استقالات الوزراء .. مسؤولية أدبية
30-07-2007 03:00 AM
قد تكون الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة بإقالة وزيرين من أعضاءها بادرة كان لها أصداءها في الرأي العام حيث لاقت هذه الخطوة إرتياحا شعبيا عارما شعر فيه الأردنيون أنهم أغلى ما يملك هذا الوطن . إلا أن سؤالا مهما يجب أن يتم طرحه سؤال لا هث لاهب كحرارة موجة الحر التي مرت بها البلاد في اليومين الأخيرين ألا وهو ما هي معايير المسؤولية الأدبية التي يتوجب على الوزراء الإنصياع لها في حال حدوث أمر جلل في عمل وزاراتهم ؟ هل هذه المعايير ترضخ لمدى حساسسية الوزير نفسه أم أنها ترجع لقرارات عليا يفرضها صانع القرار ؟ أم أن هذه المعايير تعود لحجم المشكلة التي تقع ؟ وبالإجابة على هذه الأسئلة جميعا نجد أنها جميعا صحيحة فالوزراء المستقيلون هم ذوو حس وطني عالي جعلهم يتبنون مسؤولية أدبية حول ما وقع في عمل وزاراتهم . كما وأن صانع القرار في الدولة حريص هو الآخر على أبناء هذا الوطن علاوة على أن ما حدث في المنشية هو أمر جلل استدعى أن تلتقي المعايير جميعا وتخرج الحكومة الرشيدة بهذا القرار الجرئ .
بيد أن هناك سؤال آخر هل هذه المعايير صالحة لكل زمان ومكان ؟ هنا يتوقف القلم وتتبخر الكلمات فإجابة هذا السؤال قد تكون صعبة جدا خاصة وأن وزيرا من وزراء هذه الحكومة تعرضت وزارته قبل عامين تماما لأمر جلل مماثل فلماذا لم تخرج الحكومة أنذاك بالنتيجة ذاتها . أم أن الأجيال ودمارها لم يعد يشكل لدينا شيئا . فما حدث في منشية بني حسن ناتج عن خطأ بشري قد يكون مرتبطا بعدم الدراية أو الإهمال وعندما يتم تمرير قضية تسريب أسئلة الثانوية العامة قبل سنتين دونما مسؤولية أدبية للوزير فإننا نجانب الصواب فلعل الخطأ البشري الذي حدث في منشية بني حسن كان ناتجا عن أحد الطلبة الذي تسربت لهم اسئلة الثانوية العامة فحصل على علامة لا يستحقها منحته فرصة الإلتحاق ببرنامج أكاديمي له علاقة بمعالجة المياه ولأنه من المدخلات الأكاديمية السيئة كانت النتيجة كارثة صحية تضرب قرية من قرى وطننا الحبيب .
إن الإهتمام بترية الجيل هي قضية أهم من حادث طارئ يحدث في قرية ما فعندما نضبط المدخلات والمخرجات ونؤهل أبنائنا بشكل جيد فإننا نمنع أن تحدث مثل هذه الكارثة الصحية مرة أخرى وهنا فإن ما حدث قبل سنتين من تسريب لأسئلة الثانوية العامة لا بد من التحقق فيما اذا كان له أثر في التسبب بقضية منشية بني حسن أم لا ؟ وإذا ماتم اكتشاف أن أحد الطلبة المتقدمين لإمتحان الثانوية الذي تم تسريب اسئلته قبل عامين فلا بد وأن يتم استجواب وزير التربية والتعليم وإذا ماكن عاملا أو وزيرا فلا بد أن يتبنى مسؤولية أدبية تتناسب والحس الوطني الذي يتمتع به كل وزير أردني ولا بد وأن ينظر الجميع الى أن إعداد الأجيال هي مسؤولية وطنية أهم بكثير من أي حادث عارض فالأجيال المؤهلة هي القادرة على الحفاظ على الوطن ومكتسباته .