المشاركة في العملية الانتخابية واجب وطني ودستوري
أ.د تركي الفواز
14-01-2024 12:04 AM
المشاركة في العملية الانتخابية هي واحدة من أهم الواجبات الوطنية والدستورية التي ينبغي على كل فرد تأديتها، لأنها تمثل عملية حيوية تعكس مدى الالتزام بمبادئ الديمقراطية، وتعزز المشاركة في توجيه مسار مستقبل الدولة واتخاذ القرارات الهامة، فعندما يقوم الافراد بالتصويت في العملية الانتخابية، سينعكس ذلك بشكل إيجابي على اختيار المرشح الذي يحمل برنامج انتخابي واقعي.
كما تعد المشاركة في العملية الانتخابية واجبًا وطنيًا لأنها تعزز الشفافية والمصداقية في العملية السياسية، عندما يشارك الأفراد في الانتخابات، يسهم ذلك في تعزيز الثقة في الديمقراطية، والشعور بالانتماء والالتزام الوطني، ويعكس ذلك استعداد افراد المجتمع للمساهمة في تحقيق التحولات الإيجابية التي يتطلعون إليها في بناء مجتمعهم، علاوة على ذلك فإن المشاركة في العملية الانتخابية واجبًا دستوريًا في معظم الدول. ويكفل الدستور الاردني حقوق المواطنين في المشاركة في العملية السياسية واختيار المرشحين، وتعتبر هذه الحقوق الدستورية جزءًا لا يتجزأ من المسؤوليات الوطنية التي يتحملها المواطنين تجاه الأردن ومجتمعاتهم.
عندما تقوم عملية الانتخاب على أسس برامجية سياسية حزبية فإنها تعكس جوهر الديمقراطية الحديثة، حيث يعتبر الاختيار بين الأحزاب والمرشحين السياسيين الذي يقوم على البرامج والأفكار السياسية المعلنة أمرًا أساسيًا في تشكيل الحكومات واتخاذ القرارات السياسية المناسبة، وتقوم الأحزاب السياسية بتطوير برامجها السياسية التي تعبّر عن مجموعة من السياسات والأهداف التي يسعى الحزب لتحقيقها في حال الوصول إلى السلطة، وتتنوع هذه البرامج بناءً على القضايا المحلية والدولية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية التي يركز عليها الحزب.
تعتمد العملية الانتخابية على هذه الأسس البرامجية والأفكار السياسية لأنها تسمح للناخبين بتقييم الخيارات المتاحة واختيار الحزب أو المرشح الذي يعكس أفضل السياسات والرؤى التي يرونها متوافقة مع مصالحهم الوطنية. بهذه الطريقة، يكون للأفراد القدرة على التأثير على اتجاه الحكومة واتخاذ القرارات من خلال اختيارهم للبرامج والأفكار التي يرون أنها الأفضل.
الانتخاب على أسس برامجية سياسية حزبية يعني أن عملية اختيار المرشحين أو الأحزاب السياسية تستند على البرامج والسياسات التي يُقدمها الحزب أو المرشح للناخبين، ويتحقق ذلك من خلال وضوح البرنامج السياسي للحزب، وتنفيذ السياسيات المعلنة للحزب بهدف تحقيق الوعود بأحداث التغيير الإيجابي، والتركيز على القضايا الأكثر قربًا للناخبين.
إن المشاركة في العملية الانتخابية تعتبر واجبًا وطنيًا ودستوريًا لعدة أسباب، منها: المساهمة في صناعة المستقبل السياسي، حيث تمثل فرصة للمواطنين لاختيار المرشحين والأحزاب التي تُجسد قيّمهم وتعبّر عن مصالحهم وتطلعاتهم، مما يؤثر بشكل مباشر في صنع القرارات السياسية وتشكيل الحكومة، وتعزيز الديمقراطية، والمشاركة في الانتخابات تعكس مسؤولية الافراد تجاه الدولة، وتسهم في تعزيز الشفافية.
ومن الجدير بالذكر أن المشاركة في العملية الانتخابية ليست مجرد حق، بل هي فرصة للتعبير عن الرأي والمساهمة في صناعة مستقبل البلد، إذ تؤثر القرارات السياسية على جميع جوانب الحياة، بدءًا من السياسة الاقتصادية والاجتماعية إلى القضايا البيئية، وبالتالي يعد التصويت والمشاركة الفعّالة في العملية الانتخابية واجبًا مهمًا يسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا.