نتنياهو الوجه الثاني لهتلر
د.حسام العتوم
30-12-2023 10:16 AM
لقد سبقت الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان في مقالاتي التحليلية في وصف رئيس حزب الليكود المتطرف و رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتياهو بأدولف هتلر ، ومقالتي بعنوان " اللغة غير اللفظية بين نتنياهو و بايدن " بتاريخ 29/ 11 / 2023 احداها ، و يبدو لي بأن الرئيس التركي يقرأ مقالاتي أو هكذا أتصور . و بكل الأحوال يحق لأوردوغان وصف نتنياهو بهتلر بعد مجزرة غزة ضد الفلسطينيين المسالمين والذين نصفهم من الأطفال الأبرياء ، وتاريخ الأجرام الإسرائيلي بحق الفلسطينيين و العرب طويل يمتد لبدايات ظهور الأرهاب اليهودي على يد عصابات " شتيرن ، والهاغانا ، و الأرغون " قبل تأسيس إسرائيل و جيشها النازي . و لا يحق لنتنياهو مهاجمة أوردوغان في موضوع الأكراد لأنه داخلي تركي ، بينما نتنياهوو الليكود و إسرائيله محتلون لفلسطين و الأراضي العربية ، و لا يحق لهم الدفاع عن النفس أو اعلان الحرب . و أن أوان الغرب الأمريكي راعي العنجهية الإسرائيلية أن يدعوا لتفكيك مستعمرة إسرائيل المجرمة و ترحيلها الى حيث قدم يهودها ، من " باراذبيجان " الروسية ، و ليرسوا بهم الرحيل تماما كما رغب الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين عام 1950 الى القرم في البحر الأسود و سخالين على حدود اليابان ، أو الى ولاية ألاسكا الأمريكية التي باعها القيصر الروسي الكسند الثاني لأمريكا عام 1867 .
وهبة حماس في السابع من أكتوبر تحت شعار طوفان الأقصى – و التي هي حركة تحرر فلسطينية عربية إسلامية و أيدولوجيا ، و باقي فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة المفاجئة لكل العالم ، و المعدة بعناية محكمة و احتراف بوجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، الرابض فوق أرض فلسطين و الأراضي العربية منذ عامي 1948 و 1967 ، و اللمارس للنازية أمام عيون العالم ، ليسوا ارهابيين ، و ليس من حق الغرب ترديد الدعاية الإسرائيلية الرمادية السوداء المحرضة على الفلسطينيين و العرب أصحاب الأرض و القضية العادلة ونعتهم بالارهاب .
و لم تتحرك حماس من فراغ ، و الضغط يولد الأنفجار ، و جرائم إسرائيل متكررة ، ولقد طفح الكيل فعلا و لم تعد هناك مؤسسة سياسية أو قانونية دولية قادرة على حمايتهم . و لذلك نلاحظ حراكا مماثلا من طرف حزب الله اللبناني ، وصنوف المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني ، و المقاومة في الجولان – الهضبة العربية السورية ، ومن طرف حزب الله العراقي ، و من جهة الحوثيين ، و عيون ايران تتأهب و تراقب المشهد .
لم يشهد تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي وقوع جريمة و مجزرة إسرائيلية مشابهة لجريمة الحرب الكبرى التي اقترفتها إسرائيل بحق الفلسطينيين القاطنين في وطنهم و بيوتهم ،و لم يكونوا من حملة السلاح ، و فقط لأن مقاومتهم المدافعة عن حقوقهم التاريخية مثل حماس و الجهاد و غيرهم قرروا أن يكون السابع من أكتوبر 2023 منبرا لإعلاء صوتهم في زمن غياب الميزان الدولي بسبب انحياز الولايات المتحدة الأمريكية لجانب إسرائيل و تقاطر الغرب خلفها معصبا عيونه عن الحق و مقدما الباطل عليه . وما خسره الاحتلال الإسرائيلي سجل في صنوف العسكريين و المستوطنين غير الشرعيين ، و ارتقاء العدد الكبير من شهداء فلسطين في غزة بتعداد وصل الى 21 الفا نصفهم من الأطفال الأكثر براءة لم يشمل خسائر المقاومة الفلسطينية المحدودة . و شعار جمال عبد الناصر " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " سيبقى ماثلا ما لم يتحقق السلام العادل و الشامل الذي سيدفع بإسرائيل وحسب القانون و العرف الدولي الى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 على الأقل ، ولقيام دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ، و لتجميد الاستيطان اليهودي غير الشرعي ، و لضمانة حق العودة أولا . وحماس و الجهاد و باقي صنوف المقاومة الفلسطينية سيقبلون بهذا الشرط .
70% من شهداء غزة من الأطفال ، وهو عمل مقصود و جبان و مدان بحق إسرائيل ، و الهدف الأكبر حتى لا يصبحوا يوما مقاومة ، وماذا لو ذهب جيل الحديث الولادة الى السلام في عمق الزمن القادم ؟ ، و استهداف بيوت الله – الجوامع بحجم 192 مسجدا ،و مجزرة أصابت كنيسة الروم الأرثوذكس ، و استهداف مشافي ( القدس ، و النصر ، و العيون ، و الرنتيسي للأطفال ، و الأندونيسي ) ، و خروج 21 مشفى و 47 مركزا صحيا عن الخدمة ، وكلها أعمال إسرائيلية مقصودة ولم تتواجد حماس فيها التي تمتلك أنفاقا محمكة الإعداد تحت الارض و بمساحة تتجاوز 500 كيلومترا مربعا . و حرب الإبادة جارية من قبل إسرائيل بحق الفلسطينيين على قدم و ساق و يوميا و تحت مرأى العالم – بيت البشرية . و ثمة وجه شبه بين حرب ابادة هتلر ضد اليهود و حرب نتنياهو ضد الفلسطينيين بفارق أن عدد قتلى اليهود كان أكبر في محرقة " الهولوكوست " حسب ادعائهم ، بينما كانت المحرقة قد وجهت لكل المشاركين في الحرب العالمية الثانية و التي خسرتها النازية الهتلرية بوصول الجيش السوفيتي و قوات التحالف لبرلين و رفعهم للعلم السوفيتي فوق مبنى الرايخ – " البرلمان " عام 1945 .
لقد تسببت المحرقة اليهودية في تعاطف جوزيف ستالين مع اليهود ، و الدفع بهم الى فلسطين التاريخية بعدما كان قد قرر نقلهم الى القرم و سخالين ، و الان تستحق مستعمرة إسرائيل المجرمة بعد الكارثة التي تسببتها و لازالت تسببها بحق الفلسطينيين المسالمين ترحيلها الى خارج المنطقة كما ذكرت هنا أعلاه . ولقد بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 4695 معتقلا بالأضافة الى أكثر من عشرة الاف معتقل سابق ، و جميعهم يعاملون معاملة سيئة من قبل الاحتلال الإسرائيل ، بعكس حماس التي تعامل المعتقلين الإسرائيليين و الأجانب معاملة حسنة، و جميعهم يتواجدون لديها بشكل مؤقت و بهدف تحرير المعتقلين الفلسطينيين . و نقل إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين بشاحنات عسكرية من سجن الى أخر عراه جريمة حرب نازية متواصلة ، و تعذيب المعتقلين الفلسطينيين من سمة الاحتلال و حقوق الأنسان غائبة عن المشهد ، و لا سلطة حقيقية للأمم المتحدة ، و أن أوان اعادة هيكلة مجلس الأمن لكي لا تبقى الولايات المتحدة الأمريكية تنفرد بالفيتو لصالح الاحتلال الإسرائيلي ، وحتى الساعة بلغ تعداد ( الفيتو) الأمريكي الرافض لأدانة إسرائيل منذ عام 1947 - 47 مرة ، وهو مؤشر خطير على انحياز واحدة من أهم كبريات العالم .
ويقابل هذه المعادلة موقف واضح و شجاع و غير مجامل لإسرائيل تمثله روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين الذي وجه بلاده للمناداة عبر مجلس الأمن لوقف القتال في غزة فورا ، و هو الذي قوبل بفيتو أمريكي تسبب في احباط المبادرة الروسية ، و رمى الى تحقيق توجه إسرائيل بتصفية ليس حماس فقط كما تعتقد ، و هو الذي هو بعيد المنال ، و انما القضية الفلسطينية برمتها . و ذهبت روسيا لتقديم مساعدات انسانية للفلسطينيين في غزة شاركت فيها جمهورية الشيشان بقيادة رمضان أحمد قديروف .
و تميزت روسيا الداعية لترسيخ تعدد الاقطاب بالمقارنة مع أمريكا قائدة أحادية القطب بالأعتراف بحركات التحر العربية و العالمية على غرار الاتحاد السوفيتي السابق ، فبادرت بدعوة حماس و الجهاد و ايران ، و عرضت الوساطة بين إسرائيل التي صنعها الجيش السوفيتي و المؤثرة عليها بالحضور الديمغرافي اليهودي و الروسي وسطها و بما يزيد على المليون منهم وبين حماس بإعتبارها حركة تحرر عربية . و هو الأمر الذي دفع إسرائيل لتشتاط غضبا ، وفي نهاية المطاف الظلم ظلمات ، و لاصوت يستطيع أن يعلو على صوت الحق و الضمير ، و فلسطين باقية عربية ، و الحق العربي أن له أن يعود ، و الاحتلال زائل لا محالة حالة توحد الأمة العربية كما أراد لها ذلك ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه .