facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا عزاء للحاقدين والسفهاء المشككين


د.مخلد البكر
31-12-2023 11:19 AM

بالامس وانا اتابع ما ينشر هنا وهناك على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، كغيري من الاردنيين، الذين - ومنذ السابع من اكتوبر - وهم لا يتركون شاردة ولا واردة حول ما يجري للاهل في قطاع غزة من حرب ابادة وعقاب جماعي غير مسبوق بتاريخ البشرية، الا وتابعوه، والسنتهم تلهج بالدعاء لاهلنا هناك بان يحميهم الله وينصرهم و يثبت اقدامهم، وهذه مشاعر انسانية طبيعية تراها تصدر من كل الشعوب والامم بغض النظر عن اعراقهم واديانهم، اما نحن في الاردن فلنا خصوصية عن باقي الشعوب، فالعلاقة التاريخية بين الشعبين وخصوصية الالتصاق الجغرافي وعلاقات المصاهرة والدم بيننا، تجعلنا الاقرب الى الوجع الفلسطيني، والجرح الغزي النازف.

وفي خضم سيل الفيديوهات التي تصلنا، وقعت عيناي على فيديو قصير من احدى مسيرات عمان، لشاب يحمله احدهم على اكتافه، يجلد هذا الوطن بلا رحمة بشعارات يرددها بدم بارد، وكأنه بطل قومي وحامي حمى القضية، ويعيدها من بعده مجموعة من الغوغاء بلا وعي او ادراك للحقيقة، ومن اصواتهم يبدو ان عددهم لا يتعدى العشرون شخصا جلهم من النساء (والفيديو لا زالت محتقظا به).

ماذا يردد هذا الارعن؟؟ وماذا يقول؟؟، وكيف ارتأى ان ينفث سمه؟؟ لقد شعرت بالالم والحزن والقهر مما سمعته، وانا هنا ساكتب ما قاله بالضبط بين قوسين:(يحكى ان كان يا مكان ، الخضرة طلعت من عمان، فكرنا ارسلتوها لغزة، طلعت دعم للكيان) ثم يستكمل شعاراته (لا تقلي امن وامان، وانت بتحمي بالكيان).

وهنا دعونا نتوقف عند هذين الشعارين لأن لغطا كبيرا احاط بموضوع تصدير الخضار والفواكه الى الكيان الصهيوني، اثناء الحرب الدائرة على غزة، وكنت اتمنى على الحكومة ان تخرج للناس لتوضح لهم ان هذه القضية مرتبطة بسلوك التجار لا بتوجه حكومي رسمي، فتجارة الخضار والفواكه هي من صميم اعمال القطاع الخاص، وهو مجال ينشط به كثير من المواطنين، والدولة او الحكومة لا تمارس اعمالا تجارية من هذا النوع من التصدير من اختصاص تجار القطاع الزراعي، كما انه لا يمكن للحكومة ان تمنع تاجرا عن ممارسة اعماله طالما انها تمر بالاطر القانونية.

وعليه كان حريا بالمتشدقين باتهام الاردن بدعم الكيان الصهيوني ان يعوا ان من يقوم بهذه الاعمال هم تجار الحروب الذين يريدون الاثراء على انقاض غزة ودماء اطفالها ونسائها والمدنيين فيها، لا بل ان اؤلئك الذين كانوا يرددون ما كان يردده هذا الاهوج لو علموا باسماء التجار واسماء عائلاتهم لصمتوا للابد، وخجلوا من انفسهم، وما خرجوا في مسيرة ابدا، فالاردنيون اصحاب الغيرة والحمية المتمترسين خلف ارثهم الوطني وقيمهم الدينية المعتزين بقوميتهم المدافعين دوما عن قضية العرب والمسلمين الاولى "فلسطين الحبيبة" ما كانوا يوما الا داعمين للاهل في فلسطين، وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية، فلا القيادة الهاشمية قصرت ولا الشعب الاردني نسي اخوته هناك، وتاريخ الاردن والاردنيين لا يحتاج الى دليل او براهين.

هذا الشعب الاردني العظيم الذي انجب كايد مفلح العبيدات، أول شهيد أردني على أرض فلسطين عام 1920، وأحد قادة الحركة الوطنية الأردنية التي تنبهت للخطر الصهيوني ورفضت وعد بلفور وناهضت استيطان اليهود في فلسطين.

وهو هو ذات الشعب الذي قدم قائدا عسكريا بحجم محمد حمد الحنيطي، الذي تحدث عنه المؤرخ الفلسطيني الحيفاوي جوني منصور وكان مما قاله : (أن حكاية حيفا مع الحنيطي يجب أن يعلمها القاصي والداني) وهو هنا يشير الى شجاعته وبطولته وصدق انتمائه، قبل ان يرتقي شهيدا بكمين لعصابات اليهود في السابع عشر من آذار 1948، وقافلة يطول ذكرها من اسود الاردن الذين رووا تراب فلسطين بدمائهم الزكية ، واشاوس جيشه هم اول من هزم جيش الكيان في معركة الكرامة التي استردت كرامة الامة بعد عام من نكسة 1967.

وهو الشعب الذي ورث مبادىء الثورة العربية الكبرى، التي يرقد مطلق رصاصتها الاولى على ثرى القدس الشريف، وعلى ابواب اقصاها استشهد الملك المؤسس عبدالله الاول.

وبالمناسبة وحتى نضع النقاط على الحروف، فان البعض قد فضح هؤلاء التجار ونشر اسماءهم مرفقا معها كل الادلة والبراهين التي تؤكد صدقيتها، كالعلامة التجارية والرخص القانونية والسجل التجاري وتاريخ التصدير وحتى صورهم، وضجت مواقع التواصل بكل هذه الحيثيات والتفاصيل، فاصبح الجميع يعرفهم ويعرف اصولهم ومنابتهم ولاي العائلات ينتسبون، وهنا استذكر بيت الشعر الشهير للامام الشافعي الذي يقول في صدره نعيب زماننا و العيب فينا، وهو ما ينطبق حرفيا على هذا الموقف.

ولا ادري كيف ربط هذا الجهبذ بين نعمة الامن والامان التي اسبغ الله بها على شعب هذا البلد، بحماية الكيان الصهيوني، وكيف لتلك الثلة ان تردد من خلفه هكذا شعارات غبية، بلا ادنى مسؤولية او حتى فهم لما يقولون، وكأن الغاية هي فقط جلد الاردن، والتشكيك بمواقفه، والعبث بقصد او بغير قصد بوحدة نسيجه المجتمعي، عبر نثر بذور الفرقة بين مكونات مجتمعه الطيب.

اننا في الاردن قيادة وحكومة وشعبا صامدين وثابتين على موقفنا الداعم لحقوق اهلنا في فلسطين، ولن يضيرنا نباح البعض، الذي بشعاراته هذه يضرب وحدتنا الوطنية في مرحلة عصيبة تمر بها الامة، ولحظة حرجة وفارقة تحتاج منا رص الصفوف ونبذ كل صوت خارج عن المنطق، ولن نسمح لاي كان ان يستغل هامش الحرية المتاح من اجل النيل من اردننا، فالاردن واستقراره وحماية وحدته الوطنية مسؤولية الجميع، الامر الذي يقتضي الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التلاعب بمشاعر الناس عبر بث الاكاذيب ونشر الاشاعات والتقليل من شأن هذا الوطن، الذي عاهدنا الله ان نحميه بالمهج، فكفوا عن ترهاتكم واتركوا سخافاتكم بعيدا عنا، فما عدنا نطبق سماع مثل هذه الاصوات الشاذة التي لا تتقن سوى زرع الفتنة بين البسطاء، فكيف يقبل العقلاء ان يتقدم مسيرتهم ايا كان، من التافهين والجهلة؟.

حمى الله الاردن، وشعبه وقيادته، ليبقى واحة أمن وأمان رغم أنف كل من يريد بهذا الوطن سوءا، ولا عزاء للحاقدين والسفهاء المشككين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :