تساؤلات عن قمر المهرجان "الحزين" في أيامه الأولى بعدما خلت الأمسيات من الجمهور
30-07-2007 03:00 AM
عمون - فريهان الحسن - عن الغد - علّق غياب الجمهور عن حفلتي المطرب المصري هاني شاكر والمطربة لطيفة التونسية في جرش جرسَ انذار يبدو أنه إن تكرر سيؤثر تأثيرا كبيرا على سمعة المهرجان الذي يحتفل بيوبيله الفضي ببرنامج شاءته ادارة "جرش"ان يكون مميزا ويليق بهذه التظاهرة الفنية والثقافية العريقة.
وكان هاني شاكر، الذي يعد من عمالقة الغناء العربي، تأخر عن الظهور امام جمهور المدرج الجنوبي قرابة الساعتين بسبب خلو المدرجات من الجمهور، ما دفع ادارة المهرجان الى فتح الابواب مجانا لدخول جمهور لم يتجاوز الـ 500 شخص.
وتكرر الامر ذاته مع الفنانة لطيفة التونسية في حفلها مساء السبت بعد ان كانت وعدت الجمهور في مؤتمرها الصحافي بأن تقدم له طائفة من اغنياتها الجديدة.
ولم يكن الامر افضل حالا في الامسية الغنائية التي جرت في عمان للفنانين الاردنيين سعد ابو تايه ونانسي بترو اللذين بدا عليهما الغضب والتذمر لخلو المدرج في المركز الثقافي الملكي من الحاضرين الذين لم يتجاوز عددهم ثمانية عشرة شخصا.
ويعزو ابو تايه السبب في ذلك إلى "ضعف الاعلان والترويج الكافيين للفعاليات التي تقام في عمان، وعدم الترويج الكافي في التلفزيون الاردني وخلو الشوارع من اليافطات.
وتتقاطع بترو مع ابو تايه في هذا الكلام وتقول إن "الفنان الاردني لا يلقى الاهتمام الكافي من دعم وترويج اعلاني، وهو ما مان سببا رئسيا في غياب الحضور".
وعزا مراقبون سبب ضعف الاقبال في بداية المهرجان الى "شح" الدعاية الاعلانية للفضائيات، وقالوا إن دعايات المرشحين للانتخابات البلدية التي ستجرى يوم غد فاقت في اهميتها دعايات المهرجان التي وصفها بعضهم يأنها تكاد ان تكون "شبه معدومة".
ورغم إقرارها بضعف الدعاية لـ"جرش" إلا ان مديرة المهرجان بالانابة لبنى الفار تقول إن "سمعة المهرجان ما تزال كما هي"، إلا أن هنالك بعض المعوقات التي اثرت على المهرجان مثل "موعد انتخابات البلدية الذي تزامن مع وقت المهرجان"، فضلا عن "إعلان نتائج التوجيهي" الذي شحن الأجواء وسيطر على مشاعر الناس.
ولم تلم الفار التلفزيون الأردني على ضعف تغطيته. وقالت إنه يدعمنا ويقدم لنا إعلانات مجانية. بيد أن مدير الإذاعة والتلفزيون فيصل الشبول حمّل سبب ضعف الحضور الجماهيري للفعاليات الأولى في جرش إلى إدارة المهرجان. وقال إنها المسؤولة عن هذا الخلل. وأبدى الشبول استهجانه من أنه لم يجر حتى الآن منح حقوق بث المهرجان لأي محطة فضائية.
وأفاد الشبول بأن إدارة المهرجان عرضت في وقت متأخر وبينما كان المهرجان قد انطلق أن يبث التلفزيون الأردني فعاليات المهرجان "لكننا لسنا مؤهلين الآن للتصدي لهذه المهمة".
ورغم ذلك، أعلن الشبول دعمه لجرش "بكل الامكانيات التي نملكها من أجل أن ينجح هذا المهرجان الوطني".
وعلمت "الغد" أن إدارة المهرجان عقدت اجتماعا وصف بأنه "ورشة طواريء" من أجل إنقاذ المهرجان والحيلولة دون تكرار الأخطاء. وأعلن مصدر مطلع أن "الأيام المقبلة ستشهد تحسنا ملحوظا لجهة توفير حضور جماهيري معقول". وفي هذا السياق، أكدت الفار بأن إدارة المهرجان "ستكثف الدعاية للمهرجان بشكل كبير بحيث يجري تغطية الفعاليات في سائر وسائل الإعلام المتاحة". لكن الفار شكت في الآن نفسه من ضعف الدعم المالي للمهرجان، "ما يدفعنا إلى التقنين، فضلا عن غياب الدعم من المؤسسات الخاصة والأهلية".
وردا على التقصير في الدعاية الإعلانية، نفى مدير عام شركة الجسر الذهبي للإعلام المسؤول عن الترويج للمهرجان وتسويقه محمود أبو زايد الاتهامات بـ "ضعف القدرة الترويجية" لشركته. وقال إن "الشوارع ملأى ياليافطات"، فضلا عن "إصدار نشرات يومية عن جرش في وسائل الإعلام المحلية المختلفة".
وأعلن أبو زايد عزم شركته مضاعفة جهدها الإعلامي و"البدء في مرحلة جديدة في تسويق فعاليات المهرجان بحلة مختلفة".
وذكر بعض الأشخاص معوقات أخرى وراء ضعف الإقبال على جرش من بينها الأعمال الحفرية في الطريق المؤدية للمهرجان والذي تقوم بها وزارة الأشغال، حيث رأت الفار أن هذا "أعاق الحضور إلى المهرجان وأطال مدة الطريق، ما دفع كثيرين إلى التردد في المجيء إلى المهرجان". وتساءلت الفار:"أما كان بمقدور وزارة الأشغال تأجيل عملها أو إنهاؤه قبل موعد انعقاد المهرجان؟".
ويراهن كثيرون على أن يتخطى المهرجان محنته في الأيام المقبلة ، خصوصا مع وصول مطربين عرب من "العيار الجماهيري" كما علق أحد الصحافيين المتابعين للمهرجان.
ويستذكر رواد المهرجان الذي ينعقد في المدينة الأثرية التي شيدها الرومان قبل زهاء ألفي عام بأن المهرجان على مدى تاريخه تعرض لـ"خضّات" مماثلة ، لكنه تعافى منها فيما بعد وكانت الفعاليات اللاحقة أكثر استقطابا للجماهير من الأيام الأولى.
وطالبت الفار "الالتفاف حول المهرجان الذي يلقى حضورا جاذبا خارج الأردن، من أجل الحفاظ على منجزاته". ولفت إلى أن إدارة المهرجان تتلقى الشكاوى والملاحظات بصدر رحب من خلال التواصل على موقع المهرجان الإلكتروني:
www. jerashfestival.com.jo