رحلة التحول الرقمي وتحويل الأفكار إلى واقع: بعيون ولي العهد
أ.د تركي الفواز
15-01-2024 10:57 AM
تسعى العديد من الدول، بما فيها الأردن، إلى أن تصبح من الدول ذات الاقتصاديات الرقمية المرتبطة بالابتكار وريادة الاعمال القائمة على الاقتصاد الابداعي، ويتميز الاقتصاد الإبداعي بمرونته وقدرته على الاستجابة للتغيرات الاقتصادية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة فإن مساهمته في الناتج المحلي العالمي يتجاوز 3%، بقيمة تفوق 2 تريليون دولار أمريكي سنويًا، ويشير معدل نمو صادرته الى أنه يتفوق بمرتين على الصناعات الأخرى، وهذا سيعزز من انه سيصبح أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي.
يشهد العالم تحولًا جذريًا نحو الرقمية، حيث يلعب التحول الرقمي وريادة الأعمال دورًا حيويًا في تعزيز الإبداع وتحويل الأفكار إلى واقع، يعد هذا التفاعل بين التكنولوجيا وريادة الأعمال محورًا أساسيًا لتحقيق التطور والابتكار في عدة قطاعات. يسعى التحول الرقمي إلى تبني التكنولوجيا الحديثة لتحسين الكفاءة عبر تطوير نظم المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، ويتيح ذلك استغلال البيانات بفاعلية، مما يسهم في تحليل واتخاذ قرارات أكثر دقة، وبالتالي تحويل الفرص إلى مشاريع ناجحة، وهنا يأتي دور رواد الأعمال الذين يبتكرون فكرة جديدة تحدث تغييرًا فعّالًا، وهذا ما شاهدنا بقصص نجاح الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا مثل أمازون وأبل وشركة تسلا يعكس دور التحول الرقمي وريادة الأعمال في تحقيق الإبداع وتحويل الأفكار إلى واقع، كما يمكن النظر إلى نماذج ناجحة في مشاريع الشركات الناشئة التي نشأت من خلال مبادرات ريادية مدعومة بالتكنولوجيا.
تتجسد أهمية التحول الرقمي في تعزيز الفعالية والكفاءة للشركات وتحسين كفاءتها، من خلال استخدام التكنولوجيا، حيث يمكن تحسين تدفق العمل، وتسريع اتخاذ القرارات، وتقليل الأخطاء، مما يوفر المزيد من الوقت للابتكار والتفكير الإبداعي. ويُسهم التحول الرقمي أيضا في تحسين تجربة العملاء من خلال تعزيز تفاعل الشركات مع العملاء، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تقديم خدمات عبر الإنترنت، مما يساعد على فهم احتياجات العملاء بشكل أفضل وتلبيتها بشكل أسرع وأكثر فعالية، ويوفر التحول الرقمي للشركات أن تكون أكثر مرونة واستجابة للتغييرات في السوق بما يمكنها من تطوير نماذج أعمال مبتكرة، وتحفيز الموظفين على تقديم أفكار جديدة، وتحقيق الريادة في السوق من خلال تقديم منتجات أو خدمات جديدة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل من المنافسين، والتشجيع على الاستثمار في الأفكار الجديدة والابتكارات، وبهذا يمكن للرياديين جذب التمويل والدعم لتحويل أفكارهم إلى واقع.
وفي هذا السياق، يعد ولي العهد الأمير المبادر في تحفيز الابتكار و الإبداع، وتتمثل رؤيته في السعي ليصبح الأردن قوة صاعدة في المشهد التكنولوجي العالمي، من خلال التركيز على التحول الرقمي وريادة الأعمال لتعزيز الإبداع وتحويل الأفكار إلى واقع، يستلزم تحويل الأردن الى مركز رقمي رائد ويتطلب إعادة هيكلة البنية التحتية، مع التركيز على بناء شبكات رقمية قوية ومتطورة لتحسين وتوفير الخدمات وتسهيل الحياة للمواطنين، من اجل توفير بيئة مشجعة للشركات الناشئة والمبتكرين، بهدف تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة، يتعين إنشاء مراكز الابتكار والبحث التقني لدعم المبادرات الإبداعية، كما يجب تطوير المهارات وتعليم الشباب التكنولوجيا والبرمجة لتمكينهم من المشاركة الفعالة في تحقيق التحول الرقمي، وتطوير حلول تقنية تحقق التقدم والتميز، ويتطلب هذا التحول تغييرًا في الثقافة التقليدية نحو قبول واستيعاب التقنيات الحديثة والابتكارية، ويتطلب ذلك توفير التمويل اللازم لدعم المشاريع الابتكارية وتحفيز ريادة الأعمال، والغاية من هذا التحول هو تحسين جودة الحياة وتعزيز المستقبل الواعد للأردن.
رغم التحديات الماثلة، إلا أن رؤية ولي العهد تمثل استراتيجية واعدة لتحقيق التحول الرقمي، وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار، وتوفير بيئة مشجعة للشركات الناشئة والمبتكرين يمهدان الطريق نحو مستقبل واعد يحقق التقدم والازدهار للأردن.