإصلاح وان نظامنا السياسي يبقى في دائرة الأنظمة القادرة على تجديد نفسها بما يلاءم متطلبات المرحلة المقبلة وهذا يؤشر على أن الأردن قادر على حجز بطاقته في قطار الإصلاح في المنطقة وانه يمتلك نظاما سياسيا يمتلك من المرونة ما يكفيه مؤونة المخاضات التي يمر بها غيرنا لكن هذا يعتمد على قدرة صناع القرار على التقاط أهمية عامل الزمن في ذلك.

اللافت أن إذاعة الـ NPR في واشنطن وهي المحطة الإذاعية الأهم في العاصمة الأميركية مهتمة بما حدث الاثنين الماضي (اعتصام الإعلام) وما سيتمخض عنه اعتصام الزملاء في الرأي وطلبت ألي أن أزودها بما يستجد وكانت أفردت وقتا من بثها لأول اعتصام إعلامي ولولا تغطياتها لـ تسونامي اليابان لكان الإعلام الأردني موضوعا رئيسا في وقت الذروة في تلك الإذاعة، إذن نحن كدولة وكأعلام تحت المجهر ومطلوب منا أن نكون جزء من المستقبل لا جزء من الماضي، وإيقاف رندا حبيب قد لا يشكل للكاتبة أمرا مهما لكنه يحرجنا جميعا كأعلام أردني وبالتالي فان من اتخذ القرار لم يكن ليقم وزنا لسمعتنا الإعلامية.

مؤهلون كدولة وكمجتمع وكنظام سياسي لان نكون في مقدمة من يحجزون بطاقتهم للصعود في قطار الإصلاح العربي ونحن الأقل دفعا لثمن الإصلاح فغيرنا أسال دما زكيا ليصلح ما افسده الحكام، أما نحن فلم نسل ولا ينبغي أن نسيل غير حبر التعبير عن الرؤى والأفكار التي تنقلنا خطوة إضافية إلى الأمام.

لنعترف بأننا تلكأنا في تنفيذ الاستحقاق بيد أن تتأخر قليلا خير من أن لا تبدأ أبدا.

* الزبيدي كاتب في الرأي.