facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ايطاليا والكوادر الطبية الاردنية


د. مالك القصاص
06-01-2024 04:28 PM

أعلنت مؤخرا منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) الأردن مركزًا ومقصدًا إقليميًا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط. ومن المميزات الذي ساهمت في هذا النجاح أن الأردن لديه كفاءات وكوادر طبية مميزة على مستوى العالم، ووجود بنية تحتية طبية متطورة، من مستشفيات ومراكز طبية متخصصة، والتي تعمل وفقًا لأعلى المعايير العالمية، وتتمتع بالاعتماد الدولي، بالإضافة الى انخفاض التكلفة العلاجية في البلاد مقارنة بالعديد من دول العالم. ويتمتّع الأردن أيضًا بمنتجعات استشفائية خلابة، كالبحر الميت، وحمامات ماعين، والحمّة الأردنية، وغيرها.

ومن الأمور التي ساهمت في رفع مستوى الأردن طبيا، قيام العديد من المستشفيات والجامعات، الحكومية والخاصة، بابتعاث الكوادر الطبية لدول متقدمة كأمريكا وأوروبا وغيرها. وكما ساعدت أيضا القوانين التي تسمح للكوادر الطبية بالإجازات بهدف الدراسة والتعليم والتدريب في الخارج.

مؤخرا قدم العديد من الكوادر الطبية، وخصوصا الأطباء ومن كافة الاختصاصات، الى إيطاليا بهدف عمل الاختصاص، العام او الدقيق، او دورات تدريبية مختصة (Fellowship/Training)، او الزمالة الأوروبية، او للدراسات العليا. ومن الجدير بالذكر انه بالإضافة للأطباء المبتعثين على نفقة المستشفيات او الجامعات، كان هناك الكثيرين ممكن جاءوا على نفقتهم الخاصة.

تحاورت مع العديد منهم بخصوص الابتعاث والمصاعب التي يواجهونها، وفي هذا المقال اود ان اذكر أبرزها: الحصول على قبول من مستشفى جامعي، والحصول على الفيزا، ومعادلة الشهادة، وإيجاد سكن، وعمل الإقامة وكافة الأوراق اللازمة، وفتح حسابات بنكية.

يواجه الطبيب الأردني معضلة إيجاد قبول بنفسه، حيث ان الجهة الباعثة لا تقوم بالمساعدة وعلى الطبيب أيضا دفع كل تكاليف تدريبه من جيبه الخاص، حيث ان الكثير من المستشفيات الأوروبية تطلب مبلغ مادي كبير من اجل التدريب وخصوصا في التخصصات الفرعية. ومن الجدير بالذكر ان إيطاليا ما زالت تسمح بالتدريب المجاني او مقابل مردود مالي رمزي. كما على الطبيب إيجاد سكن بنفسه والتي تعد من أصعب الأمور وخصوصا في المدن الأوروبية الكبيرة. وهنا اود الحديث عن قصة حصلت معي شخصيا عندما اتصل بي أحد الأطباء للإيجاد سكن والذي تعب نفسيا من البحث بعد أكثر من شهرين من التنقل بين الفنادق. كما وكان قد قرر هذا الطبيب العودة الى الأردن الذي عانى بشكل كبير مع عائلته وخصوصا انه ليس من السهل إيجاد فنادق في بعض الفترات، خصوصا في وقت المعارض العالمية في ميلانو.

وكما وأود ان اذكر، وبشهادة معظم الأطباء والذين عملوا وتدربوا مع اهم الأطباء المعروفين في العالم، ان الطبيب الأردني على مستوى عالي من الحرفية ويستطيع التعلم بسرعة، وكما انه يستطيع مجاراة اهم الأطباء في العالم، وهذا شيء مدعاة للفخر لي وللأردن بشكل عام.

أخيرا وكعادتي لابد ان اتناول الموضوع من زاويتي الأردنية حيث يتطرق الى ذهني هذه المصاعب الذي يواجها الطبيب الاردني واسأل نفسي لماذا لا يتم تنظيم كل هذا؟ لماذا لا يتم عمل اتفاقيات مع الجامعات والمستشفيات لتسهيل حركة الاطباء؟ لماذا لا يتم العمل على توكيل المختصين من سفارات او مغتربين بشكل رسمي لعقد مثل هذه الاتفاقيات التي من شأنها تسهيل الحصول على قبولات للتعليم في الجامعات والتدريب في المستشفيات الأوروبية سواء مجانا كمنح او مقابل مردود مالي رمزي؟ لماذا لا يتم عمل توأمة مع جامعات ومستشفيات وخصوصا انها تساهم في اشراك الأردن في الدراسات العالمية واعتماد المؤسسات الطبية الأردنية كمرجعية طبية في الشرق الاوسط؟ لماذا لا يتم الاستفادة من العلاقات الدبلوماسية الأردنية القوية مع الاتحاد الاوروبي لتخصيص حصة للأردنيين، كمنح تدريبية او للاختصاص، في إيطاليا وفي كل دول الاتحاد الأوروبي؟ لماذا لا يتم عمل اتفاقيات بين وزارة الصحة الإيطالية (والاوروبية) والاردنية لتسهيل معادلة الشهادات وخصوصا انها بداية الطريق للعمل في إيطاليا وستساهم في حل مشكلة البطالة؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :