مئة يوم والتسارع بالأحداث يمس العالم، مئة يوم وتغيرات كبيرة تظهر تدافعًا جليًا بين الخير والشر والحق والباطل على هذه المعمورة لتزيل الخبث والزبد وتبقي ما ينفع البشرية جمعاء ويحق عدل الله، فهنيئًا لغزة هذا الدور، دور كشف الحقائق والفصل بين الحق والباطل في زمن الفتن وإلتباس الأمور.
السابع من أكتوبر ليس كسابقه، تغير الزمان والمكان وتغيرت عقلية الإنسان في كل مكان، فظهر ما في النفوس على الجوارح وذلك على مستوى الدول والمدن والأفراد، وكان الكشف ضريبة التضحية والدماء وكما عهدنا في سالف التاريخ والزمان فئة الحق قليلة مضطهدة لكنها صابرة في مرحلة الدفع بين الحق والباطل لتنال النصر وتكون سببًا في إظهار الحق وازهاق الباطل وتكون مثال الاستخدام بدل الاستبدال.
فاليوم وبعد مئة يوم.. نبارك لأهل غزة هذا الحال وهذا السمو والارتقاء المفعم بنور الحق في زمن توشح بالظلمات، فلهم النصر والشهادة ولنا الحيرة فيما يجري، فتن متعددة طائفية وسياسية وقومية واجتماعية فالمرء يتأرجح بين جنبات هذه الفتن تارة يظهر له الحق باطل وتارة يظهر الباطل حق؛ وذلك لأن الرحلة التي نعيشها والحياة المدنية شتتت مفاهيمنا وخلطتها ومزجت بين المفاهيم المتضادة لتفرز مفهومًا وسطًا فيه من الظلمات الكثير على جميع الصعد.
فاللهم نصرك للإسلام ومقدساته والمسلمين كافة، فغزة اليوم رفعت أحد ألوية هذا الإسلام لتعلنها مرحلة وعي للأمة وانقاذها من الفتن المتلاحقة، فنسأل الله الخير للإسلام والمسلمين للسير على طريق الخير والحق المبين.