الحروب من الحصن: هذا عالم الأقوياء وعلينا أن نسلح أنفسنا بعوامل القوة .. وغزة أكبر درس
30-12-2023 07:35 PM
عمون - قالت الامين العام لحزب العمال في مهرجان لنصرة غزة نظمته عشيرة الحتاملة في الحصن، إن العالم الذي نعيش فيه هو عالم الأقوياء، وان البقاء للأقوى والأصلح، وطريق السلام بدون قوة تسنده ليس إلا أوهام، والعدو لا يجلس الى طاولة المفاوضات إلا بعد هزيمة واستشعار لقوة الخصم.
وعددت الحروب عناصر القوة التي ينبغي على المجتمعات العربية والإسلامية التحلي بها في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد الأمة كلها، مشيرة الى ضرورة تنقيح المناهج التربوية لتكون وطنية تربي النشء على الثقافة الإيجابية للأمة وميراثها الحضاري وتعيد بناء الإنسان بما يحقق قوة العقل والفكر والضمير واستقلالية التفكير في مواجهة ثقافة المستعمر الأجنبي التي سيطرت على عقول الأمة طيلة ثلاثة ارباع القرن.
واستشهدت الحروب بالإنجاز الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وكيف تمكنت من تحقيق نصر إعجازي تلاه صمود لا يقل إعجازا رغم حصارها ستة عشر عاما في غزة وانعدام الإمكانات في مواجهة أقوى جيش في الإقليم تدعمه قوى الاستعمار الحديث والقديم، وقالت إن إصلاح المجتمعات وتبديل واقعها من الهزيمة للانتصار يتطلب إعادة بناء الإنسان كما أعادت المقاومة بناء الإنسان في غزة.
كما اشارت الحروب الى ضرورة الاعتماد على الذات في اقتصادنا الوطني وإدارة الموارد الطبيعية والبشرية بكفاءة وضمن سلم الاولويات واستعادة العقول المهاجرة ليكون القرار السياسي لبلادنا العربية والإسلامية مستقلا، والاهتمام بصناعة الاسلحة بدلا من استيرادها، مؤكدة أنه لولا أن المقاومة تعتمد على نفسها في إنتاج السلاح لما حققت النصر والصمود الذي أذهلت به العالم، منتقدة شراء الدول العربية الطائرات من العدو وحلفائه في حين انهم يملكون اسرار التشغيل (blue print) وقادرون على تعطيل اي طائرة ان هي توجهت لضرب إسرائيل، وهو ما يجعل الاموال التي أنفقت على شراء هذه الطائرات في حكم المهدورة في ظل عجز الدول العربية والإسلامية عن توظيف سلاح الطيران ضد عدو الأمة.
كما أكدت الحروب على ضرورة تفعيل الجيش الشعبي ليكون أبناء الأمة قادرين على حمل السلاح والتفاعل مع التحديات الجسام التي تنتظرنا في هذا العقد، فعدونا كل مجتمعه مسلح وكل مجتمعه يخدم في الجيش إجباريا، وقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن لا مجال للسلام مع عدو إلغائي يعتبر أبناء هذه الأمة حيوانات بل وأدنى من الحيوانات ويهدد بأن يفعل بكل اطفال ونساء الامة ما فعله بأطفال غزة ونسائها، ويستعين بنصوص دينية يأمره فيها الرب بإبادة الشعوب عن بكرة أبيها ( اطفالا ورضع ونساء ورجالا) في الارض التي يعتبرها "شعب الله المختار" موعودة، مذكرة بأن هذه الارض التوراتيه الموعودة تشمل المنطقة الممتدة من النيل الى الفرات، بل إن المشروع الصهيوني يتجاوزها إلى المشرق العربي كله وصولا الى اليمن.
وأكدت الحروب على أهمية توظيف الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي التي باتت القوة الناعمة التي تحتل بها الدول وتهزم الجيوش قبل حتى خوض المعارك مشيرة إلى أن الادارة الامريكية في عهد بوش الابن كانت قد هزمت الأمة والشعب العراقي نفسيا قبل أن تحتل بغداد، وهو ما يحاول العدو الصهيوني اليوم إعادة إنتاجه في حرب غزة، ولكن هيهات، فإعلام المقاومة له بالمرصاد، لا سيما بعد ان تحول جميع أبناء الأمة وبناتها الى إعلاميين عبر صحافة المواطن، وتمكنوا من بث الحقائق والصور والفيديوهات التي تخفيها وسائل الإعلام الغربية عن شعوبها، الامر الذي أحدث تحولا كبيرا في الرأي العام العالمي لا سيما بين الشباب، وأصبح هذا الرأي العام ضاغطا على عواصم القرار التي يأتمر سياسيوها بأوامر الصهيونية واللوبي الإسرائيلي.
وشددت الحروب على أن حرب السابع من أكتوبر ستكون المقدمة لتحرير الأمة كلها وليس فلسطين وحدها، وستكون بداية الصحوة لدى كل شعوب العالم في مواجهة الهيمنة الصهيونية على القرار السياسي والمال والإعلام والأكاديميا، وأن ساعة إسرائيل الرملية قد قلبت ونهايتها قد بدأت، ولكن يلزمنا ان نتسلح بعوامل القوة لنتمكن من تحقيق النصر الذي هو حق وعدل في مواجهة مجرمي القرن الحادي والعشرين صناع الإرهاب ورعاته.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .