إن خطوة جنوب أفريقيا باتجاه محكمة العدل الدولية انتصار للمظلوم ، وهي خطوة تستحق التقدير والاحترام لدولة وشعب عانى من الظلم والقهر والتمييز العنصري.

صمد بطل جنوب افريقيا المناضل نيلسون مانديلا سبعا وعشرين سنة في سجون العنصريين المستعمرين الطارئين على افريقيا ولم يساوم ولم يتنازل فكان الصخرة التي تحطمت عليها قرون النظام الظالم.

كان مانديلا وزوجته ويني ومعهم القس ديزمون توتو يتظاهرون ضد ذلك النظام البائد، وكذلك كان يتظاهر معهم مسلمو جنوب أفريقيا البالغ عددهم ١٠% من السكان وفق ما أخبرني طلابي من جنوب أفريقيا وانا أدرسهم في جامعة الملك سعود بالرياض عام ١٩٨٤م وكان هذا سببا في إسلام عدد من سكان جنوب أفريقيا.

نعم المظلوم يشعر بالمظلوم ويتحرك لنصرته.

إن الوقوف مع العدالة خلق أصيل في الإنسان السوي ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر لهذه الدولة التي تقدمت وبادرت وسبقت دولنا العربية والإسلامية!! فالعدل قيمة إنسانية توجد في الإنسان النظيف النقي، وقد يوجد الظلم من أبناء جلدتنا وقومنا وديننا.

هذا البلد العظيم جنوب أفريقيا قدم لنا رجلا خدم الدعوة الإسلامية خدمة عظيمة ألا وهو الشيخ أحمد ديدات ذو الأصول الهندية صاحب المناظرات الحضارية المشهورة في خلق رفيع وأدب مع من تختلف معه.

خطوة جنوب أفريقيا تستحق التقدير أولا بشكرها الشعبي بتخصيص وقفة احترام أمام سفاراتها في العالم، وشكرها رسميا من قبل وزارات الخارجية العربية والإسلامية، وشكرها عمليا بزيادة التعامل معها في شتى المجالات التعليمية والاقتصادية والاستثمارية في محاولة الرد الجميل بالجميل كما قال تعالى (وقولوا للناس حُسنا) وأكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله "من لا يشكر الناس لا يشكر الله".