فلسطين لا تستوعب سوى الشعب الفلسطيني
علي القيسي
16-01-2024 07:32 AM
على امتداد خمسة وسبعين عاما من الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، والعرب في تراجع وضعف أمام جبروتها وغطرستها ، أمام كل هذه العقود ، وأمام الكثير من المعارك والحروب ، يظل السؤال ألى متى ستبقى الأوضاع في تأزم وتعقد وتطور نحو الصراعات والهروب والدمار والقتل والترويع والتنكيل ودوامة الصراع في توسع وتعمق والمأساة تولد مآسي كثيرة ، والحرب تفتح حروبا متعددة ، وحالة عدم الاستقرار وغياب الأمن والسلام هي السائدة طوال هذه الأعوام والعقود ،
لمحاولات إيجاد سلام دائم في هذه المنطقة لم يتحقق أبدا، رغم المعاهدات والتطبيع والمفاوضات ، فإسرائيل دوما هي المعيق والعقبة امام حسن النوايا العربية الفلسطينية ، فهي ترفض السلام العادل ، وتتهرب من استحقاقات السلام وتناور وترواغ وتتهرب من التنفيذ ، وتستعمل التسويف والمماطلة وتشتغل على الوقت في التهرب من الحقوق والاتفاقات الدولية .
فهي لا تريد الانسحاب من الضفة الغربية ولا تريد الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ،ولا تعترف بالقدس أنها للفلسطينيين وعاصمة دولتهم القادمة ، وهي بالمقابل تقوم لتهويد كل شيء في فلسطين ،وتبني المستوطنات ، في كل مكان من فلسطين ، وتسلح المستوطنين لقتل العرب والسيطرة عليهم ، واذلالهم والتنكيل بهم واعتقالهم .
إسرائيل لا تريد أن تقام دولة فلسطينية ،ولا تريد أن يكون بجوارها فلسطينيين أحرارا ،ينعمون بالاستقلال والحرية والكرامة والسيادة ، هذه العنصرية لم يشهد لها التاريخ مثيل في التطرف والحقد والكراهية، فلا يمكن أن يحل السلام في هذه المنطقة الحساسة من العالم طالما إسرائيل تنكر حق الفلسطينين بالعيش في أرضهم ، ولا توافق على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجنائية الدولية ، وتضرب كل هذه المواثيق والقوانين الدولية بعرض الحائط .
فلا يمكن أن يحل السلام طالما حكام العدو وساسته ينتهجون عقلية القلعة والقوة والسيطرة ، من جابوتسكي حتى نتنياهو وغيرهم من اليمين المتطرف، فلا يمكن أن تقبل إسرائيل دولة أو كيان فلسطيني على المدى البعيد أو حتى القريب، ولهذا فإن الحرب والصراع سيظل مستمرا في هذه المنطقة من العالم، حتى يقوم طرف بالقضاء على الطرف الثاني بضربة قاضية للترقي ولا تذر.