يبدو لي ان هناك كثيرين قد ابدوا سعادتهم بتقنية (الجيل الثالث) والتي بدأت معظم الشركات الخلوية بتقديمها ..
اذا كنا في الاردن نستخدم سماعة التلفون وكانت السيارات بشكل شبه يومي تتعانق مع عواميد الكهرباء وتتدحرج لقاع الوديان .. فاين سيجدها الدفاع المدني بعد ان نستخدم ايضا كاميرا التلفون?!! .
منذ استعمال اول تلفون فيما كان يعرف حينها بـ (الحفاية) ونحن لا نضيع جهدا باظهار "الفشخرة" .. واليوم اجد الامور قد تخرج عن نطاق السيطرة اذا ما وجدت التقنية الحديثة مكانا لها على (التابلو)!! .
هذه التقنية التي تتيح للمتصلين مشاهدة بعضهم بعضا .. قد يتطلب منا جميعا ايجاد بنية عائلية تكون مناسبة لاستخدامها .. فهناك خطورة لا يمكن تجاهلها اذا ما تم ادخال جهاز يعمل بهذه التقنية الى غرف المعيشة .. فتخيل مجرد ان يقوم احد الاطفال بالعبث بالجهاز .. وبالتالي القيام ببث حي ومباشر لمباراة العائلة على (سدر مقلوبة) .. حيث سيكون المتلقي للاتصال حينها سواء كان من العائلة او من خارجها تحت وقع مشاهد مؤثرة خاصة اذا ما كانت الكاميرا بزاوية مناسبة تظهر بوضوح كيفية قيام الابن الاصغر بـ "قرقطة" رقبة الجاجة .. او ان تظهر من زاوية اخرى الثقوب الموجودة في سروال الابن الاكبر .. وقد تأخذ الامور منحى اكثر خطورة اذا ما استطاعت الكاميرا التقاط "شخير" الوالد وبالتالي قد يطلب على الفور تدخل جمعيات حقوق الانسان التي قد تطالب باجراءات صارمة تجاه الوالد قد تهدد مستقبلا الاستقرار العائلي!!
سنجد الزوجة اكثر سعادة بهذه التقنية فاليوم اصبح بامكانها ان تتابع زوجها لحظة بلحظة .. وسيصبح الزوج غير قادر على تقديم الاعذار مثل: .. متأخر بالدوام .. الطريق مسكرة .. وذلك بوجود كاميرا تنقل تحركاته للزوجة وذلك حيا على الهواء مباشرة!!
اذا; هل هذه التقنية الجديدة (نعمة) ام (نقمة) .. سنترك تلك المسألة لحين معرفة كيفية استخدامها .. لكن الاهم الان كيف سيجد الازواج حلا لها دون المطالبة: الزوج يريد تلفون "الحفاية"!! .
salehabuarab@yahoo.com
(العرب اليوم)