من متابعتي لما دار امام العدل الدولية ارى ان ما قام به ممثلو اسرائيل لم يستند الى نفي جريمة الابادة الجمعية بحق غزة واهلها كجزء من الشعب الفلسطيني كونه لم ينبن بشكلٍ جوهري على نفي اركان الجريمة المادية والمعنوية بالقدر الذي انبنى فيه دفاعهم على اساس من حق الدفاع عن النفس، انبنى على اساس ان كل ما جرى من قتل لأطفال ونساء وشيوخ غزة، على اساس ان كل ما جرى من هدم لمساكن ومساجد وكنائس ومستشفيات وحرمانهم من كل سبل الحياة، انبنى على اساسٍ من حق الدفاع الشرعي لا على اساسٍ من نفي اركان جريمة الابادة الجماعية التي اثبت اركانها رجال القانون في جمهورية افريقيا الجنوبية، لقد ادعوا بانهم ابرياء من هذه الجريمة براءة الذئب من دم يوسف، فسبب ما قام به جيش اسرائيل وحكومة اسرائيل وحاخامات اسرائيل من تهديد باستعمال القنبلة الذرية ضد غزة واهلها، هو رد على ما قام به رجال المقاومة يوم ٧ تشرين الأول عام ٢٠٢٣ ضد فرقة غزة ومستوطنيها، وتناسوا على ما قام به رجال المقاومة في ذالك اليوم كان ردة فعل لما قام به صهاينة العصر من الاستلاء على ارض فلسطين وقتل اهلها وتشريدهم في جميع بقاع العالم عام ١٩٤٨، وتناسوا ايضا بان من يملك حق الدفاع عن النفس ليس المعتدي وانما المعتدى عليه، ثم على سبيل الفرض الساقط ان من له حق الدفاع عن النفس هل يملك قتل فئة لا علاقة لها بغزوة غزة من خدج واطفال ونساء وشيوخ وتدمير كل ممتلكاتهم وتهجيرهم وحرمانهم من كل سبل الحياة؟ هل هؤلاء هم الذين قاموا بالهجوم على فرقة غزة؟

قبل ان اختتم ارى من واجبي كمواطن عربي الاعترف بجميل ما قامت به جمهورية افريقيا الجنوبية من انتصار لغزة و ان القبعات يجب ان ترفع لرجال القانون فيها بما قاموا به من اسقاط لأسطورة ما يشاع من ان رجال القانون في اسرائيل لا مجال لقهرهم او الانتصار عليهم كما سبق ان اسقط رجال المقاومة في ٧ اكتوبر اسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وفي الختام فأنني اكاد استشعر بقوة ان ما سيصدر عن قضاة محكمة العدل الدولية بما لديهم من حسٍ وفهمٍ عميقين سيتمثل بوقف الحرب سريعاً على غزة استجابةً لما قام به قاننيو جمهورية افريقيا الجنوبية من نجاح في اثبات اركان جريمة الابادة الجماعية واسقاط حجج ما قام به رجال القانون الاسرائيليين.