«ميداني غزة» بصمة حبّ أردنية لأهل القطاع
نيفين عبد الهادي
31-12-2023 12:06 AM
لا لغة فيها، إلاّ في حقائق مجسدة على أرض الواقع في مواقف وإجراءات يقدّمها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، للأهل في غزة، بشكل يملسه الغزيون على أرض الواقع ممثلا في مساعدات لم تتوقف، وفتح باب جديد يمكن من خلاله دوام هذه المساعدات دون توقف، من خلال جهود بُذلت لفتح معبر كرم أبو سالم، ليبقى خط العون والمساعدة يسير على درب الخير الأردني دون توقف.
وبالطبع في الحديث عن الموقف الأردني، يجب الوقوف أمام عظمة الإنجاز في وجود المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية، لتقدّم خدمات صحية وطبية على مدار الساعة، دون توقف، ودون إجازات وعطل، مستقبلة مرضى وجرحى، ناهيك عن إجراء العمليات الجراحية، ما يجعل منها رئة يتنفس منها الأهل في غزة وقد تقطّعت بهم سبل الحياة، بل سُبل الأمل في الحياة، وغدت الحاجة الصحية والطبية هي الأهم والأكثر الحاحا في حياتهم.
اليوم يوجد في غزة مستشفيان ميدانيان أردنيان، يعمل بهما نشميات ونشامى الخدمات الطبية الملكية، يقدمون رسالة هي الأعظم والأكثر واقعية بين كل رسائل الدعم لأهلنا في غزة، ليكونوا هم الجنسية الوحيدة غير «الغزية» في غزة، فلا يوجد اليوم في غزة سوى الجنسية الفلسطينية والأخرى أردنية، كما هو الأردن الداعم الحقيقي للأهل في غزة وفلسطين، يعيش معهم واقع الحال بواقعية وعملية، عملا لا قولا، يبتعدون عن زخرف القول، ويقتربون من تقديم السند والعون الصحي والطبي لأهل غزة، وهو بالمناسبة أكثر ما يحتاجونه بعدما لحق تدمير كامل بقطاع الصحة في غزة أخرج النسبة الأكبر من مستشفياتها عن الخدمة.
نشامى المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 في غزة، قدّموا الخدمات الطبية والعلاجية للجرحى والمصابين، جراء القصف الإسرائيلي المستعر على جنوب قطاع غزة، حيث تعاملت الطواقم الطبية في المستشفى منذ اليوم الأول لبدء المهمة وحتى نهاية الأسبوع الماضي مع 21043 حالة، وأجرت 3681 عملية ما بين كبرى وصغرى شملت الجروح والحروق واستئصال الشظايا، وعمليات جراحة الدماغ والأعصاب والكسور المعقدة، وجراحة الوجه والفكين والتجميل، وجراحة الأوردة الدموية والشرايين.
هذه الأرقام تحكي عظمة الرسالة التي يقوم بها المستشفى، علما بأن المستشفى الميداني/1 ما يزال يعمل ويفتح أبوابه لكل من يلجأ له طبيا، لتعكس هذه الأرقام حقيقة عظمة الدور الأردني الحقيقي في غزة، ومدّ يد العون والسند بعملية، فهو الأردن الذي يحضر من خلال المستشفى مقدما كل ما يحتاجه القطاع من علاجات وخدمات صحية، واستقبال حالات ولادة وأطفال خداج، وذلك في إطار الجهود المستمرة من قبل نشامى المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 للتخفيف من معاناة الأهل في غزة في ظل شح المواد الطبية والعلاجية التي تعاني منها مستشفيات قطاع غزة.
عمل انساني يقدّمه نشامى المستشفى الميداني طبي صحي، حافل بعطاء حقيقي، زاخر بالفعل المهني العالي والخبرات الاستثنائية، ثري بالأخوّة التي تحكي قصة توأمة أردنية فلسطينية لا تشبه أي علاقات على هذه المعمورة، يتدفق بواقع يدفعك لقناعة مؤكدة بأن الأردن هو السند الحقيقي للأهل في غزة، بل هو الذي يقف بكتفهم بقوّة القلب والعقل، وما المستشفى الميداني ودوره الإنساني الصحي والطبي، الذي يحتاجه الغزيون أكثر من أي احتياجات أخرى، سوى بصمة أردنية تؤكد ثوابت الوطن حيال فلسطين وغزة، بصمة حبّ أردنية في غزة.
"الدستور"