كلما مررت بتعليق يقدمة مراسل أردني على فضائية, او مراسل صحفي لوكالة أنباء أجنبية تذكرت حافظ الميرازي. فمن هو حافظ الميرازي ولماذا يخطر على البال بمثل هذه المواقف؟
حافظ الميرازي يا سادة يا كرام هو مذيعٍ لامع ومحاور فذ قدير لمع نجمه على قناة الجزيرة عندما كان يقدم برنامجه الشهير من واشنطن. لا أدري لماذا ترك الجزيرة ولكني اذكر ان توقيت خروجه منها كان متوافقاً مع تاريخ خروج هذه القناة من قلبي. ثم عاد هذا المذيع المصري للظهور على قناة العربية كمقدم لبرامجها من مصر العروبة. لقد سطر هذا المذيع حضوراً كبيراً على الإعلام الفضائي وخاصة إبان ثورة يناير المصرية وذلك لحرصه "كحافظ الميرازي" كواجهة لقناة العربية على التحدث مع كل الأطياف وليس طيفاً واحداً كما كانت تفعل القناة المنافسة !!
لكن هذا المذيع فجّر مفاجأة من العيار الثقيل على قناة العربية عرّى فيها كل هذه القنوات التي تأكل بثدييها. لقد قراء افتتاحيتين من جربدة الحياة والشرق الأوسط السعوديتين حول مصر والثورة والرئيس مبارك, وانتقل بعدها مباشرة ليتحدث عن الإعلام المهني المحايد بشكل عام وأشار انه لا يوجد ما يسمى بالإعلام المحايد واستشهد بذلك بالجزيرة والعربية وقال عندما يُسمح للحزيرة أن تتحدث بالشأن القطري ويسمح لها بانتقاد امير قطر, او عندما تسمح لنا العربية أن نناقش السياسة السعودية كما فعلت هاتان القناتان عندما تحدثتا عن مصر وشعبها ورئيسها, عندها فقط سنصدق حيادية الإعلام. قال: غداً سنناقش تأثير الثورة المصرية على الوضع بالسعودية, وسنرى ان كانت العربية ستسمح لنا بذلك, واذا لم تسمح "أستودعكم الله". وبدا وكأنه يودعنا, وهكذا كان فعلاً, لنسمع باليوم التالي عن إقالة أو استقالة الميرازي, وعدم بث الحلقة التي أخبرنا عنها.
لقد اثبت الأخ الميرازي أن المصري لا يقبل الا أن يكون مصرياً اذا جد الجد. وأنظرُ الى الدكتور فيصل القاسم فأجده سورياً, ولا يقبل ان يُمس بلده بسوء رغم أنه طايح بكل أنظمة خلق الله, فشعرتُ بالمرارة ليس خوفاً على حافظ الميرازي أن يموت من الجوع بعد أن ترك العربية, ولكن على الأردنيين من مراسلي القنوات الفضائيات الأجنبية أو الصحفيين من مراسلي القنوات الأخرى. ينتفض المصري لمصريته ,و يتجنب السوري الخوض بالشأن السوري كفيصل القاسم, وننتظر الى نرى مذيعاً أردنياً أو مراسلا أردنيا يرمي كمرته أو قلمه ويتنفض لأردنيته عندما يرى أو يسمع عن بلده يُشتم على تلك القناة أو الصحيفة. هل هذا مجرد حلم؟ لا بأس بذلك ودعوني أحلم بشيىء آخر على شكل سؤال؟؟ هل يمكن لجماعتنا أن يكونوا موضوعيين في نقل أخبار بلدهم إذا أصروا على العمل في تلك الأماكن؟ هل تشكل الحيادية عبئا ثقيلا عليهم؟ لماذا الإختباء خلف ما يسمى بالمهنية الإعلامية أو الصحفية اذا عاتبهم أحد أو لامهم على نقل هذه الصور عن بلدهم؟ هل سننتظر طويلا لنرى ذلك الحلم يتحقق؟
أستذكر جملة للرئيس صدام حسين رحمه الله عندما قال " اشو وكت تهتز الشوارب على اللي بصير بالأقصى" وأنا اقول اشوكت تهتز الشوارب على ما يجري من جَلد لهذا البلد على مذبح ما يسمى بالإعلام الحر. هل هو الخوف الوظيفي؟ هل نعتقد ان حافظ الميرازي لن يجد محطة ستختطفه.
متى سنشهد حافظ الميرازي الأردني؟ لقد طلب منا الكاتب أحمد حسن الزعبي بأحد مقالاته أن نستنسخ نسخة من العراقي عدنان حمد مدرب الفريق الوطني قبل أن يعود الى وطنه, فهل يحق لنا أن نطلب أن تستنسخ نسخة أو عدة نسخ من حافظ الميرازي قبل أن يختفي نموذج حافظ الميرازي من بين الإعلاميين؟؟
هل سننتظر طويلاً أيها السادة لنرى نموذج حافظ الميرازي أردنياً؟؟
آمل أن لا يطول انتظارنا
alkhatatbeh@hotmail.com