حينما تكون الشمس قد تعمدت البحر المتوسط، ويكون شعاعها قد حمل معه تجليات الزمن الجميل من جامعة آل البيت ، ونراقبة من بعيد وقد زف إلينا بشرى الفرح والزغاريد وهي تشرف بلقاء مؤسسها وراعي أكنافها الحسن بن طلال، راعي الغرسة الأولى فيها في تسعينيات المئوية الأولى من عمر الوطن ، ويخطُر إلينا تذكر السنوات الأولى للتأسيس مع الرفق الطيب من أيقونات الجامعة، وحينما يكون التواصل والتلاقي عنوان مرحلة يقودها الدكتور المهندس أسامه نصير خبير ملفات التعليم العالي بالأردن فإنها لاشك ستصبح محجاً لزوارها من النُخب الأردنية وأنه في ظل نشاط تواصلي غير مسبوق تتوافد القامات العلمية والرسمية الى الجامعة من كل فج عميق، ونرى ابتسامه من على كتف الصحراء الأردنية وتؤرق أشجارها من جديد، ويشتد الوجد إليها كلما اشتد ساعد البناء عليها، وقد لاح في الأفق طمأنينة كأنها تطارح خلجات في الصدر لإدارتها وهي تفرد اشرعتها من جديد لكي تواصل الإبحار بمنارة العلم والمعرفة .

واليوم نجد إدارتها وقد عملت لإعلاء بنيانها وتحيل رمالها إلى صروح علمية مصدر إلهام وشعاع منير ، وقد جسدت مرحلة من العطاء والبناء ومسيرة التحديث والتطوير بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .

لقد نهضت الجامعة من جديد بجهد كبير ممن أقسم يميناً وتسلح بالوطنية فأختار فريقه بعناية ليعاود نشاطها كما تأسيسها ويهبها مجدداً للتاريخ والوطن والأمة، شأنه في ذلك شأن من حملوا على عاتقهم النهوض بالمعرفة والعلم .

واليوم نرى آل البيت قد ازدانت باحتضان امير زوارها تشرُف بهم ويتشرفون بها وما أن اشرقت شمسها حتى لاحَ مبّسمهُ بين ظهرانيها اميراً وعالمًا وصاحب فكر ورؤية أمضى سنيّ عمره في المعرفة والبحث والسعي نحو العلم والتعليم بشتى أصنافه وأنواعه، ومفكراً يقود المجتمعات الإنسانية نحو كلمة سواء تقوم على المحبة والرحمة وتقبل الآخر والمجادلة بالتي هي أحسن .

شكراً سيدي سمو الأمير الحسن على الزيارة الكريمة فأنت من سلالة رحمة ومحبة .

شكراً لإبن الوطن الأكاديمي والمهندس أسامه نصير صاحب هذه الرؤية، وصاحب الإنجاز في فترة زمنية لا تتعدى الأشهر وهو يستشىرف المجد للجامعة، وآل البيت بإذن الله في عهده ستكون الشجرة المباركة وسيضيء زيتها من جديد في عهد كله إخلاصًا لله والوطن والمليك وللأمة .