facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دولة واحدة بموازنتين


اللواء محمد البدارين
14-01-2024 09:14 PM

في الأصل ، أن للدولة موازنة واحدة ، فمبدأ (وحدة الموازنة) هو أول المبادئ الأساسية للموازنة ، وسيظل يدافع عنه عالم التخطيط والموازنة (ارون وليدافسكي ) حتى وفاته ، وهو ما تكرسه في العالم العربي كتب الدكتور فيصل مرار والدكتور ميلاد منصور يونس ، وكلاهما يعتبر مرجعا معتبرا في هذا الحقل.

وتبعا لهذا المبدأ ، فإن كل دينار من إيرادات الدولة او نفقاتها يجب أن يخضع لقانون الموازنة العامة وتديره جهة واحدة ، تكون مسؤولة أمام الجهات الرقابية وعلى رأسها البرلمان ، وغاية ذلك ضبط المالية العمومية وبلوغ اقصى درجات الرشد في الانفاق ، تبعا للاحتياجات العامة وأولوياتها ، ومنعا للهدر والعشوائية والتبذير ، ورفعا لمستوى تحصيل الإيرادات ، وسد كل الثغرات في وجه التهرب الضريبي ، وتسهيل إجراءات المتابعة والرقابة والمحاسبة القبليّة والبعديّة في كل هياكل الدولة ، حيث لم تعد هذه الإجراءات عمليات تفتيشية موسمية او تسلطية ، بل هي عمليات تجري بصورة طبيعية ومستمرة ، ويجب ان لا تتسبب بأية إعاقات لسير أعمال مرافق الدولة ، بل يجب ان تزيد من كفائتها وفاعليتها.

ولا نعرف بشكل محدد ، عن أية تجارب لدول أخرى خرجت عن مبدأ وحدة الموازنة ، وربما يكون الوضع في الأردن قد استدعى في السنوات الأخيرة ، الخروج عن هذا المبدأ ، حيث أصبح يتم الاعلان عن قانونين للموازنة العامة ، احدهما للدولة والثاني لما يسمى الوحدات المستقلة ، غير أن هذا الإجراء يبعث على التساؤل حول ضروراته وجدواه وسنده الدستوري ، ومن المنطقي بناء عليه كسابقة ، ان تصبح هناك موازنة ثالثة أو أكثر ، طالما انه بات ممكنا الاخلال بمبدأ وحدة ووحدانية الموازنة العمومية ، مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قد تتسبب في تشتيت الأدوار وربما تعارضها وتناقضها وتنازع الاختصاصات ، وفي الأصول ، ان وظيفة الحكومة المركزية هي رعاية وخدمة المصالح العمومية للدولة ، ويجب ان لا يمنعها اي مانع عن القيام بوظيفتها ، سواء تعلق الامر في مؤسسات القطاع العام او القطاع الخاص او القطاعات المختلطة ، واحدث الأمثلة على ذلك هو اضطرار الحكومة الامريكية للتدخل وتحمل الاعباء الكبيرة لإنقاذ مؤسسات القطاع الخاص على اثر الازمة المالية العالمية ، ولم تعفها من واجبات وظيفتها في خدمة الصالح العام ، كل أدبيات الخصخصة واللامركزية والتحرر الاقتصادي ، التي كانت في أوج انتشارها.

وقد بات واضحا في السنوات الاخيرة التي شهدت وتشهد كل ما هو غير متوقع من أزمات ونكبات وحروب وكوارث وجوائح ، ان كل الأدبيات التي سخرت للتشكيك بمفاهيم الدولة ووظائف الحكومة المركزية والقطاع العمومي ، اصبحت على المحك وتستدعي المراجعة وإعادة النظر ، خاصة في ما يسمى الدول النامية وتحديدا دول الشرق الأوسط ، فليس من المبالغة الاستنتاج بأن الفناء هو البديل المحتمل عن قوة الدولة وحكومتها المركزية.








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :