وقاحة إسرائيل ''من يحكم غزة''
د. حمزة الشيخ حسين
02-01-2024 07:55 AM
قادة إسرائيل تهيئُ الرأي العام الدولي إلى ترتيبات مختلفة في غزة معتبرة نفسها الطرف المنتصر حيث تريد تدمير غزة وقتل سكانها الفلسطينيين وتعيين إدارة لحكم غزة من قبِلها أو تنال موافقتها مسبقاً ، وتسعى بكل ما أؤتيت من قوة وعزم أن تجعل عام 2024 غزةَ من دون « مقاومة »، ورفض الدعوة إلى وقف الحرب. تكتفي حالياً بالتفاوض على حلّ القضايا المستعجلة، مثل إكمال إطلاق سراحِ ما تبقَّى من الرهائن، وتقديم العون العلاجي والإغاثي الصوري لغزة ثم النقاش على حلّ يجعل غزة مثل الضفة الغربية.
والخيار، الذي على الأرجح الذي لن يجد قبولاً عند طرفي الحرب، هو ضمُّ المقاومة إلى كيان السلطة الفلسطينية في رام الله ، وتكليف السلطة حينها بإدارة غزة أمنياً، وإدارياً، ومالياً. المكاسب من هذا الاندماج تجنب النزاع المحتمل لاحقاً بين الفلسطينيين على إدارة غزة، وضمان رضا مناصري «المقاومة » في قطاع غزة على تولي سلطة رام الله. لكن هناك يوجد عداءٌ مستحكمٌ بين «فتح» و« والمقاومة الإسلامية »؛ «فتح» حركة نضال وطنية تُؤمن بالحل السلمي مع إسرائيل و«المقاومة » تؤمن مع الحل العسكري لكون إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاقيات سلام بين الطرفين.
إسرائيل أعلنت أنها هذه المرة لا تنوي الخروج من غزة حتى لو رحلت «المقاومة »، وستعيد احتلالَ القطاع وإدارته بنفسها ، كما كانت تفعل في الماضي. لكن في الواقع، الذي سيصرخ متأخراً هو من سيقرّر كيفَ تنتهي الحرب ومن سيحكم غزة .
نرى اليوم وقد قاربت الحرب الإسرائيلية على غزة بيومها ٨٣ .والتي فشلت إسرائيل في تحقيق أهداف العملية العسكرية لها، والتي كانت أهداف "تبدو غير واقعية".
والتي استخدمت فيها القوة النارية الهائلة والخبرة القتالية للجيش الإسرائيلي، لتدمير حركة المقاومة في غزة والتي يتراوح عدد مقاتليها بين 30– 40 ألف مقاتل ومثلهم من الإحتياط ، لكن ما يُعقّد المشهد لإسرائيل هو المساحة المحدودة جداً لمنطقة العمليات العسكرية البرية في قطاع غزة.لهذا كان الحل الوحيد للجيش الإسرائيلي للوصول إلى مقاتلي حماس الذين يعملون تحت الأرض هو قصف كل شيء فوقهم ''سياسة الأرض المحروقة ''. لكن بعد كل هذا لم تستطع آلة الحرب الإسرائيلية أن تفعل شيئا أمام صمود الفلسطينيين في غزة .
اليوم تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلاً عن قادة جيش الاحتلال الذين كانوا على رأس قيادة الجيش ، والموساد الإسرائيلي أنه لا يمكن قهر قوات المقاومة الفلسطينية وأن نتنياهو يحاول إخفاء الفشل الذريع الذي حصل آبان يوم ٧ أكتوبر الماضي ، وهزيمة جيشه شر هزيمة ويحاول إطالة أمد الحرب حتى يبتعد عن المحاكمة التي تنتظره في إسرائيل بتهم فساد سابقة ، وسيكون هناك تُهمّ أخرى له تتعلق بما حدث لإسرائيل في هجوم السابع من أكتوبر ، وأنه هو المسؤول عن ذلك وتقصيره في حماية إسرائيل لهذا يحاول تمرير كذب مستمر إعلامي عن أنه سوف ينهي المقاومة الفلسطينية في غزة ويعيد السيطرة على غزة بإدارة مدنية إسرائيلية ، وكأنه أنتصر في هذه الحرب التي ليومنا هذا لم يحقق الجيش الإسرائيلي أي إنجاز ميداني حقيقي سوى تدمير البنى التحتية للمباني السكنية في غزة يقابله فشل عسكري أمام المقاومة الفلسطينية.