facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غروب أحادية القطب وشروق تعدد الأقطاب


د.حسام العتوم
28-12-2023 10:06 AM

يغادر عام 2023 حاملاً هموما عالمية كبيرة في مقدمتها الحربين في أوكرانيا وفي غزة ، وكلاهما من نتاج أحادية القطب ويبقى الفعل وردة الفعل في قعر كل منهما مجرد تفاصيل ، فليست روسيا الاتحادية من بدأت الحرب في أوكرانيا عام 2022، ولا تعتبر حتى الساعة ما يجري في الدونباس وماجرى في القرم حربا بل عملية عسكرية خاصة تحريرية استباقية دفاعية ردا على مؤامرة الولايات المتحدة الأمريكية التي أحاكتها وسط جدران "البنتاغون والأيباك" ضدها عبر العاصمة الأوكرانية "كييف" عامي 2007 و 2014، وتقاطر الغرب خلفها من خلال ترتيب أوراق الثورات البرتقالية استخباريا وانجاح الانقلاب فيها ، وكان الهدف عبر راداراتها وتلسكوبها هو النيل من عظمة روسيا وابعادها ما أمكن عن الصين ، واضعافهما معا لو استطاعت التمكن منهما ، لكن هيهات ؟ فلقد ازدادت روسيا نهوضا في المجالات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ، وكذلك الصين . ولم تتمكن أمريكا من اختراق روسيا عبر القفقاس ، ولا حتى قبل ذلك من زاوية جزر الكوريل التي حرضت اليابان من أجلهن وتمسكت بهن روسيا والاتحاد السوفيتي السابق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، ولا من خلال تحقيق نصر سرابي على روسيا وسط الاراضي الاوكرانية.

وفي عمق القرن الماضي تطاول أمريكي على اليابان ، وعلى فيتنام ، وعلى كوسوفو ، وعلى العراق ، وعلى ليبيا ، وعلى اليمن ، وعلى الخليج عبر صفقة السلاح عام 2017 . وانحياز أمريكي واضح لجانب إسرائيل في حرب غزة العام الحالي 2023 ، وهو ليس المرة الأولى منذ نكبة عام 1948 وقبل ذلك مع ظهور قرار تقسيم فلسطين عام 1947 ، وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، وفي حرب عام 1968 المنتصرة أردنيا وبجهد فلسطيني شقيق مرافق، وفي حرب تشرين عام 1973 المنتصرة جزئيا بجهد نوعي لقواتنا االمسلحة الاردنية الباسلة بتحرير مساحات واسعة من مدينة (القنيطرة) الجولانية . وكان لأمريكا الدور الأكبر في عقد معاهدات السلام المصرية 1979 والأردنية 1994 ومع الامارات والبحرين والمغرب عام 2020 عبر مصلحة مباشرة أيضا لأمن إسرائيل ، وتجذيف لها لعقد سلام سعودي مع إسرائيل تعثر على أبواب حرب غزة بسبب الإنحياز لإسرائيل المحتلة علنا وفي وضح النهار، وبسبب عدم تطبيق قرار الأمم المتحدة 242 الذي يدعو إسرائيل لمغادرة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 ، وبهدف اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية . ولعدم الاكتراث الأمريكي لكرامة شهداء فلسطين في معركة غزة الحالية ، رغم بلوغ تعدادهم حوالي 21 الفا معظمهم من الأطفال.

من يصفق لأحادية القطب من دول العالم وفي مقدمتها الدول الغربية التي تمثل العالم الأول ، هي المستفيدة، و المحتاجة مباشرة لإسناد اقتصادي وعسكري ولوجستي أمريكي ، وتجذف تجاه الأزمات والحروب على طريقة "عليهم عليهم " . وثمة علاقات جيوبولوتيكية وجيوسياسية تغطي مساحات واسعة في العالم تسير بنفس الاتجاه . لكن حتمية الانتقال من أحادية القطب الى عالم متعدد الاقطاب يمثل شرق وجنوب العالم ، ويبقي الباب مواربا أمام الدول الغربية وحتى أمريكا ذاتها وارد ، واختراق كبير لكبريات مؤسسات العالم القانونية مثل ( الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ، وحقوق الانسان ، ومحكمة الجنايات الدولية الكبرى ) يحدث في ظل أحادية القطب ولايجوز أن يستمر والعالم يغير مساره . وآن أوان تغيير قاعدة نظام النقض " الفيتو " في مجلس الأمن حتى لا تبقى الولايات المتحدة الأمريكية وعواصم الغرب الى جانبها متغولة على أركان العالم ، ومعيقة لإيجاد مخارج لأهم أزمات وحروب العالم ، وآن أوان الحرب الأوكرانية أن تنتهي ، وفي اطالتها لن تكون هناك نتيجة ايجابية لنظام أوكرانيا بكل تأكيد ، وروسيا منتصرة لا محالة الآن وغدا ، وهي ماضية في تحرير مناطق جديدة مثل ( ماركينا ، وخاركوف ، وأوديسا ، ونيكولاي – الدنيبر ) لتحصين وحماية الدونباس.

وحرب غزة الأصل أن تتوقف للوصول لتسوية تقبل بها حماس والجهاد والسلطة الفلسطينية أولا ، فهم من يقبعون تحت الاحتلال وليست إسرائيل ، ولايجوز التحجج طويلا بهجمة حماس في حادثة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر / 2023 والتي جاءت ثائرة لخمس وسبعين عاما من الاحتلال الصهيوني وللأقصى المبارك. وفي الوقت الذي خسرت إسرائيل النازية المحتلة فيه حوالي الفين من جنودها ومستوطنيها ، ورغم وجودها غير الشرعي فوق فلسطين ، خاصة ما يتعلق بحدود عام 1967 وأراضي عربية أخرى ، خسر فيه شعب فلسطين الجبار ، أهلنا 21 الف شهيد حتى الآن في معركة غزة الجديدة هذه فقط ، وشهداء كثيرون فلسطينيين وعرب ارتقوا الى السماء في معارك التحرير في التاريخ العربي والفلسطيني ، في باب الواد واللطرون والقدس ، وفي الاعوام 1948، و1967 ، و 1968 ، و 1973 . وبسبب عدوانية إسرائيل الشرسة المستمرة ، بدأت تلاحظ بأن أكثر من جهة عربية وايرانية تهاجمها جزئيا ( الحوثيون في اليمن ، وايران ، وحزب الله ، وحزب الله العراقي ، وجولانيون من سوريا ) . ولذلك تمتهن وتحترف إسرائيل الجاسوسية داخل الأراضي السورية بسبب ضعف الاقتصاد والرواتب ، وتصطاد في الماء العكر الأهداف الايرانية بسهولة وبشكل متكرر ، ولازالت سوريا ومعها ايران غير قادرتين على الرد حتى في الوقت المناسب رغم تكرار الاستهداف من طرفها .

وتقود روسيا - بوتين منذ عام 2000 توجها جيوسياسيا وجيوبولوتيكيا جديدا على خارطة العالم ، بدأ بالعرض على أمريكا – بيل كلينتون ادخال روسيا لحلف ( الناتو ) للجم الحرب الباردة وسباق التسلح وللتفرغ للتنمية الشاملة المشتركة ، الجامعة للشرق مع الغرب ، وانتهى بالتوجه بالعالم صوب عالم متعدد الأقطاب قيادته جماعية تمثل أركان العالم وليس دولة واحدة عظمى . ولذلك اتجه المسار العالمي الجديد لعالم متعدد الاقطاب نحو شرق وجنوب العالم عازفا عن بناء ثقة حاليا مع الغرب خاصة بعد تدخله في الحرب الأوكرانية 2022/ 2023 ، وأبقى الباب مواربا للمستقبل ان تغيرت بوصلة الغرب وانفصلت عن التأثير الأمريكي السلبي . ورغم علاقات الولايات المتحدة الأمريكية القوية مع العديد من دول العالم ، الا أنها بدأت تتجه وبشكل ملاحظ للتعاون مع روسيا الاتحادية العظمى ومع الصين العظيمة كذلك . وهاهي دول عربية ومنها خليجية تنتعش اقتصاديا بقربها من تعددية الأقطاب ، وغيرها افريقية ، وبدأت شعوب العالم تلاحظ الفرق بين التعاون المتوازن وبين الهيمنة والسيطرة والاستعمار .

ستبقى أكبر حربين معاصرتين في العالم ، الأوكرانية وغزة ، مشتعلتين ، مادام القطب الأوحد عاملا ، ويتم اغلاق كل الفرص أمام تدخلات الأقطاب المتعددة ، لكي تبقى الهيمنة والاستعمار والاحتلال لغة سائدة للعصر وبهدف ديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح . والفرصة الكبرى أمام العرب بعد ذهابهم للوحدة الحقيقية بعلم واحد ، وعاصمة واحدة ، واقتصاد واحد ، وجيش واحد ، وجهاز أمني واحد ، وبعد الاستفادة من نداء ثورة العرب الكبرى المجيدة التي قادها ملك العرب وشريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه ، هو التوجة لتأسيس قطب عربي واحد يسير جنبا الى جنب أقطاب العالم في شرق العالم وغربه . وعندها سيزول الاحتلال حتما وسيعود العرب لسيادتهم بكل تأكيد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :