facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اغتيال العاروري .. تصعيد أم صورة انتصار؟


صالح الشرّاب العبادي
03-01-2024 10:57 AM

هدد نتنياهو والداعمين له انه سيلاحق قيادات حماس في اي مكان على اثر هجوم السابع من اكتوبر، وقد وجه الموساد والشاباك إلى العمل على استهداف قادة المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس ، وهذا ما حصل بالفعل .. فقد قامت اسرائيل بتحديد مكان العاروري في لبنان مع مجموعة من قادة وعناصر حماس في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله قبل هذا الاغتيال كان هناك عدة أمور لابد من التطرق لها :

مغادرة البارجة البحرية الحربية الأكبر في العالم (جيرالد فورد) تعبيرا عن الاستياء الأميركي من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي كما اوردت العديد من التصريحات .

انسحاب خمس ألوية من شمال قطاع غزة بعد ان منيت بخسائر كبيرة في عديد القوات وعتادها وعدتها، هذا القرار أتى في إطار إطلاق المرحلة الثالثة من الحرب والتحول إلى عمليات أكثر استهدافا ضد المقاومة على زعم القيادة العسكرية والأمنية في جيش الاحتلال.

الاجتماعات في القاهرة حيث توجهت وفود من فصائل المقاومة لبحث المبادرة المصرية لعقد هدنة طويلة الأمد، في ظل تمسك كل من طرفي الصراع بشروط لا تلتقي.

تصريح حسن نصرالله الذي هدد بالرد فيما إذا تم استهداف اي من القادة او المواطنين أياً كانوا على الارض اللبنانية وان الرد سيكون قوياً حيث جاء الخطاب قبل عملية الاغتيال .

الانتقال في حرب غزة إلى المرحلة الثالثة كما يدعوا القادة العسكريين في المجلس العسكري، بالرغم من معارضة نتنياهو، وهي المرحلة التي يرفض الجميع التحدث بها، والتي يعتقد انها حاجز امني عسكري دائم على طول الحدود منتظرين الاتفاق مع مصر على محور فيلادلفيا.

التصريحات المتكررة إلى قتل قادة المقاومة وخاصة قادة حماس لأكثر من مرة وفي اي مكان وعلى اي ارض، وذلك بعد الفشل الذريع في تحقيق احد اهداف الحرب الا وهو استهداف قادة حماس في داخل غزة ..

عدم تحقيق اي من اهداف الحرب المعلنة في غزة والبحث عن صورة نصر، فكان القرار في الكابنيت العسكري للخروج من هذا المأزق هي الجبهة الأقرب والأخطر بعد غزة، الجبهة الشمالية مع لبنان والتي فتحت على وتيرة واحدة من بداية الحرب حتى قبل اسبوع من الاغتيال فقد زادت حدة المواجهات في تصعيد واضح .

تخفيف من حدة الاختناق والحنق الداخلي في إسرائيل الذي يتدحرج الى الازدياد بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لاعادة الاسرى، واتساع هوة الخلاف وتعميقه فيما بين القيادات السياسية والعسكرية..

التهديدات المتتالية من القادة العسكريين والسياسيين لحزب الله في لبنان وبشكل صريح انه في حال الانتهاء من غزة سيتم التوجه فوراً إلى جنوب لبنان.

كل هذه البيئة المحتدمة والجاذبة لاتساع رقعة الحرب، وطول امد الحرب في غزة، والخسائر الكبيرة التي مني بها جيش الاحتلال، وصراع السلطة في اسرائيل، ومحاولة كيل الاتهامات وتحميل المسؤولية من قبل القيادة السياسية للقيادة العسكرية.. والضغط العالمي والدولي أدت إلى البدء بتنفيذ سياسة الاغتيالات خارج أرض المعركة، وفي حاضنة عدو تقليدي كحزب الله وفي دولة مختلفة وجبهة مختلفة.

إذا نحن امام حالة من التأزيم في الموقف العسكري، واحتمالية رد من حزب الله والذي إذا استكان ولم يرد فسيكون في موقف محرج جداً وخاصة ان عملية الاغتيال تمت في معقل بيته (الضاحية الجنوبية) وهذا ينذر باتساع رقعة الصراع المحدود، ومخرج او انحلال تدريجي من مستنقع غزة .. وبهدف خلط الأوراق وتضارب الاتهامات وتداخل المعطيات السياسية والتي اصبحت مكشوفة لا تنطلي على المفكرين والمثقفين والسياسيين والمحللين وحتى على الشعوب، بعد ان تكشفت الحقائق بعد السابع من اكتوبر.

هدف اسرائيل تدويل الحرب واتساع رقعة الصراع، من اجل ابقاء ادوات الردع الامريكي، ومن اجل الخروج من الحرب منتصرة، وضمان لها من العالم الغربي للانفلات من تداعيات الخرق الواضح للحرب في غزة، وكذلك تخفيف من حدة اتساع المطالبة العالمية بحل الدولتين والذي بات يشكل اصطفاف دولي ضاغط على اسرائيل وهي ترفض ذلك جملة وتفصيلا، وكذلك وجدت اسرائيل نفسها انها معزولة ومتهمة بعدم الانصياع لقرارات الامم المتحدة المطالبة بوقف الحرب وإحراج الجانب الامريكي باستخدام حق النقض الفيتو.. امام دول اصبحت تلوح بالعصا في وجه السياسة الامريكية..

لذلك أتوقع ولعدم اعطاء ذريعة لإسرائيل، فإن الصراع سيبقى محدوداً وان كان الرد لحزب الله لن يصل إلى إعلان حرب شاملة على اسرائيل.

أخيراً نحن امام عملية اغتيال لقيادات مقاومة مشروعة مؤمنة بالله نذرت نفسها ان تقاوم الظلم والقهر والاحتلال والاغتصاب دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وعن المقدسات الاسلامية والمسجد الاقصى اولى القبلتين والذي شد له الرحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بشد الرحال اليه .. هذا الاغتيال على يد دولة مجرمة مغتصبة محتلة جبانة، متمردة على كل العالم في ظل صمت عربي ودولي مخيف على بلطجات هذا الكيان المجرمة.

* العميد الركن المتقاعد صالح الشرّاب العبادي/ كاتب ومحلل شؤون عسكرية سياسية..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :