لم تغب القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة عن برنامج الأمير الحسين في سنغافورة، بل كانت حاضرة واساسية في كلمة سموه بقصر استانا الرئاسي عندما اكد سمو الامير على اهمية دعم الجهود المبذولة من اجل وقف إطلاق النار، كما ثمن دور سنغافورة المهم بالدعم الاغاثي الانساني للأهل في غزة هاشم نتيجة تعرضهم لحرب عدوانية وحصار غير انساني بات بحاجة الى موقف سياسي حازم ينهي المأساة الانسانية التي يتعرض اليها الشعب الفلسطيني ويضع حد للسياسات الأحادية التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في تعاطيها مع الأوضاع الفلسطينية.
سنغافورة التي تعتبر عاصمة الاقتصاد الخدماتي للشرق الاقصى، كما تتمتع تايوان بالصناعة المعرفية من حيث الدلالة تعتبر مركز جيو اقتصادي مهم ورابط أساسي كونها تربط العالم الإسلامي في الشرق الأقصى مع المجتمع الصيني في إطار مساحة جغرافية لا تتعدى مساحة عمان، وهو ما جعل التنوع الديموغرافي فيها يشكل نموذجا فريدا يجمع بين الملاوية المسلمة مع الصينية التاوية بالهندية السيكية في حاضنة واحدة تعمل على ايقاع منظومة بريطانية بالنهج والمنهجية شبيهة الى حد كبير بمنظومة هونغ كونغ البريطاني من حيث الضابط والمضمون بالأداء والانضباطية.
وهو ما جعل من سنغافورة تشكل نموذجا فريدا لمجتمع المواطنة ونموذج قويم للحياة العامة المرتكزة على أساس التعايش السلمي والتنوع الحضاري والرفاه الاقتصادي القائم على استراتيجية عمل تنموية مميزة بعلامة فارقة تقوم على الثقافة الانتاجية التي تقدم "العمل المهني على التعلم الأكاديمي" خدمة لمقتضيات سوق العمل ومساحات التنمية والنماء وهو ما جعلها تشكل بوابة للشرق الاقصى بالتواصل التجاري والعمل البناء الذي يمكن اعتماده محليا في بناء استراتيجية عمل تنموية للاقتصاد الانتاجي الذي يسعى سمو ولي العهد لاعتماده نهجا للحياة العامة ومنهجية وطنية للتعليم والتعلم في برنامجه تجاه ثقافة العمل وحسن الإنتاجية.
الأمر الذي جعل من زيارة سمو ولي العهد تحمل دلالة بواقع رمزية الزيارة الرسمية الاولى كونها تجمع ما بين اختيار سموه سنغافورة لتكون محطته الاولى لما تحويه من انظمة ادارية عصرية ومكانة اقتصادية مميزة اضافة لكون سنغافورة شبيه لحد كبير بالمنظومة الاردنية الاقتصادية التي تتكئ على الاقتصاد الخدماتي بالتنمية، وهو النموذج الذي يعتمد على الخدمات الصحية والتعليمية والسياحية ويقوم ايضا على الصناعة المعرفية في التمكين والتطوير وبناء القدرات وفق أنظمة تقوم على الذكاء الاصطناعي في التخطيط والتحديث.
وهو ما عمل على توثيق روابطه وبناء نسيجة الحسين ولي العهد في زيارته الرسمية الاولى لسنغافورة عندما بين أهمية توقيع بروتوكولات للتعاون المشترك في مجالات التعاون المعرفي والإصلاح الاداري والتعلم المعرفي والتدريب المهني والتقني وذلك بعد لقاء جمعه مع لي هسين لونغ رئيس وزراء سنغافورة وبعد جولة قام بها سمو الأمير الحسين والاميرة رجوة الحسين للمرافق العامة والمؤسسات الادارية والانتاجية بالدولة إضافة لزيارة الجناح الاردني السياحي وقيامه بزراعة "زيتونه الحسين" في سنغافورة بتعبير حمل الكثير من المعاني السامية والدلالة المعرفية والرمزية الواصلة التي تربط زيتونة القدس بوصايتها الهاشمية بشجر جوز الهند الاستوائية.
وبهذا يكون الحسين ولي العهد قد بدأ بوضع خطوط منهجية للعمل التنموي وأرضية عمل للاستراتيجية الإدارية وبرنامج عمل للإصلاح الاقتصادي يقوم على فكرة الاقتصاد الإنتاجي، وهو ما يعني بالمحصلة أن المؤسسات الاردنية في شقيها العامة والخاصة على ابواب مرحلة جديدة من العمل تحوي برنامج اصلاحي شامل يصل الى مستوى "التغيير المنهجي" في قطاعات التعليم حيث بيت القصيد وعنوانه وفي الاستثمار حيث تتم مسألة الربط بين حدود مسؤولية القطاع العام ورفع مستوى الإنتاجية في القطاع الخاص بواقع استراتيجية عمل للدولة الاردنية تنهي الحالة الاحترازية من جهة وتقوم على بناء سياسات تحديثية تطال البنية التحتية والبنية الفوقية معا لبناء ارضية عمل للثقافة الاقتصادية الانتاجية وتعزز من مكانة المواطن بالدولة وفق روابط تجمع الرفاه الاجتماعي مع التنمية الاقتصادية بصيغة الثقافة الإنتاجية وهي جميعها ما ارادت بيانه محطة الحسين في سنغافورة.