ريادة العلم والتكنولوجيا في عالم ذكي
د. آلاء طارق الضمرات
14-01-2024 08:04 PM
أصبحت التكنولوجيا وشبكة الإنترنت نهجا متبعًا في جميع جوانب الحياة، إذ يُلاحظ أن التكنولوجيا ليست سوى واحدة ًمن بين العديد من المتغيرات التي يجب مراعاتها بسبب أهميتها في تطور حياة الإنسان وتقدمه وتأثيرها الكبير على حياته، من هنا كانت مختلف التوجهات في القوانين والسياسات يعتمد على تحليل الاقتصاد والسوق الذي يؤثر على بيئات التعليم الجامعي وعملياتها. بالإضافة إلى ذلك، أدت القضايا الاجتماعية والابتكارات الحديثة والتكنولوجيا السهلة إلى تغيير طريقة تعلم البشر، وكذلك عملت على إعادة تشكيل العلاقة بين المعلمين والمتعلمين.
ويُعد التعلم عن بعد وسيلة فعّالة للحصول على المعلومات الحديثة نظرًا لربطه بالإنترنت، حيث يقرّب المسافات ويقلل الوقت المستغرق في البحث عن المعرفة، ويُعدُّ استخدام مثل هذا النوع من التعلم من مقاييس المجتمعات المتقدمة. وكمثال على ذلك فإن جامعة ميدأوشن هدفت إلى تقديم التعلم عن بعد ليوفر فرصًا تعليمية للطلبة بدون وجود مراقبة مباشرة من المعلم ودون الحاجة للإلتزام بمكان وزمان محدد. ويتم الإشراف عليها من قبل مؤسسة تعليمية مسؤولة عن إعداد المواد التعليمية ووسائل التعلم الضرورية باستخدام وسائط تقنية، ويمكن أن تساعد هذه الوسائط في تحقيق اتصال ثنائي بين الطلبة والمعلم.
ولقد أسهمت جامعة ميدأوشن في توفير خدمات عالية الجودة من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية، واتبعت خطوات واضحة نحو التميز والابداع من خلال سياستها في إدارة التعليم عن بعد، إذ تقوم جامعة ميدأوشن على تزويد الطلبة بمحاضرات مسجلة تُعرض على اليوتيوب، واختبارات أسبوعية، ويمكن للطالب حضور المحاضرة واجتياز الاختبار في أي وقت خلال الأسبوع المحدد لها، فضلًا عن عقد حلقات نقاشية أسبوعية مسائية مباشرة لكل مادة ويكون حضور الطالب فيها اختياريًا.
وفي ظل مختلف التحديات والأوساط الجامعية أثبتت جامعة ميدأوشن نفسها بإمتلاكها رؤية استراتيجية مستقبلية تهدف إلى تحقيق التميز في التعليم العالي عن بعد، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لتطوير جودة الحياة، وبالتالي سيكون لها دور فعال في بناء جيل قيادي قادر على المساهمة في تنمية المجتمعات من خلال نموذج تعليمي فريد يعتمد على أحدث تقنيات التعليم الإلكتروني لنقل المعارف وتشجيع الابتكار ليس فقط في مجالات العلوم الإنسانية وإنما في مجالات الإدارة والمعلوماتية والإعلام أيضًا.
وضمن خطوات واثقة نحو العالمية، فإن الجامعة تسعى للحصول على مكانة متقدمة ضمن أهم التصنيفات والتقييمات العالمية المرموقة والتي بدورها تركز على جودة العملية التعليمية، إذ حصلت الجامعة على العلامة الكاملة ضمن معيار تصنيف QS، ويعتبر حصولها على هذا التقييم كنتيجةً لتحقيقها مجموعة من المعايير التي تتمثل في معايير جودة التدريس التيي تتميز بها الجامعة، ومعايير التوظيف التي تشير إلى النسبة العالية لتوظيف خريجيها في السنوات الأولى من تخرجهم، وهذا يشير إلى أن مخرجات الجامعة تدخل أسواق العمل لتنافس بقوة، بالإضافة إلى المعايير التي تتعلق بنسبة أعضاء الهيئة التدريسية للطلبة والتي هي بمثابة دليل واضح على التزام الجامعة تجاه العملية التعليمية والتدريسية والبحثية، بالإضافة إلى معايير العالمية التي تتعلق بتعدد الثقافات والحضارات وانفتاح الطلبة والكادر الاكاديمي والاداري عليها ضمن تعدد الجنسيات داخل الجامعة، فضلًا عن معايير خدمة المجتمع التي تتمثل في إعطاء الندوات وعقد المؤتمرات، وتوفير فرصًا رائعة للبحث العلمي والابتكار.
إن جامعة ميدأوشن ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي تجربة مثيرة ومميزة تمزج بين التعليم الرفيع والتنوع الثقافي. حيث تعتبر بيئة تعلم تشجع على الإبداع والتفكير النقدي، مما يجعلها وجهة مثلى للطلبة الطموحين الساعين إلى التفوق الأكاديمي والاستفادة من تجربة تعليمية استثنائية.