الطفيلة تبقى الأقرب لقلبي !
نور الدويري
09-01-2024 07:37 AM
يولد الأردنيون متعبين بالفطرة، فهم يولدون وهم مدركين ان الحياة في وطننا العظيم تحتاج نضالا عسيرا لأن الاردن أرض شوك الغادرين لانه أرض حمية المظلومين فكتب عليه قدر النضال وحيدا وعسرة وراء عسرة حتى صرنا نضحك ونحن نبكي من شدة التعود، الاردنييون يمضون حياتهم يحرثون الصحراء بحثا عن الفرص والعدالة والتكافل التي اصطادها أبناء الطبقة المخملية واولادهم حتى أنني مللت سماع دولة سابق من عندنا يتحدث عن الإصلاح الإداري وأول ما أمسك أحد أبنائه السلطة "لعن ابو الإصلاح "!
الاردنييون يركضون بين صفا الإرادة ومروه الطموح لكن الأرض ترفض أن تنشق ماء يروي القلوب الحزينة والخاطر المكسور والعقل المره فلحكمة الله سبب نسأله ان يحدث بعد الصبر أمرا.
اتعلمون كنت اليوم في الطفيلة أشد مدن وطني الصابر صبرا كنت بين شموخ رجالها الصامدين المؤازرين للوطن وهم لله أقرب، من قررت الدولة أن تنفي الشيوعيين إليها فوعى رجالها سريعا، وتعلم شبابها السياسة الفريدة مبكرا.
في الطفيلة وجوه شاحبه كسرت قلبي، من شدة الظيم والقهر الذي تخفيه خطاباتهم القوية، ولغة اجسادهم الجسورة، عيون شباب الطفيلة متأملة سارحة في مستقبل يعلمون أنه أصعب من الحاضر!..
في الطفيلة ترى الغروب بشكل مختلف الشمس تستريح على جبالها وقت الغروب!، تشعر أن سماءها قريبة تلمسها بكلتا يديك، ثمة تواصل رباني بين سماء الطفيلة وأرضها وكأن شمس الطفيلة تقبل جبين جبالها وتأنس خيباتها بحكومات مأزومة، أن ثمة يقظة ستأتي وحق سيعلو وأزمة ستنتهي، تلمس شمس الطفيلة بخيوط اشعتها قلوب قانطيها فتدفعهم للصبر أكثر وكأنها تطمئن أوجاعهم أن الفقر سينتهي يوما وأن قهر الرجال سيرحل بلا عودة وأن النساء سيلونن شعرهن بلون شمس الطفيلة فرحا.
لون صحراء الطفيلة مختلف فلا تبدو صحرائها صفراء بل لامعة تميل للبياض، تدرك أن من هنا ابتعثت معجزة ما، هنا لقاء يشبه لقاء موسى مع ربه ثمة طاقة قوية في الطفيلة تستشعرها فورا، فمناضلون الطفيلة لا يقبضون على جمر الصبر حبا بالوطن فقط، بل تسكنهم سكينة ما رغم الملامح الصلبة التي تهدد بإنفجار غضب يقلقك.
في الطفيلة نساء مناضلات لا يتركن رجالهن بلا تعزيز ضخم للمقاومة والقتال لأجل هدف يقتنعن به!.
في الطفيلة آمال الأردن تقبع أنه إن هبت عاصفة الخوف رجالها على أتم الاستعداد كما في الجنوب والشمال والبادية الزاخرة بالعنفوان.
مراوح الطفيلة كثيرة ورغم ذلك الكهرباء فيها غالية، والإضاءة باهتة تبا كيف لطاقة المتجددة ان لا تصل بيوت الطفيلة، فلا امل إذن أن تصل بيوتنا أيضا، دفء القلوب كبير في الطفيلة فهم رغم برد البيوت يتلفحون بالفروة الأردنية !
هم يؤمنون بنا ونحن نؤمن بهم.
الطفيلة... ادي من ترابها شوي!