على طول خط الجبهة الشمالية مع سوريا وطولها ٣٧٥ كلم تبدأ من الحمة الأردنية الى مثلث الركبان ( الأردني ، العراقي ، السوري ) ، هذا الحد الذي يمر من مناطق متعرجة من الحمة الأردنية إلى منطقة جابر والتي تسيطر عليه ثلاث محافظات وهي القنيطرة ، درعا ، السويداء.
اما الحدود المستقيمة فتسيطر عليها محافظات ريف دمشق ومحافظة حمص .
لم يعد لجنوب هذه المحافظات سيطرة تامة وحكم صارم بل ان حدود هذه المحافظات الجنوبية باتت تحت سيطرة الميليشيات المسلحة والتي شكلها مقربون من النظام السوري ، بعد انسحاب الجيش الروسي وذهابه إلى حرب اوكرانيا، تم تشكيل هذه الفرقة والتي اسمعها الفرقة (١٤) من مقاتلي ومسلحين من العراق ، وافغانستان ولبنان حزب الله ، وسوريا نفسها ودول اخرى ، ومرتزقة ضالعين في صناعة المخدرات حيث تم بناء ما يقارب ٢٠ مصنع مخدرات ، والذي اعتمد في صناعته وخاصة الكبتاجون، على خامات صناعة الادوية والتي يتم استيرادها عن طريق لبنان وايران والعراق من الصين والهند وايران نفسها .
تعتمد هذه القوات وكذاك النظام والمسلحين وقياداتهم على تهريب المخدرات حيث في آخر احصائية لانتاج المخدرات ان سوريا ولبنان حزب الله ينتج ثلث كميات العالم من المخدرات …
استمر تهريب المخدرات على طول الحدود الأردنية مع سوريا ، وكانت قواتنا المسلحة تتعامل دوماً مع هذه العمليات وهي تعلمها وتعرفها وتعرف أوقاتها ومناطق تهريبها .. وطرق واساليب التهريب.
في الأعوام الثلاث الأخيرة تطورت عمليات التهريب وتطورت معها ادوات التهريب وكذلك اصبحت ترافق عمليات التهريب كميات كبيرة من الأسلحة النوعية بعيدة المدى ومتطورة وكذلك تهريب محضرات المتفجرات ..
في الآونة الأخيرة ومع تطور الأوضاع الاقليمية تم استغلال هذه الظروف المتطورة وكذلك استغلال الظروف المناخية الاقتصادية ، الأمر الذي تطورت معه اساليب التهريب باستخدام وسائل حديثة مثل الطائرات المسيرة والطائرات بدون طيار، والأمر الخطير جداً هو بدأت عمليات التهريب من الحدود السورية بالقوة النارية وخاصة بعد احباط عمليات كبرى في تهريب المخدرات والأسلحة ..وضرب معاقل المهربين في عقر دارهم ..
ان استخدام القوة والنار من قبل مجموعات مسلحة منظمة لهو تطور خطير جداً من جانب الجماعات المسلحة المتطرفة والتي ستخدمها ويسخّرها اطراف النظام السوري وقوى اقليمية اخرى المسيطر على جنوب سوريا ، مستغلين الوضع الاقتصادي لاشخاص وتجنيدهم وتدريبهم ودعمهم مالياً من اجل العمل على عمل اقتحامات مسلحة بالقوة والنار لتهريب المخدرات والأسلحة والمتفجرات مستخدمين أسلحة تقاتل بها قواتنا المسلحة وذلك لحماية وتامين المخدرات والسلاح لزعزعة الاستقرار والامن للوطن واستغلال الظروف الاقليمية..
وهذا يدل ان عمليات التهريب باتت تعتمد على شبكات تهريب منظمة تديرها اطراف اقليمية هدفها زعزعة امن الوطن واستقراره ..
علماً ان هناك من يتلقى ويستقبل هذه الكميات في الداخل الأردني الأمر الذي حدى بالأجهزة الأمنية القيام بحملات كبيرة في مناطق محددة بعينها من اجل قطع عمليات الاتصال واستئصال جذور خلايا المخدرات ..
ليس المستهدف الوحيد هو الأردن بل ان دول الخليج وخاصة السعودية التي تكاد تكون ثلثي عمليات التهريب هدفها الأخير السعودية ودول الخليج الأخرى، وهذا يتطلب جهدا دوليا إقليمياً ودولياً لمنع هذه العمليات وقطع دابرها وضرب أوكارها ..
العمليات الأخيرة والتي استهدفت الامن والاستقرار الأردني تصدت لها قواتنا المسلحة الأردنية ( الجيش العربي ) بكل بسالة وقوة و جرأة وحققت انتصار ساحق على هذه المجوعات التي حاولت اجتياز الحدود بقوة النار ،، وكان ذلك بعمل احترافي مشترك بين جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية المحترفة ..فتم دحر القوة الباغية وقتل وأسر الفاعلين وضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة.
ندعم جهود قوانا المسلحة واجهزتنا الامنية وذلك بالوقوف صفاً صلباً كالبنيان المرصوص والحفاظ على وحدتنا الوطنية الداخلية والدفاع عن وطننا الغالي وشعبنا العظيم وعدم السماح بمن تسول له نفسه المساس او التأثير على تماسك المجتمع وقوة الجبهة الداخلية ، وعدم استغلال الظروف المحيطة ، او استغلال المساحة الكبيرة للتعبير عن مشاعر الغضب على ما يحصل لاهلنا في غزة من جراء العدوان المستمر الغاشم والظالم ..
اخيراً ان الموقف المتقدم ، الثابت والراسخ والمستمر ، دبلوماسياً وسياسياً وعمليا الذي يقوده جلالة الملك المفدى تجاه ما تقوم به سلطة الاحتلال وجيشها المحتل في غزة والضفة ، ووقوف الشعب الأردني دعماً لهذا الموقف هو احد اسباب المحاولات الفاشلة لزعزعة هذا الموقف وبالتالي زعزعة الاستقرار والامن الوطني .. وما المحاولات على جبهتنا الشمالية إلا هدف واضح لذلك .