قضايا الابتزاز الأسري تعود للواجهة في مخيمات تيندوف
08-01-2024 08:13 AM
عمون - لمن لا يعرف ما مخيمات تيندوف فهي محمية عسكرية جنوب الجزائر تأوي تنظيم "البوليساريو" المسلّح المعادي للمملكة للمغربية والذي يدّعي المطالبة بالانفصال وتشكيل دولة مستقلة على أراضي الصحراء المغربية. ويعيش في تلك المخيمات الآلاف من الصحراويين لا تريد البوليساريو إحصاءهم، وتعتبرهم الجزائر لاجئين ويعتبرهم المغرب محتجزين لأنهم لا يملكون حرية الاختيار بين العودة للوطن الأم أو المكوث في المخيمات حيث شظف العيش وقساوة النظام القمعي الذي يرزحون تحته.
ومن مظاهر البؤس الذي يكتنف حياة الصحراويين بالمخيمات ما بات يعرف بالابتزاز الأسري من أجل المال. ويقصد به تلك الحالات التي تكون فيها أسرة أوروبية بالتبني لأحد أطفال المخيمات محط ابتزاز من الأسرة البيولوجية له حين يعود للمخيمات لرؤيتهم. بإيعاز من "البوليساريو"، تحتجز الأسرة البيولوجية الابن وتمنعه من العودة إلى أوربا حيث أسرته بالتبني التي نشأ في كنفها وتربى في عزّها، فتطالب عن طريق وسطاء الأسرة بالتبني بالمال كي يعود الإبن لأحضانها، وأحيانا كثيرة يتم الابتزاز من القيادة العسكرية للبوليساريو مباشرة . إذ تجبر العائلة بالتبني على دفع ما بين 2000 و4000 يورو لمهربين يتواصلون معها عبر وسطاء على أساس أن يتم تهريب الطفل من المخيمات، لكنهم في حقيقة الأمر شركاء في العملية ولا يقومون سوى بدفع المال لشراء ما يسمى بـ" حق الطريق".
وقد فجّرت وسائل إعلام إسبانية قبل أيام قصة جديدة من هذا النوع لفتاة تدعى فيلح منت شهيد منت لعروسي التي واجهت مصير الاحتجاز بإيعاز من قيادة البوليساريو التي ضغطت على أسرتها البيولوجية لحرق هويتها الإسبانية وجواز سفرها لتمنعها من العودة إلى إسبانيا حيث عائلتها بالتبني.
وبنفس الحبكة تمّ تهريب الفتاة إلى مدينة وهران شمالا بعد أن دفعت الأسرة الإسبانية 2500 يورو لمهربّ صحراوي يدعى حمادة ولد صالح لإيصالها للقنصلية الإسبانية هنالك. لكن قصتها المأساوية لم تنته بعد، إذ أن السلطات الجزائرية تسعى إلى إعادتها للمخيمات بحجة عدم توفرها على أوراق سفر وأنها لم تبلغ سن 19 الذي يخوّل لها السفر لوحدها. كابوس الفتاة الصحراوية مازال مستمرا في انتظار وصول محامي إسباني كلفته الأسرة الإسبانية بمتابعة القضية ومحاولة افتكاكها من مصيدة الابتزاز الأسري.