151 الف جريمة مخدرات خلال 10 سنوات ، اي جريمة مخدرات واحدة كل 28 دقيقة في الاردن بين الاتجار والحيازة والتعاطي خلال هذا العام بحسب ارقام رسمية .
الى اين نحن نسير بهذه الآفة والذي اصبحت تطال الصغار قبل الكبار ؟
ففي المدارس والجامعات وبالشوارع وبكل مكان اصبحنا نعاني من انتشار المخدرات وبأسعار قليلة جدا تباع للمرة الاولى لإيقاع الأفراد بإدمانها والذي اصبح اعدادهم ما يتخطى حدود العقل بإزديادهم يوم بعد يوم تزايد يوحي بنائبة ستجتاح وطننا لا قدر الله اذا لم يتم السيطرة عليها.
فتغلغل المخدرات في اي بلد يعني تدميرها اجتماعيا واقتصاديا واغراقها في مستنقع سيصبح من الصعب عليها الخروج منه وهذا الهدف الذي يسعى اليه كل تاجر ومروج للمخدرات بجعل الاردن الذي اصبح سلاح وقوة افراده في شبابه وصحته دولة مخدرات.
وذلك مُتجلٍ بتسليح عصابات تهريب المخدرات حيث ان الأخطر من تهريب المخدرات هو محاولة تهريب اسلحة نوعية لتمكين تجار المخدرات من امتلاك قوة عسكرية لمواجهة القوات الأمنية، حيث ان الاردن اصبح طريق عبور رئيسي لمخدر الأمفيتامين والمعروف باسم حبوب الكبتاجون ،الحبوب المخدرة والحشيش وغيره، وذلك ما استدعى تصعيدًا اردنيًا في مواجهة المتاجرين بالمخدرات ومروجيها للقضاء على تلك الظاهرة الذي تزعزع استقرار المجتمع وتؤدي بالافراد الى ارتكاب الجريمة تجاه المجتمع وانفسهم بسبب متلازمة التبعية الذي تنتابهم والذي هي مجموعة من الضواهر السلوكية والمعرفية والفسيلوجية والتي تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد المخدرة سواء ذات المصدر الطبيعي ( القات ، الأفيون ، المورفين .....) او ذات المصدر الاصطناعي ( الهيروين ، الأمفيتامينات .....) وايضا الحبوب المخدرة والمذيبات الطيارة .
والميل الى زيادة الجرعة المتعاطاة بسبب الاعتماد نفسيًا وجسميًا عليها ، مما يؤدي الى الحصول على تلك المواد بأي وسيلة بسبب الرغبة القهرية للاستمرار بالتعاطي وذلك ما يؤدي الى انتشار الجرائم للحصول على المال لشراء تلك المواد مع عدوانية كبيرة، مقاومة ، تدني في الأداء الوظيفي والمعرفي واللامبالاة وغيرها الكثير من الاثار السلبية لإدمان المخدرات .
ومما لا شك فيه ان القانون جعل جرائم المخدرات من جرائم امن الدولة والذي لا يمكن التساهل فيها تحت اي ظرف.
ودوليا ، في عام 1961 تم اصدار 3 معاهدات دوليه لمكافحة المخدرات من خلال تنسيق دولي للحد من اساءة استخدام الادوية لغير الاغراض الطبية وفرض نظام رقابة دولي على المؤثرات العقلية وتدابير لمكافحة الاتجار بالمخدرات ، حيث ان السيطرة على تلك الآفة سينقذ الارواح وسيزيد من صحة السكان وتحسين قوة المشاركة الانتاجية وغيرها الكثير من العوائد القوية .
لذلك من المهم التشاركية والتعاون بين افراد المجتمع جميعهم والوقوف جنبًا الى جنب لمكافحة تلك الآفة والسيطرة عليها عن طريق :
اولًا: البدء باستخدام الشخصيات المشهورة والأكثر تأثيرًا بالمراهقين والشباب بحملات توعوية ضد المخدرات وايضا الحديث عن المشاهير الذي انهوا حياتهم بجرعات زائدة .
ثانيًا: انتاج اعمال فنية تتناول نماذج سلكوا طريق الموت بتناولهم ذلك السم القاتل بحفر قبورهم بأيديهم سواء قبر موتهم نهائيا او قبر نهايتهم من الدنيا دون موتهم.
ثالثا : زيادة عدد المحاضرات التوعوية في المدارس والجامعات وزيادة الاهتمام بأبناء المنفصلين وبمن والديهم او احداهما او اقاربهم مدمنين .
رابعا : متابعة الاسرة لأبنائها بمراقبة اصدقائهم وملئ اوقات فراغهم بتنمية مواهبهم وتطوير مهارتهم وتقوية الوازع الديني لديهم .