ديمقراطية إسرائيلية وإرهاب فلسطيني 4
اللواء المتقاعد مروان العمد
16-01-2024 01:35 PM
انتهيت في القسم الثالث من مقالتي الى اعلان قيام دولة إسرائيل في فلسطين بتاريخ 14 / 5 / 1948 . وقد سارعت الكثير من الدول الى الاعتراف بها ، وخاصة تلك التي كانت وعلى مدى اكثر من الفي عام ماضية تعامل اليهود باضطهاد واذلال ، وتسكنهم في المعازل ، وتطردهم خارج حدودها ، وتقتلهم وتحرقهم ، في معاداة منها للسامية الذين هم احد شعوبها . و لعلها ارادت من وراء ذلك الخلاص منهم ، او التكفير عن خطاياها بحقهم ، وذلك بان يهبونهم ارضا لاقامة دوله لهم عليها . و اطلقوا على هذه الدولة وصف الديمقراطية الوحيدة في المنطقة . وحتى ابين حقيقة ذلك ، ارجوا ان تسمحوا لي بأن اعرض عليكم غيضاً من فيض من ممارسات هذ الدولة الديمقراطية بحق الفلسطينيين والذين سموهم ارهابيين . علماً ان ما سوف اقوله مثبت بالمراجع التاريخية وعلى الانترنت ، وعلى لسان من شاركوا فيها . وسوف اقسم حديثي على اربع مراحل ، الاولى ما قبل اعلان قيام هذه الدولة ، والثانية بعد اعلانها ، والثالثة بعد احتلالها لباقي فلسطين ، والرابعة ما بعد طوفان الاقصى .
وعن المرحلة الاولى ، و الممارسات الديمقراطية التي قامت بها اذكر على سبيل المثال : -
أولاً / مجزرة الدوايمة / والتي وقعت بتاريخ 29 اكتوبر 1948 ، وقامت بها مجموعات من عصابتي شتيرن والارغون بقيادة موشي دايان . ففي ظهر ذلك اليوم المصادف يوم جمعة ، قامت تلك القوة بالهجوم على هذه القرية من جميع اطرافها ، عدا الناحية الشرقية لتكون نقطة هروب للسكان . وقامت بقصفها بالمصفحات والرشاشات . ثم قامت باطلاق النار على المنازل وقتل المتواجدين فيها من رجال ونساء واطفال ، وقامت بنسف العديد منها على رؤوس من فيها . كما هدمت مسجد القرية على من احتموا فيه وقتلهم ، وبلغ عددهم 75 شخصاً ، كما تم ابادة 35 عائلة كانت قد اختبأت في احد المغر في المنطقة ، حيث قصفتهم بالمدفعية . ثم تم جمع الجثث ودفنها في مقابر جماعية . ولقد تم التعتيم على هذه المجزرة ، ولم يكشف عنها الا فيما بعد عن طريق احد الصحفيين ، وتراوح عدد الضحايا في هذه المجزرة ما بين عدة مئات وعدة آلاف .
ثانياً / مجازر السرايا في يافا ، والتي قامت بها عصابات الارغون بتاريخ الرابع من يناير عام 1948 . حيث ادخلت شاحنة محملة بالمتفجرات وعلى وجهها كمية من البرتقال ، ووضعت الشاحنة بجوار مبنى السرايا حيث تم تفجيرها ، واسفر الانفجار عن وفاة ثلاثين شخصاً من الرجال والنساء والاطفال ، وجرح حوالي الستين . وفي الثامن من يناير تم وضع مركبة اخرى ملغمة في نفس المكان ، واسفر انفجارها عن وفاة سبعين شخصاً من الرجال والنساء والاطفال ، وجرح العشرات .
ثالثا / مجزرة يازور والتي قامت بها عصابة الهاغاناه بتاريخ الثاني والعشرين من يناير عام 1949 ، حيث اطلقت النار على سكانها مما ادى الى وفاة 15 شخص منهم وهم نائمون .
رابعا / مجزرة العباسية التي قامت بها عصابة الارغون عام 1947، حيث قامت بمهاجمة هذه القرية ، واطلقت النيران على سكانها وقتلت تسعة منهم . واصابت سبعة آخرون .
خامساً / مجزرة باب العامود ، والتي قامت بها مليشيات الارجون ، حيث القت برميل متفجرات في ساحة باب العامود مما ادى الى وفاة 14 شخصاً واصابة 27 آخرين . وفي اليوم الثالي القت نفس المجموعة قنبلة من سيارة مسرعة مما ادى الى وفاة احد عشر شخصاً .
سادساً / مجزرة بلدة الشيخ والتي قامت عصابة الهاغاناه بتنفيذها بتاريخ 31 ديسمبر عام 1947 حيث قامت بمهاجمة البلدة ، وملاحقة المواطنين العزل . واطلاق الرصاص عليهم وكانت حصيلة القتلى 600 شخص ، لقي معظمهم حتفه داخل بيوتهم . وفي بداية اليوم الاول من كانون الثاني عام 1948 تعرضت نفس البلدة لهجوم من عصابة البالماخ ، حيث هاجموا البيوت التي على اطرافها بالقنابل اليدوية ونيران الرشاشات والناس نيام ، وانسحبوا منها بعد حوال الساعة ، تاركين خلفهم ثلاثين شخصاً بين قتيل وجريح معظمهم من النساء والاطفال .
سابعاً / مجزرة دير ياسين والتي قامت بها عصابتي الارغون وشتيرن في التاسع من ابريل عام 1948 ، وكانت هذه المجزرة عاملاً مهماً في الهجرة الفلسطينية الى البلدان العربية المجاورة ، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين ، ولعلها الشعرة التي قسمت ظهر البعير .حيث قام افراد هاتين العصابتين باطلاق الرصاص على الجميع دون تفريق بين رجل وامرأة . وبين كبير مسن ، وطفل صغير . وتم فيها انتهاك جميع المواثيق والاعراف الدولية ، حيث جرت ابشع انواع القتل والتعذيب ، وبشكل تأنف الوحوش نفسها عن ارتكابه . وتم اغتصاب فتاة صغيرة بالسن امام انظار عائلتها ، وبعد ذلك قاموا بتقطيع جسدها . وقد بلغ عدد ضحايا هذه المجزرة ما بين 250 الى 360 من الرجال والنساء والاطفال والعجزة .
الثامنة / مجزرة الطنطورة ، والتي وقعت بعد اسبوعين من مجزرة دير ياسين ، ولاستكمال الهدف منها وهو تهجير كل سكان فلسطين ، وقد نفذت هذه المجزرة مابين 22 و 23 من ابريل ، وبعد اسبوع واحد من إعلان قيام دولة إسرائيل ، و على يد لواء الاسكندروني التابع لجيش الاحتلال ، حيث تم قصفها من البحر أولاً ، ثم تم اجتياحها ، واطلاق النيران على المحال والبيوت . تم اجبر السكان على جمع الجثث والتي تبلغ حوالي 300 ، و على حفر مقابر جماعية ووضع الجثث فيها . ، وتم اخذ معظم باقي سكانها كأسرى ، وقتل الكثيرون منهم في وقت لاحق ، وتم ودفنهم ايضاً في مقابر جماعية .
التاسعة / مجزرة اللد ، والتي ارتكبتها وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة موشيه دايان ، وذلك في الخامس من رمضان عام 1367 الموافق 11 يوليو عام 1948 حيث امست المدينة على وابل من قذائف المدفعية والطائرات . وقد تصدى لهم مواطني البلدة بما لديهم من بنادق قديمة الى ان نفذت منهم الذخيرة ، حيث قاموا بالاستسلام ، الا ان القوة المهاجمة قامت بابادتهم جميعاً ، وبلغ عددهم حوالي 250 شخص .
العاشرة / مجزرة بلدة ابو شوشة ، والتي وقعت بتاريخ الرابع عشر من مايو عام 1948 ، حيث قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي بالهجوم عليها بهدف احتلالها وطرد سكانها . وبلغ عدد ضحايا هذا الهجوم حوالي الستين من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ ، الذين تم التمثيل بجثثهم ، وقطع رؤوس الاطفال امام ذويهم . علماً انه وبعد ساعة واحدة من انتهاء هذه المجزرة قام مجلس الشعب اليهودي بالتصديق في تل ابيب على وثيقة إعلان دولة إسرائيل .
يتبع