ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني (2)
اللواء المتقاعد مروان العمد
31-12-2023 05:08 PM
واتابع حديثي اللامعقول عن الديمقراطية الإسرائيلية و الارهاب الفلسطيني . وكنت في القسم الاول منه قد وصلت الى حادثة طوفان الاقصي ، في السابع من اكتوبر عام 2023 . ولكني لن اتحدث الآن عن تفاصيل ما حصل في ذلك اليوم ، لان له مكان آخر ، ضمن حديث شامل كتبت معظمه ، و لم انجزه كله في انتظار نهاية الحكاية .
ولكني اقول ان احداث هذا اليوم لم تكن هي البداية . ولا الخمسة والخمسين عاماً الماضية ( احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ) هي البداية . ولا الخمسة وسبعين عاماً الماضية ( اعلان قيام دولة إسرائيل ، و وقوع عام النكبة ) هي البداية . ولا المائة عام الماضية ( صدور وعد بلفور ) هي البداية . ولكن البداية هي قبل ذلك بكثير . وتعود الى زمن سيدنا نوح واولاده .حيث نسبت الشعوب التي استوطنت في الجزيرة العربية ، وبلاد الرافدين ( العراق ) وسورية ولبنان والاردن وفلسطين ، بالإضافة الى اهل اليمن وحضرموت والبحرين الى سام بن نوح الذي سمي بابو العرب ، في حين سميت هده الشعوب بالسامية . وعندما ظهرت الديانة اليهودية اعتنقها بعض الساميين . وعند ظهور الديانة المسيحية اعتنقها الكثير من الساميين . وعند ظهر الاسلام اعتنقه باقي سكانها من الساميين . ثم اعتنق اخرون من شعوب العالم الديانات الثلاث وبنسب متفاوتة . الا ان يهود الجزيرة العربية كادوا للدين الاسلامي ، وتحالفوا مع كفار قريش لمحاربة رسول الله ، وحاولوا قتله ، مما جعله يحاربهم ويخرجهم من الجزيرة العربية . اما المسيحيين فقد اعتنق بعضهم الاسلام ، وبقي بعضهم على دينهم معززين مكرمين محافظين على كنائسهم ، وعلى شعائرهم الدينية . وقبل ان استكمل حديثي اشير الى ان بعض حاخامات اليهود ، ونتيجة لعدائهم للفينيقيين واهل العراق والشام ، افتوا بان هذه الشعوب ليست سامية بل تنسب الى حام بن نوح ، والذي هو في الحقيقة ابو الاحباش والسودان وافريقيا بشكل عام ، في حين ينسب العجم والترك والخزر والفرس والروم والشعوب الغربية فيما بعد الى يافث بن نوح . وحصر هولاء الحاخامات السامية باليهود ، وجعلوا منها عرقاً خاصاً بهم ، ينتسب اليها كل من يعتنق اليهودية من اي جنس او لون . وذلك على خلاف ما اجمع عليه الباحثين والمؤرخين . ولذلك يرفض الكثير من رجال الدين اليهود في العصر الحدث إجراء فحص ال DNA كوسيلة لاثبات الاصل اليهودي . ورغم ذلك بقي اليهود يعيشون في ارض العرب الساميون وكجزء منهم ، ويمارسون شعائرهم الدينية ، ويحتفظون باماكن عباداتهم . وليس ادل على ذلك من يهود العراق وتونس والمغرب .
وذلك على عكس ما تعرض له اليهود في بلاد الغرب التي انتشروا فيها ، فقد كانوا منبوذين ويعاملون اسوء معاملة ، ويعيشون على الاغلب في معازل منفصلة عن سكان البلاد التي يعيشون فيها ، سميت الغيتو او احياء اليهود . والتي كانت كابوس حياتهم وتاريخهم الاسود ، واول ما اقيمت هذه المعازل كانت في مدينة البندقية بتاريخ 1516 ، وانتشرت هذه المعازل بعد ذلك في الكثير من الدول الاوروبية . وقد عانا اليهود في هذه المعازل الجوع و الفقر ، وانتشار الاوبئة والامراض بينهم . والتي كانت حجة الدول الغربية لوضعهم بها خوفاً من انتشار هذه الامراض بينهم . وكانت آخر هذه المعازل هو الذي اقامته السلطات الالمانية النازية لليهود في بولندا عام 1939 . وكان اليهود ملزمين على وضع علامات تميزهم عن غيرهم . كما كانت تطلق عليهم ابشع الاوصاف والاهانات في الدول التي عاشوا فيها . كما عانوا من عمليات الترحيل ، والمذابح والحرق وهم احياء .حيث طردوا من فرنسا عام 1080 . ومن التشيك 1098 ومن كييفان روس 1113. وفي نفس العام ارتكبت مذبحة كييف . وفي 1147 طردوا من فرنسا . وفي 1171 من ايطاليا . وفي الاعوام 1188 و 1198 و 1290 من انجلترا مع اعدام مئة شخص منهم . وفي 1298 من سويسرا . وفي 1306 من فرنسا مع احراق 3000 منهم احياء . وفي 1360 من المجر . وفي 1391 من اسبانيا مع اعدام 35000 وحرق 5000 منهم احياء . وفي 1394 من فرنسا . وفي 1407 من بولندا .وفي 1492 من اسبانيا مع منع دخولهم اليها . وفي 1492 من صقلية . وفي 1495 من ليتوانيا وكييف . وفي 1496 من البرتغال . وفي 1510 من انجلترا . وفي 1516 من البرتغال . وفي عام 1516 صدر قانون في صقلية يسمح لهم بالعيش قي احياء اليهود فقط . وفي عام 1541 من النمسا . وفي عام 1555 من البرتغال . وفي نفس العام صدر قانون في روما يسمح لهم بالعيش بالاحياء اليهودية فقط . وفي عام 1567 من إيطاليا . وفي 1570 من المانيا . وفي 1580 من نوففورود / روسيا القيصرية على يد ايفان الرهيب ، حيث قام بإغراقهم . وفي عام 1592 من فرنسا . وفي عام 1616 من سويسرا . وفي 1629 من اسبانيا والبرتغال ( على زمن فيليب الرابع ) . وفي 1634 من سويسرا ، وتكرر ذلك في 1655. وفي 1660 من كييف . وفي 1701 من سويسرا بمرسوم من فيليب الخامس . وفي 1806 تم انذارهم بالطرد من قبل نابليون . وفي 1828 طردوا من كييف ، وفي 1933 من المانيا . في 1939 اندلعت الحرب العالمية الثانية ، والتي استمرت حتى عام 1945 حيث تم ارتكاب ابادات جماعية بحق اليهود والغجر ، وذوي الإعاقات ، والمثليين ، والمعارضين السياسيين بعد وضعهم في معازل خاصة بهم ، والتي سميت الهلوكوست او المحرقة . واطلق عليها اليهود معاداة السامية ، علماً انه في تصنيف هتلر لدول العالم ،. وضع العرب الساميين في آخر السلم وبعد اليهود والافارقة ، ولكنه لم يمارس العداء والابادة معهم ، بالرغم من انهم انضموا للحلفاء في محاربة دول المحور ، ومع ان ملايين البشر تعرضوا لمذابح في كمبوديا ، ورواندا ، والبوسنة ، ودارفور وغيرها ، كما تعرضوا للقتل على اساس عرقي دون ان يكونوا ساميين .
هذا تاريخ اليهود في اوروبا والغرب الذي هو من عاداهم ، ومارس اللاسامية معهم ، اما في اميركا فيكفي ان نذكر وصية جورج واشنطن / اول رئيس للولايات المتحدة ومحقق الاستقلال ، حيث ترك وصية للشعب الامريكي يحذرهم فيها من التعامل مع اليهود او الثقة بهم ، وانهم سوف يسيطرون على الاقتصاد والمال و يسخرونه لخدمتهم . وكما وردت نبوئة الرئيس الامريكي بنيامين فرانكلن محرر العبيد . والذي حذر من مخاطر اليهود على اميركا ، وانه اذا لم يتم وضع حد لهم ،فسوف يتحول الامريكيين لعاملين في مزارع اليهود . مع انه ظهر من ينفي انه قال ذلك . ثم جاء بنيامين هاريسون فريدمان رجل الاعمال والسياسي الامريكي ذي الاصول اليهودية ، والمعادي لليهودية والصهيونية والماسونية والشيوعية ، والمدافع عن الدول العربية والحقوق الفلسطينية ، وما ورد في خطبته عن اليهود ، والتي القاها في عام 1961 . في حين انه لم يتم اسائة التعامل معهم من قبل اي دولة عربية . بل على العكس فقد تم استقبال الهاربين منهم من دول الغرب احسن استقبال ، بما فيها فلسطين والفلسطينيون والذين دفعوا اثمان وعواقب كل ما فعله الغرب بهم .
يتبع