سلوى وجميل دويتو الزمن الجميل
سارة طالب السهيل
12-01-2024 11:15 PM
ساهمت الأغنية الوطنية الأردنية في غرس قيم الوطنية والانتماء والوحدة بين أبناء شعب الأردن واصطفافه خلف قيادته ، وكان للإذاعة دور محوري في بث هذه الأغاني التي تتغنى بأمجاد الوطن وقيمه وحضارته وتراثه وبطولات جنوده.
ازدهرت الأغنية الوطنية منذ نشأة الإذاعة في حقبة الستينيات والسبعينات معبرة عن قيم الاصالة العربية في الكلمة والمعنى والنغم قائمة بدور رئيسي في التماسك الاجتماعي والصلابة في مواجهة التحديات الاقليمية والخارجية.
وحرص المغفور له الملك حسين على دعم الفن والفنانين ، فأطلق طاقتهم ومواهبهم وبرزت عبقريات فنية في الشعر والموسيقى والغناء أثرت الساحة الغنائية الأردنية والعربية سواء العاطفية او الوطنية .
من هذه النماذج العبقرية الدويتو الفني الفنانة سلوى العاص وزوجها الموسيقار العبقري الراحل جميل العاص، اللذان قدما أورع الاغاني الوطنية والعاطفية . فالموسيقار الراحل الذي كان أول موسيقي عربي يحصل على لقب موسيقار من بريطانيا ، وكان أول من أتقن العزف على آلة البزق بالشرق الأوسط.
بينما بدأت السيدة سلوى مشوارها الفني وهي طالبة تشارك في مسرحية بمدرستها تغنت فيها بما يتعرض له الفلسطينيون من قتل على أيدي قوات الاحتلال ، فأبكت الجمهور ، مما دفع المسئولين في المدرسة الى تشجيعها على المشاركة في ركن الهواه بالإذاعة الأردنية ، وبالفعل ذهبت وشدت بأغنية صباح “ دخل عيونك حاكينا “ وبعدها اغنية نجاه الصغيرة “عطشان يا أسمراني محبة “.
ونجاحها جعل مدير الاذاعة يطلبها من الغناء مقابل 13 دينار ، وللتعرف على رئيس قسم الموسيقى آنذاك جميل العاص الذي رعى موهبتها وتزوجها وكونا دويتو فني من أبدع الدويتهات الفنية في زمن الفن الجميل ، فأبدعت الخالة سلوى بألحان زوجها بأغانيها الشعبية والبدوية الشهيرة الأصيلة ، ووجهت صوتها الذهبي لنصرة الأردن قيادة وشعبا عبر أغانيها الحماسية الملهمة والملهبة للمشاعر الوطنية والفداء والرافعة لمعنويات الوطن وقت الشدائد ، ومن أهمها أغنية "بين الدوالي" وين ع رام الله ، وبس ارفع ايدك ، يا ظريف الطول وغيرها.
فقد تغنت سلوى العاص ببطولات القيادة الهاشمية كما تغنت بالأرض والشجر والجيش والأهل والعشيرة ، واستطاعت ان تحفر بصمة في تاريخ الأغنية الأردنية الوطنية والعاطفية ، من خلال جولاتها الفنية في الدول العربية والاجنبية ، ولا تزال أغانيها خالدة ترددها الأجيال الجديدة مثل "والكرم العالي ، ويو صباب القهوة" وايضا ” مثل ثار البارود ، يا مغربين مغرب ، فوّر يا قدري فوّر ، قوموا اسمعوا.. وغيرها .
والمسيرة الفنية لسلوي أو “ آمال عجاوي” حافلة بالعطاء الفني ، والتي امتدت للأعمال الدرامية التلفزيونية الرائعة التي شاركت فيها بالمقدمات الغنائية هذا وقد شاركت الفنانة سلوى بالعديد من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية :مثل راس غليص ، الغريبة ، شمس الأغوار ، قرية بلا سقوف ، غدا تدق الاقدار ، وغيرها الكثير.
الفنانة القديرة سلوى العاص كانت سفيرة للأردن في المحافل الغنائية العربية والأجنبية ومهرجاناتها وقدمت فيها ابدع أغانيها الحماسية والعاطفية.
وقد توجت مسيرتها الفنية بالعديد من الدروع وشهادات التقدير مثل درع مهرجان الرواد العرب برعاية جامعة الدول العربية . درع التلفزيون ألأردني في مهرجان الأغنية العربية.
وشهادة تقدير من مهرجان جرش للثقافة و الفنون عام(2004) شهادة تقدير من المعهد الدولي للموسيقى الفلكلورية في برلين الغربية و الشرقية و هولندا عام 1993 ذاكرة الاردنيين تفوح بالوفاء والتقدير للدور الذي لعبه هذا الدويتو الفني ، وخلدت في وجدانهم الاغنية الوطنية “ تخسي يا كوبان “
التي بدأ التخطيط لها بمكتب جميل النظيف مدير مكتب رئيس الوزراء الشهيد وصفي التل وتم اللقاء مع القائد العام للقوات المسلحة الأردنية المشير حابس المجالي
والشاعر حسني فريز رحمهما الله وقاموا هم الثلاثة وقاموا بتأليف أغنية "تخسى يا كوبان".
ومعنى كلمة "كوبان" الجبان الخائن ، وسجلوا الكلمات على شريط كاسيت وبعثوا الىجميل العاص واحضروه الى رئاسة الوزراء بسيارة نجدة وطلبوا منه وضع ألحانها لتشدوا بها زوجته سلوى ، وهي الأغنية الوطنية الخالدة التي تتناقلها الأجيال .
ابدع الموسيقار الراحل العديد من القصائد التي نظمها كبار الشعراء الأردنيين وتغنت بها زوجته سلوى مثل هزاع المجالي ،و الشيخ زيد الكيلاني ، و الشهيد وصفي التل الذي نظم لها عدد من الأغاني منها' 'بيرق الوطن رفرف ، فوق روس النشامى ، يوم الملاقي نعرف كيف نكيد الخصامي . ،كان جميل يلحنها لسلوي ، كما لحن لكوكبة من الفنانات الفنانين العرب منهم نجاة الصغيرة، وردة الجزائرية ، ياسمين الخيام ، صباح ، ووديع الصافي .
كما أبدع الموسيقار الراحل العديد من الأعمال الفنية والتلفزيونية منها : فيلم البدوية العاشقة ، ف بنت عنتر ، حسناء البادية ، القاهرون ، الغجرية العاشقة ومسلسل الهجرة إلى المستقبل ، و السدرة ، وعروة بان الورد .
وسيظل هذا الدويتو الفني رمزا للأغنية الأردنية الوطنية والعاطفية النابعة من قيم أصالتنا العربية ، وتتعلم منهما الاجيال قيم الانتماء للوطن
كانت الفنانة سلوى العاص ليس فقط على الصعيد الفني و الشعبي الوطني الأردني معروفه و محبوبة بل كانت ايضا على الصعيد الاجتماعي على علاقة ود و احترام و صداقة مع كبار البلد و صديقة لزوجاتهم لدماثة اخلاقها و طيبتها فكل أردني يشعر انها والدته لرزانتها و التزامها و محافظتها على القيم و التقاليد
السيدة سلوى العاص تربطها و اسرتي علاقة طيبة و جميلة وكان بينهم لقاءات حتى قبل ميلادي بسنوات ،و عندما التقيتها آخر مرة في يوم ذكرى استشهاد وصفي التل ذكرت لي كيف التقت مع والدي و والدتي هي و زوجها الراحل في لندن صدفه و قالت لي راحت رجال ايام زمان و الناس تبدلت و تغيرت وماعادت الناس القديمة الاصلية طلع ناس جديدة ما حدا عارفها.
(والله صحيح يا خالتي العزيزة صح لسانك)
أنت خير من شهد القامات و الرجالات التي كانت تملأ الدنيا عز و كرامة.
سلوى العاص تاريخ . اتمنى ان يستفاد من خبرتها و تاريخها الفني و القومي و ان يتخذها المطربين و المطربات قدوة في التزامها الفني وأخلاقها كما فنها الراقي صاحب الرسالة والمعاني و الأهداف .
سلوى العاص كنز معلومات اتمنى ان تكتب مذكراتها و تسجل ما لديها من احداث مهمه كانت تحضرها.
سلوى العاص الوفية التي قالت لي بالحرف الواحد الله يحمي سيدنا ابو حسين جلالة الملك عبدالله الذي يهتم بي و يرعاني
ياريت كل الفنانات مثل الخالة سلوى