إيران التي أتحدث عنها اليوم هي إيران الملالي وليست إيران الأرض والشعب فكلامي محصور في السلطة التي تم تسليمها لخميني عام ١٩٧٩ حيث كانت قد بدأت مرحلة تبديل الاستعمار البريطاني بالأمريكي خشية سيطرة السوفييت وقد شمل هذا مصر وليبيا والعراق عبر بيادق جديدة بعد أن استنفذ السابقون مهمتهم أو لم يعودوا رجال المرحلة القادمة.
جيئ بخميني من باريس ليستلم ارضا" واسعة مليئة بالنفط مع إطلالة على خليج النفط العربي واطلالة أخرى على بحر قزوين الذي هو بحيرة نفط يطل عليها السوفييت .
والمهمة المحددة للرجل الجديد بعد ذهاب شرطي المنطقة " الشاه " هي إحداث شرخ جديد في الأمة الإسلامية وهو القسمة الطائفية فرفع شعار تصدير الثورة وتوافدت عدة حركات إسلامية نتيجة لعدم الوعي السياسي الكافي وطالب بعضهم خميني بإعلان الخلافة !! .
دفع هذا عددا من الدول ومنها الأردن الى قطع العلاقة الدبلوماسية، وما عادت العلاقة إلا بعد أن هدأ الحديث عن تصدير الثورة، وكانت العلاقة الأردنية مع الملالي مريبة حيث تعرض أول سفير أردني "الاستانبولي" إلى اعتداء مادي خطير.
سكنت العلاقة ودخلت الفريزر مع بقاء الشك سيدا للموقف، تخلل ذلك قيام السفارة الإيرانية بالتجنيد وإقامة العلاقات مع فئات سياسية و اعلامية ووصل إلى مرحلة إنشاء تنظيم مسلح تم كشفه فطلب الأردن مغادرة ذاك السفير .
وفي عام ٢٠٠١ قبض الأردن على أسلحة أرسلها حسن نصرالله وأعترف بذلك مدعيا" أنه ارسلها لتدخل فلسطين !! وطوى الأردن هذه الصفحة من باب الرغبة في استمرار العلاقة إلا أن الملالي لديهم إصرار استراتيجي لدخول الأردن بخاصة بعد اعتراف محمد صادق الحسيني اعلامي الحرس الثوري أن إيران تحتل أربع عواصم عربية .
حاولوا الدخول مرة باسم السياحة ومرة تحت عنوان المشاركة في جر مياه الديسي واليوم ينتقلون للدخول بالقوة عبر تهريب السلاح والمخدرات من سوريا ولا تكاد معاركهم مع جيشنا تتوقف ، كما استغلوا طوفان الأقصى وطالبوا بالدخول من العراق لنجدة غزة !! انهم مصرون على اقتحام بلدنا ولا اعتب عليهم بل العتب على حكومتنا المدعوة لأخذ كل الاحتياطات والإجراءات اللازمة لقهرهم وردعهم وعدم الاكتفاء بالحرب المستمرة وغير المعلنة من طرفهم .
لا بد من فضحهم وتوعية الناس بمخاطرهم وإنشاء قوة شعبية رديفة للجيش ذات مهمة واحدة وهي صد هؤلاء ، كما لا بد من التعامل مع الشعب الإيراني المظلوم من سنة عرب " الأحواز " وسنة كرد وشيعة " مجاهدو خلق " بهدف امتلاك أوراق ضغط على هذا النظام التوسعي الذي يعيث في بلادنا العربية والإسلامية ودول العالم .