الجامعة الأردنية .. أم الجامعات التي نفخر بها
د. أشرف الراعي
08-01-2024 11:23 AM
تابعنا على المنصات الرقمية بالأمس اللغط الكبير حول أسئلة مادة الثقافة الوطنية في الجامعة الأم - الجامعة الأردنية، وقد قرأنا هنا وهناك نماذج من الأسئلة التي تتنافى مع الذوق العام والأفكار العامة وتشكل خروجاً في بعضها على القيم الأكاديمية والقواعد الأساسية التي تقوم عليها العملية التدريسية في الجامعات الأردنية، التي تمتاز بسمعتها الفضلى وأسلوبها المواكب للتقدم في التدريس وبشكل يتوافق مع القيم والمبادئ والمثل العليا التي يقوم عليها المجتمع الأردني، الذي يعرف عنه الالتزام بهذه القيم والأخلاقيات وحتى قبل أن يلتحق الطالب بالجامعة؛ فالأسرة في الأردن تربي أبنائها على هذه المبادئ والقيم.
ومهما يكن من أمر، أعتقد أن هناك مبالغة في تقدير الانتقادات للجامعة الأردنية، لا بل أن بعض المنصات الرقمية ومن خلال متابعيها بدأت بكيل الاتهامات للجامعة ولأساتذتها الأجلاء الذين نقدرهم ونحترمهم، والذين أسهموا في نهضة الأردن العلمية والعملية من خلال ما قدموا إلى المجتمع من إسهامات علمية، حتى باتت الجامعة الأردنية، كما غيرها من الجامعات الأردنية التي نفخر بها، مقصداً تعليماً للعديد من الطلبة من حول العالم؛ وما الأدلة على ذلك إلا كثيرة فقد احتلت "الأردنية" مرتبة متقدمة في المعايير العالمية، كواحدة من أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، فضلاً عن العدد الكبير من الأبحاث المنشورة لأستاذتها الأجلاء في قواعد البيانات العالمية، ومن أبرزها منصة "Scopus" و "EBSCO" وغيرها الكثير.
أما رئيس الجامعة د. نذير عبيدات، وهنا لا أمدح الرجل ولا توجد علاقة شخصية بيني وبينه، لكنه رجل يعمل بكل جد واجتهاد وهو الذي حمل على عاتقه منذ بداية عمله في الجامعة الأم مسؤولية التطوير والتحديث الذي نشهده اليوم، وقد كان حازماً في أكثر من لقاء بشأن الأسئلة وتعهد بمتابعة الأمر بصورة قانونية، كما اتخذ إجراءات فورية بحق المسؤولين عن وضع هذه الأسئلة، وهو موقف يقدر للدكتور عبيدات، وموقف يقدر للمسؤولين في الجامعة سواء في الرئاسة أو في الدوائر القانونية التي تابعت قضية الأسئلة، لتعلن الجامعة أنها قرّرت اتخاذ عدد من الإجراءات وإلغاء جميع الأسئلة التي تتنافى مع رسالة الجامعة، ولا تتوافق مع أهداف ونتاجات التعلم المرجوّة من مادة "الثقافة الوطنية"، وتتعارض مع القيم الأخلاقية والثوابت الوطنية، وإيقاف منسق المادة وكل المدرسين الذين ساهموا في وضع الأسئلة مدار البحث عن مهام تنسيق وتدريس المادة مستقبلًا، وإنهاء تكليف مدير مكتب متطلبات الجامعة، فضلاً عن دراسة حيثيات الموضوع.
الجامعة الأردنية اسم كبير ومقدر، وهي قادرة بإدارتها على ضبط أي ممارسات تخرج عن العملية التعليمية أو أخلاقيات المجتمع، بشكل صارم، وقادرة على اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسيئين وهو ما جرى ويجري، أما الإساءة للعملية التعليمية الأردنية على المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي برمتها في وطننا الحبيب فهي أمر غير مقبول؛ فالتعليم الأردني وإن كان يواجه تحديات كبيرة إلا أنه تعليم ملتزم بالتطور وبقيم المجتمع وأخلاقياته من أجل جيل أفضل ومستقبل أفضل.. ولجامعتنا الأم كل المحبة والتقدير والاحترام، وما حدث في الجامعة الأم ما هي إلا سقطة شخصية سيحاسب المسؤول عنها بالتأكيد.