إن الحالة التي تعيشون هي ثمرة التآمر الغربي والضعف العربي الإسلامي فقد انقطعت بكم سبل الناس ولم يبق إلا رب الناس الذي بيده مقاليد كل شيء ولهذا فليس لكم الا بابه ورحمته وهو أحسن الأبواب ففيه الخير والبركة والنصر والعزة.
ألا ترون أن هذا الابتلاء ينقلب من محنة إلى منحة ، من ذل إلى عزة ، من ضعف إلى قوة، أراد الله أن لا تتجهوا إلا إليه ولا تطلبوا إلا منه . انتظرتم في السابق القاهر والظافر وجيش الانقاذ فلم يقهروا العدو ولم يظفروا بالنصر ولم ينقذوا الناس والمقدسات.
فلما توقف هؤلاء عن مجرد الكلام لم يعد هناك من يناديهم بل صار الناس يقولون يا الله . تحولت المعركة من قادمين عبر الحدود إلى فرسان يخرجون من تحت الأرض لينالوا من هذا العدو الجبان الذي يسترجل بطائرات وصواريخ وبارجات وتظهر قوته على النساء والأطفال والمدنيين والمباني ومعه كل العالم الغربي الحاقد ومع ذلك هو يرتعد لان المعركة الحالية ليست كالسابقات فهي معركة نابعة من مقاومة شعبية لا تهمها العلاقات ولا المساعدات ولا يعنيها الرضى الأمريكي والغربي.
معركتكم كشفت الجبناء والعملاء وازالت كل المساحيق لتظهر الوجوه على حقيقتها كالحة خانعة جبانة . معركتكم كثر فيها الشهداء حيث تحتفل بهم الملائكة ، معركتكم حركت العالم وبينت من هو المخلص وما هو الطريق فلا تحزنوا ولا تيأسوا فالأمة التي تضحي بدمائهم تغسل العار بهذا الدم الطاهر.
انتم تدعون فينا العزة و يتربى على ايديكم أطفال كل المسلمين هنيئا" لكم اصطفاء الله لكم شهداء فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون وتذكروا ما قاله موسى عليه السلام : ان معي ربي سيهدين . تذكروا ما قاله خاتم النبيين عليه السلام :
لا تحزن إن الله معنا