لا بد من صنعاء إن أطال العدو عدوانه على غزة
عبدالله اليماني
04-01-2024 12:41 AM
إن ما يقوم به الجيش الصهيوني المدعوم ،( أمريكيا وغربيا ) ، من حرب مدمرة وارتكاب جرائم إبادة وقتل وتهجير ، وحصار ودمار للأرض، وحرق للبشر والزرع والحجر ، واعتقال ، وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة ، والضفة الغربية .
تجاوز فيها هذا العدو في بشاعتها كل ( الخطوط الحمر، والمحرمات الإنسانية والعسكرية ) ، بدأها في ( حصاره ) لقطاع غزة .
وشن عدوانه الإجرامي مرتكبا أبشع جرائمه العدائية ، على ( البشر والأرض والحجر ، والشجر) ، من تدمير للبيوت على رؤوس السكان ، وفرض سياسة التجويع ، ومنع دخول الغذاء والدواء، وقطع المياه والكهرباء .
واستمرار التنكيل والتشريد لأهل غزة. ونهب وسرقة ثرواتهم ، ومحو ذكرياتهم وسجل حياتهم من الوجود . عبر التلذذ بفتح شهوته ونشوته العسكرية.
وأمام هذا الإجرام الصهيوني ، من تقطيعهم للأشلاء وارتكاب الإعدامات، والحرق والتعذيب والتشريد، والتجويع وحرمان السكان من ابسط مقومات الحياة ،
وبرغم هذا التنكيل فالشعب الفلسطيني صامد في أرضه ، من أجل قضيته ، ويُستشهد فيها ، وهذا انتصار على الهيمنة والغطرسة الصهيوأمريكية .
وخلال هذه المعركة بينت حماس للعالم ، غطرسة العدو الصهيوني الغربي ، وممارسته الإجرامية البشعة ، منذ أن أحضرتهم بريطانيا قبيل نكبة عام 1948، واحتلالها ارض فلسطين .
فلهذا فإن مقاومته ليست إرهابا ، كما يدعي ، وإنما واجب وطني، وإسلامي وعربي وعالمي . فلا داعي لاستمرار إطلاق أكاذيبه ، بأن الشعب الفلسطيني هو عدوه اللدود . وان من حقهم الدفاع عنه أنفسهم.
واليوم اتضح للعالم أنهم هم ( الإرهابيون والسفاحون والدمويون ) ، وقد ( أقاموا كيانهم على ( الإجرام والقتل ) ، من خلال إنشاء (عصابات اغتصاب وإجرام ). وما يقوم فيه اليوم من جرائم ، يأتي تطبيقا لمسيرته الإجرامية التي انتهجها، في فلسطين. وكشفت حماس عن زيف هذه الأكاذيب الصهيونية . وان مقاومته ليست إرهابا وإنما ، واجب وطني وإسلامي وعربي وعالمي .
ونسـأل الأنظمة العربية، أين ذهبت شعاراتكم التي كنتم تنادون فيها لتحرير فلسطين؟
لمَ سمحتم للعدو أن يزعزع أمن واستقرار بعضها ؟ وتقطيع شرايينها ؟ مثالا ( اليمن ، العراق ، سورية ،ليبيا والسودان ؟.
وماذا يضيركم أن تتوحدوا ، وتقوموا بمد المقاومة الفلسطينية في غزة ، بالسلاح والمال والرجال. لإيقاف العدو ، ومنعه من ارتكاب ( جرائم الإبادة ) ، التي يتفنن بارتكابها في قطاع غزة، والضفة الغربية .
ولمَ لا تحذون حذو ( أمريكا والدول الأوروبية) ، التي تمد العدو المجرم في ( السلاح والنفط والغاز والمال والغذاء والمرتزِقة ) ؟. ولمَ لا تفرضون على العدو المجرم القاتل ، (حصارا اقتصاديا ،بريا ، بحريا وجويا )، ووقف إمداده في النفط . كما فعلت ذلك (أمريكا والغرب والدول العربية ) ، بفرض حصارها على العراق سابقا ، ( سورية) الآن .
ولمَ يا أيتها الدول العربية والإسلامية ، لا تقطعون علاقاتكم مع الاحتلال الصهيوني؟ ،
حماس صنعت ، واشترت السلاح ، ولقنت العدو خسائر فادحة ، وهزيمة كبيره ، فأين أسلحة جيوشكم وأموالكم وبترولكم ؟ لمَ لم تستعملوها ؟ هل تخشون العدو الأول ( الصهيونية العالمية )؟ .
هناك دول ( تقتل القتيل وتسير في جنازته) ، وبنفس الوقت تمارس تصفية القضية الفلسطينية، وأسهمت بتدمير العراق ، سورية ، ليبيا واليمن.
وآخرون يرددون قول الله: تعالى (وَلَا تَحْسَبَنّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ، صدق الله العظيم .
والطرف الثالث يقول : ستبقى (أرض غزة ، ألعزة والكرامة) . وشعبها وإسلامها وعروبتها ، المؤمنين في عدالة قضيتهم ، فخرا لشعوب العالمين العربي والإسلامي ، والعالمي المؤمنين في النضال والتحرير .
يذكرون أن ما صنعته المقاومة الإسلامية في غزة ، لم تصنعه الجيوش ألعربية والثورة الفلسطينية على ارض فلسطين مذ اغتصابها .
غزة وطن الأبطال ألأحرار المُدافعون عنها ، ولأجلها يقدمون الشهداء الذين يُستشهدون بالسلاح ( الصهيوأمريكي ) . وأن صاحب الحق الفلسطيني لا ينشد إلا إقامة دولته المستقلة ، على ارض ترابه الذي يغتصبه الاحتلال الصهيوني . وعرفت ( المقاومة الفلسطينية ) العالم اليوم، أن هذا ميدانها ، ولهذا فهي صامدة أمام فظاعة جرائم العدو ، لا تخيفه الانتهاكات التي يقوم فيها . في زمن التصهين ، المكشوف .
زمن ( الفرجة ) على شاشات التلفزة . عمن يقدم شلال من الدماء والشهداء، ( بسالة وصمودا ) ، قل نظيرها . وبين من يكتب يهاجمها ، متصديا لرجال المقاومة الفلسطينية في غزة، مؤيدا للعدو ، في وقت يتواصل فيه العدوان ، الذي لا يفرق بين ( طفل ، وشيخ كبير ، وامرأة ورضيع ) .
لقد عرف العالم أن ، هناك فرق شاسع ، بين المنبطح والشعب الذي يناضل من اجل تحرير تراب وطنه ، و نيل استقلاله وإقامة دولته .
هذا زمن عدو فقد دعما شعبيا عالميا ، وخسائر كبيرة لقاء عدوانه على قطاع غزة ، وارتكابه انتهاكات القانون الدولي الإنساني .
زمن الوحل الغزِّي من دخله ، لا يستطيع الخروج منه إلا ميتا أو (رافع رايات الهزيمة ) والاستسلام . زمن ( الانهيار الداخلي ) ، الصهيوني تتقاذفه أزمات ،( سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية) ، تدفعه إلى ( الانتحار ) .
زمن ( حماس ) المسيطرة على مجريات المعركة تخوضها ضد العدو الصهيوامريكي وتقبض على زمام الأمور ، وهذا العدو يتخبط ، في أفعاله وأقواله وكذبه على شعبه ، والعالم الغربي المصطف معهم.
وامتثالا لقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما) .
ومع رؤية الإبادة الجماعية لأهل قطاع غزة، بادر المارد اليمني ( الجنّي )، في تلبية نداء إخوانهم ، أهالي قطاع غزة ، فهبوا لنجدتهم ، بفرض ( حصار بحري) ، أغلقوا من اجلهم ( البحر ) انتصارا إلى (طوفان الأقصى ولأجل القدس) .
بضرب السفن الصهيونية ، والأجنبية التي تزوده بكل مقومات الحرب.عبر البحر الأحمر ، حيث قام ( الحوثيون ) المدعومون من إيران ، بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ، من دون طيار ، في الهجوم على السفن ، وهذا التهديد متواصل حتى السماح ، بدخول الدواء والغذاء إلى قطاع غزة، وهو رد على الأعمال الحربية الصهيوأمريكي ،الإجرامية ضد شعبنا العربي الفلسطيني في غزة. ولاقت أعمال الحوثيين العسكرية الحربية ، ردودا مؤيدة وترحيبا وارتياحا كبيرين من قبل المواطن العربي ، في الوقت الذي يعارض الشعب العربي ، ما تعرض له الشعب اليمني من استيلاء الحوثيين على أجزاء من اليمن . ومعارضة الشعوب العربية المؤيدة للوحدة اليمنية ، هذا الاستيلاء الذي حصل منذ عام 2014م، على. العاصمة ( صنعاء ) ، والعديد من المدن اليمنية ، وهم الآن يملكون( قوات مسلحة قوية) ، وهذه الحرب حولتهم إلى قوة إقليمية.
وإبان السيطرة الحوثية كان شعارهم (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام). ولكنه موجه ضد الشعب اليمني ، الذي يعارض حكمهم، وخلاله تجرع الشعب اليمني ، المآسي وعاني الويلات.
وسواء رفضنا أو قبلنا ( أشراف اليمن) ، فان اليمن اليوم ، تسيطر عليه ثلاثة مكونات سياسية ( الحوثيون) ، وعاصمتهم (صنعاء ) ، وهي حاضرة اليوم ، بقوة بقدرتها على تهديد ( العدو الصهيوأمريكي ) ، لامتلاكها قوة عسكرية ، تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال اليمن .
واليمن الجمهوري وعاصمته المؤقتة (عدن) ، واليمن الجنوبي وعاصمته (المكلا).
وسواء رفضنا أو قبلنا ( أشراف اليمن) ، فان اليمنيون هم الأقرب لفلسطين ،لا يخيفهم الإجرام والإرهاب النازي الصهيوني ، المدعوم أمريكيا وأوروبيا.
والحرب على قطاع غزة ، كشفت عن كذب ( النتن ) ياهو ، الذي يواصل إطلاق نكاته : إن ( الأردن هي فلسطين ولا دولة لهم غيرها)، وسلاحه الهدف منه زرع ( الفتن والكراهية ) ، بين أبناء الشعب الأردني الواحد ، من شتى المنابت والأصول . فالدفاع (عن الأردن ) هو خيارنا الوحيد ( نصرا او شهادة) .
وبعد هزيمة ( النتن ) في حرب غزة ، ماذا لديه من كذب ؟ في وحل غزة ، بمعركة ( طوفان الأقصى ) . وهي تتويج لمعركة الكرامة التي هزمه فيها الجيش الأردني .
من هنا أقول : إن أبناء اليمن الأحياء ، هم سائرون على درب أجدادهم ، وآبائهم في الدفاع عن فلسطين ، منذ الاحتلال الغربي الصهيوامريكي لفلسطين وحتى اليوم .
وقد نشر الأخ الصديق السفير اليمني محمد صلوح العمري ما قاله : أخوه الجنرال ( سالم صلوح العمري ) رحمه الله ، الذي كان موجودا ، في الأردن ، قبل عام (١٩٦٦ ) م . أنهم (لم يهزموا إطلاقا ولكن من أضعفنا هم حكامنا ) ، ( وان فلسطين بالقلب ولم تهزم ). ومهما طال الزمان ستعود فلسطين ويهزم المتخاذلون . وهذه الحرب على قطاع غزة أعادته، إلى تلك الحقبة من ذاك الزمان .
وكان المغفور له الملك الشهيد عبد الله الأول بن الحسين رحمه الله ، يلتقي ( الحجازية واليمنية ) ، في قصر المشتى ، في الشونة الجنوبية ، كل يوم جمعة من أول الشهر . يتبادل معهم الأحاديث . حدثني عن ذلك والدي رحمه الله ، جاء مع جيش الثورة العربية الكبرى من الحجاز ، وجرح وهو يقاوم مع المجاهدين بفلسطين . وغيره الكثيرون من أبناء الحجاز واليمن والجزيرة العربية وبلاد الشام . الذين استُشهدوا وجرحوا في فلسطين ، ولم يغادروها على أمل تحريرها من العدو المجرم المحتل . ومع مرور الأيام عاد منهم من عاد ، وآخرون بقوا في الأردن . ومنهم مع التحق في الجيش العربي ، يدافعون عن الأردن بالمهج والأرواح والدماء الزكية تحت ظل الراية الهاشمية بقيادة ملوك بني هاشم الأطهار ، ويسهمون في بنائه .
ومواقف الأردن ،اليوم مستمرة واضحة وصريحة، فهي تختلف عن كل المواقف العربية والعالمية ، لأن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين. فعلى الجانب السياسي يقوم : الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ، في إيصال الوجع الفلسطيني، إلى كل العالم وأنه لا أمن ، ولا سلام إلا بحل القضية الفلسطينية ، وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني .
وان العدو الذي يقوم على تدمير غزة، وقتل المدنيين عشوائيا، هو نفسه الشريك ، بإدخال المخدرات والأسلحة ، إلى الأراضي الأردن ، لزعزعة أمنه واستقراره ، وزرع الفتنة وخلق الجفاء، والقطيعة بين، الأردن وسورية . فلماذا يستهدفون الأردن في إدخالها إلى الأردن ، وهناك حدود الجوار السورية العراقية ، يسهل إدخال المخدرات إليها ومنها إلى الدول أخرى . لا تكلف العصابات الإرهابية، الخسائر في الأرواح ، وتجارة المخدرات والأسلحة .
ولكن ما تقوم فيه هذه العصابات يأتي استجابة لخدمة للعدو الصهيوني الذي ، يعمل على تفريق العرب ، وإيجاد وطن بديل للشعب الفلسطيني . ويبقى الموقف الأردني ، موقفا مشرفا أمام مواقف المهرجين ، والمتفرجين من الأمتين العربية والإسلامية .
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وقيادة تحت ظل جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله،وحفظ الله وولي العهد الأمين سمو الأمير المحبوب الحسين بن عبد الله الثاني.