غياب وزير الدفاع الأميركي يحرج بايدن قبيل الانتخابات
11-01-2024 07:14 PM
عمون - يشكل إخفاء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تشخصيه بمرض السرطان على مدى شهر ضربة إلى مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن للتأكيد على أنه مؤهل للقيادة مع بدء عام الانتخابات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
أشرف الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً حتى الآن على بيت أبيض بدا منضبطاً إلى حد كبير في تناقض مع التغييرات المتكررة التي شهدها عهد دونالد ترمب، سلفه ومنافسه على الأرجح في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية.
لكن بايدن يواجه الآن شكوكاً بشأن أهليته لتولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في أهم جيش في العالم، في ظل تزايد الدعوات لإقالة أوستن الذي دخل المستشفى مرّتين سرّاً، في وقت تواجه فيه واشنطن أزمات خارجية في إسرائيل وأوكرانيا.
وقاوم بايدن حتى الآن الدعوات لاتّخاذ تدابير بحق أوستن (70 عاماً)، لكن البيت الأبيض أطلق مراجعة عاجلة في إجراءات تسلسل القيادة، فيما يحاول جاهداً احتواء أسوأ أزمة حكومية تعصف به حتى اللحظة.
يمكن للقضية أيضاً أن تظهر أن بايدن فقد السيطرة على أبرز الشخصيات في فريقه، بعدما سوّق نفسه على أنه شخصية قيادية مختلفة تماماً عن ترمب المتقلّب في خطاباته على مدى هذا الأسبوع، بينما يرى الجمهوريون بالفعل أنه كبير في السن إلى حد يمنعه من أداء مهامه بالشكل اللازم.
وقال كاتب العمود المحافظ بريت ستيفينز في «نيويورك تايمز»، إن «التقصير في المهام هنا خطير إلى حد أنه يتطلب استقالة أوستن فوراً».
وأضاف: «الصادم في الأمر ليس أن أوستن تجاهل إبلاغ موظفيه أو البيت الأبيض، بل اللامبالاة التي تتعامل الإدارة من خلالها مع الحادثة».
«دون الحد الأمثل»
أقرّ البيت الأبيض بأن ما حصل كان «دون الحد الأمثل»، إلا أنه شدد في ظل الأسئلة المتكررة خلال الإيجازات الصحافية اليومية على أن بايدن ما زال يثق بأوستن.
لكن تجاهل تسلسل الأحداث غير ممكن، خصوصاً فيما يتعلّق بمدى اطلاع الرئيس على مكان وجود الرجل الثاني في تسلسل القيادة في الجيش والسادس في خط الخلافة الرئاسية.
تم تشخيص أوستن الذي خدم في الجيش طوال مسيرته المهنية، ويُعرف عنه حمايته خصوصيته إلى حد كبير، بسرطان البروستاتا، مطلع ديسمبر (كانون الأول)، وخضع لعملية جراحية بتخدير كامل في 22 ديسمبر. ونقل بعد ذلك إلى المستشفى في الأول من يناير (كانون الثاني) بسبب مضاعفات بعد التهاب في المسالك البولية وما زال يخضع للعلاج.
واللافت هو أنه لم يتم إبلاغ البيت الأبيض بدخوله المستشفى حتى الرابع من يناير. ولم يُبلّغ بايدن بالقصة كاملة، بما في ذلك تشخيص السرطان، حتى الثلاثاء.
شدد البنتاغون على أن أوستن شارك في اتصالات جرت من المستشفى بينما كان يتم اتّخاذ قرارات مهمة للتعامل مع تداعيات الحرب بين إسرائيل و«حماس»، التي أدت إلى وقوع أعمال عنف ضد الجنود الأميركيين في العراق وسوريا، وإلى هجمات تستهدف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأفاد بأنه تمّت الموافقة على الضربة التي استهدفت قيادياً عسكرياً وعنصراً في أحد الفصائل الحليفة لإيران في بغداد في الرابع من يناير قبل إدخال أوستن المستشفى.
لم تُقنع هذه الحجج الجمهوريين الذين يهددون الآن بعزل أوستن، آخر مسؤول في إدارة بايدن يستهدفونه على أمل إضعاف الديمقراطيين قبل انتخابات نوفمبر.
وأثارت القضية أيضاً انتقادات من شخصيات ديمقراطية. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، الديمقراطي جاك ريد، إنه يشعر «بالقلق نظراً إلى أنه لم يتم اتباع إجراءات الإبلاغ وتسلسل القيادة المهمة للغاية».
ودعا إلى «المحاسبة والشفافية» في البنتاغون، مشدداً على وجوب «عدم تكرار غياب الكشف عن المعلومات».
والأربعاء، كان النائب الديمقراطي كريس ديلوزيو أول شخصية في الحزب تطالب باستقالة أوستن قائلاً: «فقدت ثقتي» به.
لكن بخلاف ما كان عليه الوضع في إدارة ترمب حيث أقيل مسؤولون مراراً، تجنّب بايدن مرة تلو الأخرى إقالة كبار المسؤولين. تمسّك على سبيل المثال بمستشار الأمن القومي جايك ساليفان بعد الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان عام 2021.
ولدى سؤاله، الأربعاء، عما إذا كان البيت الأبيض واثقاً من أن أوستن يؤدي مهامه كاملة بعدما شارك في اتصال مع بايدن في اليوم السابق تطرق إلى الهجمات في البحر الأحمر، رد الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بـ«نعم».
الشرق الأوسط