الورطة الامريكية الإسرائيلية !
د. عدنان سعد الزعبي
07-01-2024 02:11 PM
المشهد السياسي في المنطقة لم يختلف في تداعياته عن المشهد العسكري الذي يشهد تطورات خطرة قد تؤدي الى حالة فوضى، لا يعرف المحللون حتى الآن من الرابح ومن الخاسر.
واقع الفوضى السياسية في إسرائيل وما يشهده من صراع بين اقطاب الأحزاب، جاء وليدة واقع صنعه الفلسطينيون في صبرهم وارادتهم، وفوتوا على حكومة الحرب كل أهدافهم التي لا تقوم على تحرير المحتجزين، بل تسجيل الانتصارات بتحطيم حماس وترحيل اهل غزة بهجرات جماعية هي بالأساس تطهير عرقي؟
فالشعب الإسرائيلي وانتهاء مهل نتنياهو بانهاء الحرب بتحقيق الأهداف تمر وتكرر وتمر دون نتائج ملموسة ، بل على العكس تزيد من عوامل الضغط عالميا على أمريكيا وتضرب شريان إسرائيل الاقتصادي ، وقبل هذا وذاك تعزز المقولة الكاذبة بتحرير الاسرى والانتها من خطر حماس؟! مما افقد حكومة الحرب ثقة الشعب وحلفاء إسرائيل ، لنشهد اليوم حلقات اللوم التي يكيلها أعضاء حكومة الحرب لبعضهم وللجيش الذي اثبت أنه مجرد خدعة انهارت في 7 أكتوبر ، ولم يفق من واقعه حتى بعد 3 أشهر من الحرب والدعم الامريكي والاروبي المطلق . وتأمين المناخات التي تنفرد فيها إسرائيل بغزة وتحييد كل من حولها بالترهيب والترغيب وتهديد كل من يستنصر لغزة أو يرفض ما تقوم به إسرائيل من عدوان مجرم لم يسبق له مثيل عبر تاريخ الحروب في القتل وبشاعته والدمار والابادة ؟؟؟!!!
أمريكيا تدرك الآن أن حكومة الحرب الاسرائلية وضعتها في ورطة كبرى ، جراء تصرفاتها وتصريحاتها ، وجعلت منها دولة معزولة عالميا ، تلاحقها الضمائر الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والحقوق البشرية ، هذا مع استحقاقات القانون الدولي لشخصيات الإرهاب وقتل البشر والابادة الجماعية !، تعارضها ما يزيد عن 153 دولة في العالم في الجمعية العامة ،وما يزيد عن 13 دولة في مجلس الامن الدولي ، وهذا يعزز الشكوك كدولة النموذج في الحقوق الإنسانية والعدالة وطرف هام في حل النزاعات العالمية وفق مبادئ وشعارات و حقوق الانسان. ؟!
التوريطات الإسرائيلية ، وحكومة نتنياها القمعية قدمت لامريكيا احراجا آخر، وزادت من تخوفاتها درجة وصلت الخط الأحمر ، فأمريكيا عملت بالترغيب والترهيب بعدم توسيع نطاق الحرب لتجدها اليوم تستقصد هذا الهدف مرة أخرى وتضعهم أمام خيار وحيد هي الدخول بالحرب ، وبالتالي تصعيد الموقف بشكل اكبر واعظم . خاصة بعد أن ايقن نتنياهو وحكومة أنه لا نتائج للحرب على غزة ، وان الوقت يحاصرهم وبشكل خطر ، لهذا وجدنا بلنكن يطير للمنطقة ليرمم ما حطمته سياسات نتنياهو ، وبنفس الوقت توجيه التوبيخ لحكومة الحرب – حيث تفجرت نتائجه بهذا الصراع وهذه الاتهامات المعلنة بين أعضاء الحكومة ودخول الجيش وعلى غير العادة كطرف ملام ترجم باهانة رئيس هيئة أركانها . وقياداتها.
ولا شك أن خطوط الاتهامات تتماهى لمستوى فشل الجيش ، وتوريط الحكومة لهذا الجيش ، بحكم المصالح السياسية لحكومة نتنياهو بنصر اصبح مستحيل ، بصمود المقاوميين ، وقدرتهم على إدارة العمليات العسكرية وقتل وتدمير الجيش الإسرائيلي ، وسط تخبط وفشل واضح للجيش الإسرائيلي . مما ثبت قناعة الشعب الإسرائيلي بأن مفهوم إيقاف الحرب وعمل هدنة دائمة ، وإنقاذ أبنائهم الذي يقتلون باسلحة الامريكان وقوات إسرائيلية ، قد حقق مقولة " انقلاب السحر على الساحر" .
بلنكلن جاء مهرولا ليؤكد على الصيغة المكررة بتوسيع حجم المساعدات ، وبرفض التهجير ، والحل الدائم بإقامة الدولتين . والذي نادى به العرب منذ عام 2002.