منذ بداية أحداث معركة «طوفان الأقصى» والشعب الأردني وقيادته وأجهزته تركيزها وتفكيرها ينصب على ما يحدث في غزة, مجهوداتنا السياسية وتقديم المساعدات ومواد الإغاثة الطبية للأهل في غزة هو شغلنا الشاغل, ملف غزة أخذ الوقت جميعه من جلالة الملك عبد الله الثاني والنشاط الدبلوماسي الأردني والتأييد الشعبي لا غيره يشغلنا أو يتقدم على هذا الملف الذي يعتبر ملف كل الأردنيين.
منذ أسابيع جاء من يفرض على الساحة الأردنية أحداث نحن في غنى عنها هذه الأيام, حدودنا الشمالية منذ سنوات اعتدنا أن نسمع عن دفاع قواتنا المسلحة وتعاملها مع عمليات تهريب للمخدرات, وكنا ندرك أن الأمر هو يتعلق بنشاط عصابات هدفها الربح المالي جراء هذا التهريب, لكن منذ أسابيع زاد هذا النشاط وأصبح يوميا هنالك اندفاع غير مسبوق وبطرق حديثة للدخول عنوة إلى الأراضي الأردنية، ويزيدنا تعمق بمجريات هذه الأحداث وخروجها من سياق التهريب العادي للمخدرات إلى تخطيط خبيث رفيع المستوى لجر هذا البلد الذي ينصب تفكيره وجهده على مساندة الحق الفلسطيني لخلخلة الداخل الأردني.
نحن على ثقة مطلقة بقدرة قواتنا المسلحة برد هذا العبث باستقرارنا, لكن المتابع للأسابيع الماضية يدرك أن الأمر تجاوز عصابات المخدرات وان الأمر يفوق قدرة منظمات تهريب إلى تدخل جهات معنية بأن يكون الأردن بخلل واضطراب ليتسنى لهم تنفيذ خططهم الخبيثة واللعينة, هذه الأعداد والأجهزة الحديثة في خرق حدودنا الشمالية دلالة أن ما خلفها أمر يدبر للنيل من تماسك وحدتنا الداخلية.
عيوننا لتلك الحدود ونتابع بهمة ما يقوم به الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية من مخابرات وغيرها من العزم الأردني, كل يوم ندرك حجم ما تقوم به تلك الأجهزة العسكرية والأمنية ونقر أن هذا الوطن في رعاية الله تعالى وأبنائه المخلصين, منذ وجد هذا الوطن وله طامعين وأصحاب أجندات ليكون هذا الوطن كغيره من الأوطان التي ابتليت بالخراب والدمار, لكن يخسا كل من له هدف خبيث بوطننا وسنبقى نقدم دمائنا وأرواحنا وكل ما نملك فداء لهذا الوطن, عزيمة الأردنيين جربت في السابق وأوجعت من يود بنا الشر وفي عقر دارهم كنا نرسم الفداء الأردني بأبهى صورة.
حمى الله الشمال الأردني ولأصحاب الجباه السمر قلوبنا ودعائنا لكم ليل نهار, هذا الوطن سيبقى كما هو شامخا وبهيا طول الزمان, جهدنا هو الدفاع عن القضية الفلسطينية وتقديم الدعم للأهل في غزة الصمود.
الرأي