كان لحياتنا سَّنَدٌ غُيب بسبب التهور والسرعة
المحامية رؤى بكر الشريده
17-01-2024 05:43 PM
ألم يكن لبداية هذا العام هيبة قد هزت كياننا منذ ساعاته الاولى؟
الذي عصف الينا بنائبة ثقيلة الحمل على قلوبنا الذي مُلئت بالألم وعلى ذاكرتنا من القدرة على طي صفحتها بالنسيان مهما مرت السنين تاركة ندبة وجع يصدح انينها كلما ذكر اسمين سند العبادي وصديقه عبد المجيد الحسامي امامنا .
تخيل معي ان وبلحظات وبلمحة بصر تتطاير الامنيات والاحلام بالهواء ويتحول الفرح الى ترح بتبدل التهاني بقدوم العام الجديد الى تعازي فجر ليلة رأس السنة بتلقي خبر وفاة الشابين سند وصديقه اثر حادث دهس في منطقة ابو السوس بالعاصمة عمان والذي حصدت الكثير من الارواح جراء الحوادث المتكررة في تلك المنطقة والى الآن ما زالت قلوبنا تحترق على نبضاتها الذي اصبحوا مجرد ارقام في عداد الوفيات الناجمة عن الكوارث التي تسببها حوادث السير والتي اصبحت العامل الرئيسي والأبرز لـ الوفاة بعد تقدير الله، بـ معدل وفاتين لكل دقيقة، ما يعادل اكثر من مليون شخص يموتون سنويا، فضلا عن الإصابات التي يتعرض لها نحو 50 مليون شخص والعديد منهم يصاب بعجز مؤقت ودائم في كثير من الأحيان.
التساؤلات التي شغلت ذهني كثيرة إثر حوادث مروعة شاهدتها، قبل اسابيع واثر انقلاب حافلة جامعة العلوم والتكنولوجيا توفي العديد من الطلاب واصيب اخرين وببداية العام وبحادث دهس توفي سند وصديقه واصيب آخر وغيرها الكثير من الفواجع الذي تتكرر ، فـ هل المشكلة في القيادة المشتتة بسبب استخدام أجهزة الهواتف النقالة؟ أم أن القيادة المتهورة وبسرعة كبيرة سواء تحت تأثير الكحول او المخدرات او بسبب الاستهتار هي السبب؟ أم أن العامل الرئيسي لـ العوامل المساهمة في هذه الكوارث ؛ طبيعة الطرق وسوء البنية التحتية لها وعدم صيانتها بشكل دوري على مدار السنة ومع تقلب الفصول حيث لاحظنا ان الحوادث باستمرار تتكرر على نفس الطرق .
في النهاية ؛ لكل مشكلة حل، والحل في هذه الكوارث يكمن في جنس "السبب المسبب" لتلك الكوارث، فـ السائق لـ سيارته لو قادها بكل وعي وادراك ومتبعا لـ قواعد المرور، والعابر لـ الطريق لو عبرها بشكل واع ومدرك ضمن القواعد القانونية، والطرق لو تم إعادة جدولة صيانتها بشكل دوري، لتمكنا من وضع حد لتلك الكوارث وتقليل أعداد الحوادث وبـ التالي ستنخفض أعداد الوفيات والجرحى .