facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ديوان آل التل ماضياً وحاضراً


د. حمزة الشيخ حسين
11-01-2024 07:29 AM

لا تكاد تجد مناسبة وطنية أو قومية إلا وديوان آل التل في وسط مدينة إربد القديمة تراه حاضراً وبقوة وعزم الرجال الأوفياء للأمة العربية والإسلامية..

هذا الديوان الذي سنتحدث عنه يقع في وسط المدينة بين عائلات وسط مدينة اربد القدماء… ما قبل قرنين ونيف من الزمان الجميل وهُمّ وليس على سبيل الحصر :

التل ، ارشيدات ، حجازي ، شرايري، عبندة ، دلقموني ، خريس ، حتاملة ، ابو سالم ، سكران ، (الحسن الشيخ حسين )، كريزم ، حيلواني ، شوتر ، صبح ، ابو سليم ، شبار، لمع، جمل، جيزاوي ، النعيمات…، بيبرس ، رجآل، مرزوقة ، دركل ، جمعة ، شرقطلي ، يبرودي ، خطيب ، الحكيم ، ملقي، قطرميز، رواس، الشيخ سالم ، صباغ، …وغيرهم .

هذا الديوان احتضن في بدايات القرن الماضي في اربد أعضاء المؤتمر الوطني الأردني الثالث الذي عقد في ديوان آل التل بمدينة إربد بتاريخ 25-5-1930م برئاسة الشيخ عبد القادر باشا التل ، وذلك إحتجاجاً على سياسة بريطانيا الاستعمارية بتسهيل عملية بيع الأراضي لليهود وهجرتهم الى فلسطين.....وحضر شاعر الأردن"عرار" مصطفى وهبي التل هذا اللقاء . وحضر هذا المؤتمر العديد من رجالات الرعيل الأول أعضاء الحركة الوطنية الأردنية ؛ اللواء علي خلقي باشا الشرايري والذي كان زعيماً أردنياً كبيراً ، عبدالمهدي الشمايلة، عيسى المدانات، الشيخ زعل المجالي، الشيخ عطالله الطراونة، الشيخ ناجي باشا العزام،الامير راشد باشا الخزاعي، الشيخ ناجي أبو نوار ، الشيخ حسين باشا الطراونة/رئيس المؤتمر الوطني الأردني الأول عام 1928، الشيخ عضوب الزبن، الشيخ سليمان باشا السودي الروسان، الشيخ حديثة الخريشة، الشيخ سالم باشا الهنداوي، شمس الدين سامي،خلف باشا التل، الشيخ عبدالقادر التل، علي نيازي باشا التل والشيخ شحادة التل. وجمع غفير من المواطنين من أبناء وسط مدينة اربد القدماء.

وجائت ولادة وصفي التل في العام 1920 قبل عشرة سنوات من عقد هذا المؤتمر ، وهو ابن الشاعر الاردني المعروف مصطفى وهبي التل، وتلقى دراسته الابتدائية في المملكة الأردنية ، ثم انتقل الى الدراسة بالجامعة الاميركية في بيروت.
وتقلد الراحل الكبير العديد من الوظائف والمناصب الرسمية في عمان ، والقدس واريحا ، ولندن، وعمل دبلوماسيا في السفارات الاردنية في موسكو، وطهران وبغداد.

والشهيد وصفي التل من أبرز الشخصيات السياسية الأردنية، تولى منصب رئيس الوزراء في الاعوام 1962 و1965 و1970، وقد تم اغتياله عام ١٩٧١ في القاهرة على يد قتلة مأجورين ، حينها غيم الحزن الشديد على كافة آهالي اربد والأردن لاعوام طويلة .

وقد ولد بعد عقد هذا المؤتمر بتسعة أعوام المحامي الأخ والصديق المرحوم عبد الرؤوف التل (1939) الذي بدأ حياته السياسية في صفوف الحركة الاسلامية ، لم يقطع خطوط اتصاله مع القوى القومية واليسارية ، وظل حاضرا في الفعاليات الشعبية التي احتضنتها عروس الشمال ، في عناوينها الفلسطينية والعراقية.

اربداوي يعرف تاريخ المدينة التي يرأس بلديتها جيدا ، كما يعرف اسماء عشائرها وانسابها ، لذلك كان طبيعيا ان يمارس رجل القانون عبد الرؤوف التل دور القاضي العشائري ، كلما تطلب الامر ان يفصل في قضية، أو يعيد حقاً الى صاحبه عجز القانون في الانتصار له.

ابو يمان ، هكذا يناديه اصدقاؤه المقربون منه ، أستطاع أن يتسع بعلاقاته الإجتماعية التي تجاوزت حدود محافظة اربد ، لتغطي مساحة الوطن كله.

دخل المحامي عبد الرؤوف التل في قلب المشهد الإجتماعي في اربد ، حين دخل ميدان العمل العام ، وصار وجهاً معروفاً لدى أبناء المحافظة ، لا يغيب عن أي مناسبة يستطيع الوصول اليها.

جاء فوزه في انتخابات بلدية اربد الكبرى في تموز 2007 ، حين كانت المدينة تحتفل بتتويجها مدينة للثقافة في الأردن ، فصار عليه أن ينحاز للخطاب الثقافي ، ويجعل خطوط إتصاله مع المثقفين مفتوحة ، وهو الذي حافظ على هذه العلاقة ، حتى وهو خارج الوظيفة الرسمية .

كان موته في عام 2021م خسارة كبيرة للوطن بأكمله ، وليس فقط للحاضنة الشعبية له.. ما زال أهالي اربد يتذكرون ما فعله رئيس البلدية عبد الرؤوف التل في نهاية التسعينات من القرن الماضي ، حين عمل مع أنصاره ، ومؤيديه من أبناء المدينة على افشال زيارة كان يزمع السفير الاسرائيلي في عمان القيام بها لمدينة اربد ، ولم يكتف الإربداويون بإفشال الزيارة ، بل قاموا بمقاطعة الذين كانوا يقفون وراءها سياسيا واجتماعيا ، ما يؤكد أن أبا يمان ، العضو في حزب جبهة العمل الاسلامي ، رجل يملك موقفه السياسي الواضح ، ويرفض التطبيع مع العدو ، ويمارس قناعاته حتى وهو في وظيفته الرسمية ، معبرا بذلك عن ضمير حي يعيش في صدور ابناء عاصمة الشمال وقلوبهم.

ليومنا هذا لا زال ديوان آل التل يستقبل إفطار الطلبة المغتربين منذ ٢٠ عاماً، يحضر مائدة الإفطار الرمضانية في ديوان آل التل مئات الطلبة المغتربين من دول شرق آسيا و أفريقيا منذ عشرين عاماً، وإقامة ولائم إفطار للأطفال الأيتام لتعزيز قيم التعاون والتضامن الإجتماعي بين أبناء المسلمين.

تحدثت اليوم عن ديوان آل التل هذا الذي كان ، ولايزال منارة للثقافة العربية والإسلامية منذ قرن ونيف …وللحديث بقية..

Hamze763@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :