ملامح خطة أمريكية لغزة بعد الحرب
المحامي محمد الصبيحي
10-01-2024 09:36 PM
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إخراج إسرائيل من مستنقع غزة وتسليم المستنقع إلى اربع دول عربية بالإضافة إلى تركيا .
وزير الخارجية الأمريكي يتجول بين العواصم العربية لجمع تحالف عربي تركي يتسلم أمور قطاع غزة بعد خروج القوات الإسرائيلية يضمن صمت بنادق المقاومة واعادة الأعمار .
أعتقد أن هذا هو المخرج الذي يبحث عنه ويفكر به الامريكيون لحفظ ماء وجه إسرائيل وجيشها المهزوم ومن أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
النتيجة ان إسرائيل تستطيع أن تدعي أنها انتصرت وما كانت ستوقف الحرب لولا الضغط الأمريكي العربي ، وكذلك المقاومة ستقول أنها انتصرت اذ فشلت إسرائيل في القضاء على المقاومة واعادة الأسرى ، وهكذا تنتهي الحرب بلا غالب ولا مغلوب وتتسلم دول عربية شؤون غزة لتبدا مرحلة تفاوض على حل الدولتين تستمر لسنوات طويلة .
وهكذا يعزل الامريكيون إيران وحزب الله عن القضية الفلسطينية ويضعون المقاومة في مواجهة دول تحالف عربي تركي وربما سيكون لهذه الدول قوات عسكرية بشكل مؤقت إلى حين انشاء شرطة فلسطينية ، وبالطبع فإن المقاومة ستكون في وضع صعب اذا اشتبكت مع قوات عربية جاءت لاعادة الأعمار وتحقيق السلام ومنع التهجير _ كما سيقولون _ واذا عارضت ووصل الأمر حد الاشتباك العسكري سيجلس الاسرائيليون في مقاعد المتفرجين بسرور وتتحرك ماكينة الإعلام الغربي لتبييض وجه إسرائيل من جديد ، وتجد المقاومة نفسها في مواجهة تحالف عربي غربي واسع .
ما ليس مفهوما في التحرك الأمريكي اغفال الحديث عن الهجمة العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية ؟؟ ولماذا لا يشمل الحوار في مرحلة ما بعد حرب غزة الوضع في الضفة الغربية وهو الأمر الذي ينبغي أن تصر عليه الدول العربية وفي مقدمتها الأردن.
علينا أن نكون أكثر حذرا في التعامل مع الطرح الأمريكي فليس لنا مصلحة في السير على الرمال المتحركة في غزة ، ولا مصلحة للعرب في إنقاذ إسرائيل من الانهيار الاقتصادي والتفسخ الاجتماعي الداخلي والفشل العسكري.