لا يخفى على احد بان الدولار يعد اليوم العمله الرئيسيه لتسعير السلع والخدمات الرئيسيه واهمها النفط والمعادن الثمينه والحبوب وباختصار كل ما ينتج فوق الارض وما تحت الارض اصبح يقيم بالدولار بل اصبحت عملات العالم اجمع تسعر بالدولار فقط اصبح الدولار العملة الاساسيه (Base Currency ) للتسعير والتقييم وتسوية المدفوعات الدوليه.
تاريخيا لا يخفى على احد بان الدولار قد اعتمد للتسعير على ضوء اتفاقية بريتون وودز في الولايات المتحده في اثر المؤتمر المشهور الذي تداعت له (٤٤) دوله في عام (١٩٤٤) لبحث النظام المالي العالمي بعد الحرب العالميه الثانيه .وعلى ضوء ذلك تم انشاء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بحجة تنظيم النظام المالي الدولي ودعمه وتعزيز اداؤه ومساعدة الدول في مجال التنميه.
من الواضح في السياق اعلاه ان الدول التي ربحت الحرب العالميه الثانيه وخصوصا اميركا قد رسخت لهذا النظام النقدي والمالي العالمي باعتماد الدولار المسعر بالذهب كاداة للتسعير.
لكن يعلم الجميع بان اميركا قد انقلبت على هذه الاتفاقيه بعد الاستيلاء على ذهب العالم في عصر الرئيس نيكسون حيث تم التخلي تماما عن ربط الدولار بالذهب واصبح الدولار هو العمله الرئيسيه المعتمده للتسعير بعد تحرير سوق العملات.
من هذا السرد التاريخي يتضح للجميع بان هناك ارهاصات واتفاقيات مبطنه بين اميركا ودول الغرب لا نفاذ هذا النظام الجديد ولقد ساهم العرب بشكل اساسي في هذا النظام من خلال السماح لاميركا بتسعير النفط بالدولار فاكتسب الدولار قيمة لا يمكن تخيلها وهذا لا حقا انطلى على تسعير جميع السلع والخدمات والاصول بالدولار.
لقد حافظت اميركا على الدولار من خلال وجود ترسانه عسكريه ضخمه ووجود قواعد عسكريه تغطي العالم وذلك لتعزيز هيمنة الدولار الذي اصبح ايضا مقياسا لاسعار كل عملات العالم .
لكن النظام المالي العالمي اليوم يئن من جرا سياسات التيسير الكمي (Quantitative easing ) والتي تقوم على طبع الدولار بمعدلات تفوق حجم الاقتصاد العالمي مما افقد الثقه بالدولار كعمله رئيسيه تقود العالم خاصة في ظل ارتفاع المديونيه الامريكيه بشكل تجاوز ناتجها المحلي.
لقد اصبح لدولار عاجزا عن القيام بدوره ولهذا نجد ان الامراض والحروب قد باتت اهم الروافع التي تستند اليها اميركا لتخويف العالم من استبدال الدولار واصبح تركز الثروات في يد الغرب لعنة على فقراء الشرق وافريقيا وهذا تجاوز كل القيم الانسانيه.
لقد ساهم الدولار في تعزيز هيمنة اميركا على العالم ولم تكن اميركا عادله فقد كرست الدعم لاوروبا وحلفاؤها على حساب دول العالم الفقيره .
لكن ما هو البديل للدولار؟؟
يمكن القول بان ايجاد بديل للدولار يمثل حالة اعلان حرب على اميركا ،،ولكن لو اجتمع العالم على ذلك وهو لا بد ان يحصل يوما ما فان البدائل المحتمله التي يمكن استخدامها كاساس لتسعير العملات المحليه يكمن كما يلي :
١.الذهب والمعادن الثمينه
٢.حقوق السحب الخاصه (SDR) المقيمه بعملات الدولار والين واليوان والجنيه واليورو )
٣. عمله مقيمه بعملات لدول العشرين استنادا للمساهمه في الناتج المحلي الاجمالي العالمي .
ان استخدام هذه كاساس للتسعير سوف يسمح للدول باستخدام عملاتها المحليه في حركة التجاره العالميه دون ظلم يلحق بهذه الدول ومواردها .
هذه الافتراضات باعتقادي لن تتم جميعها ولن تسمح بها اميركا الابعد ان تضعف قوتها وهذا لن يكون الا نتيجه اضطرابات داخليه او كوارث طبيعيه او حرب عالميه ثالثه تعيد تشكيل المشهد المالي والنظام المالي والنقدي العالمي .