ستخرج شعوب الأرض من تحت تأثير الدعاية الصهيونية، والتي اخذت تتململ، وتتلمس قلبها، وسينتهي التضليل، وتوقظ الاحداث الصادمة تاريخيا الرأي العام العالمي، وستصحو الدنيا بأسرها على مظلومية الدم العربي الطاهر المسفوك في فلسطين، ولن تلوذ بالصمت طويلاً امام هول المجازر، وفظاعة الارهاب الصهيوني ، وستنتصب موازين العدالة يوماً، وتنصف الامة المظلومة التي تؤمن بكل الأنبياء، وكتبهم السماوية، والتي تنزف جراحها ، وتئن ارضها منذ قرون ، وقد وضعت في دائرة العداء المستحكم ارتهانا الى احكام مسبقة في التاريخ.
وستجد البشرية طريقها الى الحق ، وترى صورة انسانيتها المفقودة، وتكتب في سجلها الزمني اسطورة غزة الخالدة، وملحمة التضحية والفداء التي قدمتها على شرف فلسطين، وسترددها على مر الأجيال.
وستحدث عن قصة المدنيين العزل الذين واجهوا حملة الإبادة الجماعية التي قادها الجيش الصهيوني المسعور المشتق من اشد عصور التوحش والانحطاط ، والمنسلخ عن قيم البشرية ومبادئها ببطولة عز نظيرها في التاريخ.
وتخلد سفر تضحيات الفلسطينيين الذين تمسكوا بأرضهم، وصاحبوا الموت، وقد تكسرت على صمودهم عاتيات الأيام، ولم ينل القصف، و القتل، والترويع والإرهاب، والتشريد، واليتم، والتدمير، والمجازر من عزمهم شيئاً.
سيحضرون في حكايات الشعوب، والأمم الحرة، وستضئ ليل العالم صور أطفالهم الذين قضوا تحت الانقاض، وستظل وجوههم ماثلة في وجدان البشرية.
وسيصير الخطاب الوطني الفلسطيني المقاوم معلماً متفرداً في اذن الزمان.
وسيخرج الحلم الفلسطيني من ثنايا الدم الطاهر، واشلاء الشهداء، وهذا وعد الله تعالى، ولتعلوا الوطنية الفلسطينية التي عمدتها الدماء والارواح.
وستطوي العقود القادمة الحركة الصهيونية بكل بشاعتها ، وفظاعتها، وخروجها على قيم الانسانية، ومبادئها السامية، وبكل السفاحين الذين جاءت بهم ، والذين ادوا أدوارا شيطانية اخرجتهم من دائرة البشر فهم كالحجارة او اشد قسوة.
وسينعق عليهم غراب البين، ويتوهون في زحام الأيام، وتداولها ، وينظمون الى حطام الغزاة الذين استقروا في قعر التاريخ.