facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لغة الغرب مع العرب


كمال زكارنة
13-01-2024 11:23 AM

عندما يشعر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية ،بأي تهديد للمصالح الغربية ،الاقتصادية او السياسية والامنية وغيرها في الوطن العربي،فان اللغة المفضلة لديه للتعامل مع الدول العربية هي لغة القوة ،للدفاع عن تلك المصالح ،وبالذات القوة العسكرية،بينما يتعامل مع دول اخرى في منطقة الشرق الاوسط والعالم،بلغات اخرى،مثل الدبلوماسية وفي اسوأ الاحوال،وفرض العقوبات والحصار الاقتصادي المخترق في كثير من الاحيان والحالات.

تساؤلات يطرحها الشارع العربي عن اسباب السلوك الغربي العنيف مع الامة العربية، عندما يعمل على حماية مصالحه المختلفة في منطقتنا،ويلجأ دائما لخيارات استخدام القوة العسكرية،والتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة ،ويقوم بتحييد خيارات السياسة والدبلوماسية والضغط الاقتصادي ،كخيارات للحلول والعقاب.

في الحالة اليمنية ،حاول الحوثيون مناصرة غزة ،وتعرضوا للتجارة الاسرائيلية عبر البحر الاحمر،علما بأن البحر الاحمر ومضيق باب المندب عربية ،هبت اميريكا وبريطانيا لحماية المصالح الاسرائيلية والدفاع عنها بالقوة العسكرية،واسرائيل تمارس الابادة الجماعية في قطاع غزة منذ اكثر من ثلاثة اشهر ،ولا احد يدافع عن ضحايا الابادة من المدنيين والاطفال والنساء الفلسطينيين ،على العكس اميريكا وبريطانيا مع استمرار الابادة وعدم وقف الحرب على غزة،في الوقت الذي تدمران اليمن دفاعا عن سفينة اسرائيلية في عرض البحر،وتشاركان عمليا وفعليا في ابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الى جانب اسرائيل.

هذه لغة استعمارية وسيطرة مباشرة وغير مباشرة على المنطقة،للتحكم بقراراتها ومقدراتها وثرواتها وفضائها ومياهها الدولية والاقليمية وممراتها البرية والجوية والبحرية.

إذا كانت المصالح الغربية في المنطقة العربية بهذه الاهمية الاستراتيجية، لماذا لا يستخدم العرب هذه المصالح لصالحهم وصالح قضاياهم ،وتكون وسيلة ضغط لهم وليس عليهم كما يحدث الان؟، لكن ما نراه هو العكس، يتغول الغرب على امتنا العربية بحجة الدفاع عن مصالحه وحمايتها ،وتدفع الامة ثمن المصالح وثمن حمايتها والدفاع عنها ،بعد ان تحولت الى ثقل عليها بدلا من ان تكون قوة رابحة في ايديها.

مصلحة الغرب الاستراتيحية في الشرق الاوسط هي اسرائيل، وما دونها الى الجحيم، لا يعنيهم احدا غيرها ، والدليل على ذلك موافقتهم على ازالة قطاع غزة من الوجود ،ومشاركتهم بذلك، ومحو القطاع عن الارض وعن الورق ومن الذاكرة ،لأن ايادي القطاع وصلت وجرحت رقاب الاحتلال الاسرائيلي،وهذا غربيا من المحرمات عقابه الموت ،اما مذابح ومجازر اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي لا تعد ولا تحصى ،فهي مجازة غربيا ودفاع عن النفس،هذه سياسة ولغة الغرب الاستعمارية الدموية التي يتعامل بها مع امتنا وشعوبها، والتي تثبت يوما بعد يوم بأن الحضارة الغربية أكثر حضارات العالم سوءا وعنفا واجراما وقذارة وتسلطا..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :