سيشهد التاريخ أن هذه الحرب ستكون نقطة تحول كبرى ، هذه الحرب هي بمثابة إكسير الحياة أو خيمياء العصر الحديث ، الذي تكشفت وتبينت من خلالها الحقائق ، هذه الحرب جرعات كبيرة من هذا الاكسير الذي لطالما يبحث عنه البشر العربي والغربي ومن الشباب خاصة بعد أن غشيت على عيونهم اكاذيب وخرافات وخزعبلات الحداثة والتطور ، ووقرت آذانهم الحريات الزائفة والديمقراطيات المدهونة .. حيث كانوا غارقين في وهم قوانين حقوق الانسان وأساطير و خرافات الجندر وتوحيد الجنس ، ثم ما لبث ان قاموا لاعبوا وعابثوا الطبيعة البشرية الإنسانية بفرض قوانينهم بتغيير سنن الله الاساسية، والتي اتبعها البعض بقوة العقاب والنبذ ..
فما ان جاءت هذه الحرب الفاصلة ، الكاشفة ، الفاضحة ، حتى باتت تلك القوانين في مهب الريح فتكشفت عوراتها . وبانت سوءاتها ، فكانت نقطة التحول الكبرى ، والضربة الكهربائية على صدور الشباب الذي كاد أن يموت قلبه .. فانتفض فجأة.. ليجد ان كل ما صور له ، اوهام وغش وخداع ..وزيف .. وفي لمحة بصر حقيقة تمثلت الحقائق امامه كقرص الشمس في منصف القيض ..
فكانت الصدمة ، ففي احتفاليات حقوق الطفل ، يذبح الأطفال على مقصلة صانعي هذه الحقوق ، وفي فعاليات حقوق المرأة، تبقر النساء بطونها وتقتل الأجنة في أرحامها ..
وفي ايام حقوق الانسان، تفعل مجاز ومذابح الإنسان بدون هوادة ، وفي حقوق المسنين يعذبوا ويقتلوا وينتزعوا من بين اهلهم ويهانوا امامهم ، وتكوى جلودهم وتنتزع أظافرهم على مرأى من صنعوا هذه الحقوق ..
وفي حقوق الاسرى ، يقتل الاسرى بدمٍ بارد ..
وفي حقوق الاموات ، تنبش قبورهم ويمثل في جثثهم شر تمثيل..
وفي حقوق حرية الكلمة ، يستهدف ويقتل الصحفيين والإعلاميين.. لخرس الحقيقة..
فكانت الصدمة ونقطة البداية.. للصحيان
مع الهذيان ، والضرب على الرؤوس، هل ما نراه حقيقة ام خيال …
ومع كل ذلك ، ففي امتهان النفس البشرية والكرامة الانسانية ، نبتت تلك الكرامة من جديد .. بل انها أطلقت فروعها بقوة وصلابة وعنفوان .. فانقلبت أعمال السحرة عليهم .. وهدمت امانيهم الكارثية ، وهزمت خططهم الجهنمية، وتبخرت زيف قوانينهم الانسانية، من جراء هذه الحرب المشروعة للقابضين على الجمر ، والمسلوبة حقوقهم ، والمحتلة ارضهم ، والمدافعين عن اعراضهم ، غزة ..انتِ إكسير الحياة لمن اراد الحياة بكرامة.