هل يدمر كرسي العقاب نفسية طفلك؟
20-01-2024 10:27 AM
عمون - عقاب الطفل أنواع وأشكال كثيرة، وما أسهل وأسرع تنفيذها..فهناك العقاب بالضرب، العقاب بالصراخ، العقاب بالحبس أو العزلة، وهي طرق اعتاد بعض الآباء والأمهات على استخدامها دون النظر لعمر الطفل أو لتأثيرها على نفسيته، وهي الأهم.
حيث أكدت معظم أبحاث ودراسات التربية مؤخراً عدم جدوى كثير من أساليب العقاب، حتى لو لم تمتد اليد بضرب الطفل، أو توجيه الصراخ عليه- حيث وجد أن نفسية الطفل تدمر بسبب كرسي العقاب والخصام أو العزل بمكان وحده..أشبه ما يكون بعزل عاطفي للطفل!
لتفسير هذه الأبحاث وتحليل النتائج كان اللقاء وأستاذ التربية النفسية والصحية للطفل من عمر1-5 سنوات الدكتور مهاب فاروق..لتوضيح بعض الأفكار الخاصة بعقاب الطفل وكيف يكون؟
الفكرة الأولى: العقوبة وفقاً لحجم خطأ الطفل
ضرورة أن تتفق العقوبة مع حجم خطأ الطفل
وظيفة العقاب التربوية هي: غرس الانضباط في الطفل منذ الصغر، ومساعدته على التمييز بين الخطأ والصواب، ودفعه نحو التصرف السليم.
وأصول العقاب يتطلب وضع قواعد ثابتة وحاسمة ومناسبة، وتوافق جميع أفراد المنزل عليها، وعدم تغييرها بين يوم وثانٍ.
لا بد من معاقبة الطفل، وإشعاره بالسلوك السيئ الذي فعله، حتى إن كان الزمان والمكان غير مناسبين.
أن تتفق العقوبة مع حجم الخطأ الذي ارتكبه الطفل، وتجاهل بكاء الطفل واستعطافه للأهل، والإصرار على تنفيذها بوصفها قاعدة اتُّفق عليها.
تحديد نوع العقاب المنصف للطفل وشكله ومدته، والذي يختلف وفقاً للتصرف الذي صدر من الطفل..ما يمد الطفل بالثقة.
الفكرة الثانية: إلغاء "كرسي المشاغب"
تخلي عن عقاب طفلك بعزله أوالصراخ عليه
اعتمد خبراء التربية طريقة كرسي العقاب أو كرسي المشاغب وعزل الطفل وخصامه، بوصفها استراتيجية فعّالة لتربية الأطفال على مدى سنوات طويلة.
حتى أصبحت الطريقة الأكثر شيوعاً التي يستخدمها الآباء، ويوصي بها أطباء الأطفال وخبراء تنمية الطفل، واعتمدتها الأكاديمية الأميركية والأكاديمية البريطانية لطب الأطفال.
الفكرة الثالثة: الآثار النفسية لكرسي العقاب
لكرسي العقاب تأثير بالغ السوء على الطفل الذي يعاني من فرط الحركة
وفي العصر الحالي وربما مع الإحساس بحلاوة وقيمة الوقت، والذي يحسه الطفل أمام الألعاب المدهشة والشاشات..ثبت أن لكرسي العقاب تأثيراً بالغ السوء على الأطفال، خاصة الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أو فرط الحركة، مما كان دافعاً لمراجعة الأبحاث التي أثبتت من قبل سلامة وفعالية هذه الطريقة.
الفكرةالرابعة: الاضطراب العاطفي للطفل
الأطفال وحتى سن المراهقة في حاجة للتواصل والتعلق بالأسرة
سواء كان العزل بجلوس الطفل على كرسي العقاب، أو عزله بمكان خالٍ من الإخوة والأخوات، فإن التجربة الأساسية التي يقدمها العقاب هي العزلة.
حتى وإن طبقتها الأم بصبر وحب وهدوء..فهي تعلم الطفل أسلوب العزلة عندما يرتكب خطأ، أو عندما يواجه صعوبة في حياته أيضاً، وهو درس قاسٍ يشعر الأطفال بالرفض في هذه السن الصغيرة، في وقت يحتاج فيه الأطفال لمن يكرر على مسامعهم جملاً مثل "أنا هنا من أجلك".
والتحليل النفسي لهذه المشكلة؛ أن الأطفال وحتى سن المراهقة والبلوغ، بحاجة ماسة للتواصل والاحتياج والتعلق بالأسرة خاصة أوقات الشدة، وغالباً ما يرسلهم آباؤهم لغرفهم منفردين، أو يجلسون على "كرسي المشاغب" ليمر الإخوة والوالدان من أمامهم دون فتح حوار مع "المشاغب"، مما يعني أن الأطفال في هذه اللحظة من الاضطراب العاطفي عليهم أن يعانوا وحدهم.
الفكرة الخامسة: الخصام طريقة سيئة للعقاب
الخصام والصراخ على الطفل يصيبه بحالة من الغضب والتشتت
يعتقد الآباء أن خصام الأطفال..كنوع من العقاب.. يمنحهم فرصة لضبط مشاعرهم، و فرصة أيضاً للطفل للهدوء والتفكير في الخطأ الذي ارتكبه، و الكلمات التي تلقاها.
لكن ما يحدث في الواقع هو؛ أن الخصام يجعل الطفل مشتتاً وفي حالة من الغضب، وتقل قدرته على التفكير فيما فعله، و يتركز حول كيفية معاقبة والديه له.
وقد يلاحظ الوالدان أن سلوك الطفل لا ينضبط رغم الجهد الذي يبذلانه في عدم الصراخ بوجهه، وضبط النفس لعدم جرح مشاعره.
والسبب أن إرهاق الأطفال عاطفياً بعزلهم وحدهم، يدفعهم لإساءة التصرف أحياناً؛ فعواطفهم العنيفة وقهرهم بسبب البقاء بمفردهم أكبر بكثير من قدرتهم الحقيقية على فهم واستيعاب سبب ذلك.
وبسبب عجز الطفل عن التعبير عن حاجته ومشاعره، نجده يستمر في سلوكياته العدوانية وغير المحترمة وغير المتعاونة، مما يعد دليلاً على أن الآباء فشلوا في تنمية مهارات السلوك السليم لدى الطفل.
لهذا يعتبر هذا السلوك العدواني عند الأطفال؛ صرخة منهم وطلباً لمساعدة أهلهم على تهدئتهم والتواصل معهم وضمّهم، وليس عقابهم.
كما لا يفضل مسامحة الطفل إن اعتذر في لحظتها، حالة كان الخطأ كبيراً، و يمكن التحدث بشكل جاد معهم دون مزاح لكي لا يستهينوا بالعقاب.
"سيدتي"