"الوصاية" .. دينية أم سياسية؟
شحاده أبو بقر
27-12-2023 12:59 AM
الحاصل، أن خطابنا الاعلامي بشأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والتي لولاها لذهب الاحتلال إلى أبعد مدى في مخطط التهويد وطمس المعالم العربية الإسلامية والمسيحية لهذه المقدسات، طابعه سياسي بالكامل.
الوصاية الهاشمية هذه، وصاية "دينية" ممتدة منذ عهد النبي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، يوم أن أسرى به من مكة المكرمة الى القدس الشريف ليصلي بالانبياء كافة عليهم السلام، ثم ليعرج إلى السموات العلا، وليست منذ قرن من الزمان مثلاً.
دليل هذه الوصاية الدينية الثابتة هي قول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه العظيم، بعد بسم الله الرحمن الرحيم.
(سبحان الذي أَسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).
في السياق فقد شاءت حكمة الله جل جلاله، ترسيخ الوصاية هذه من خلال النبي العربي القرشي الهاشمي، لتمتد إلى أهله أهل البيت الكرام.
هذه الحكمة الربانية تدحض أي اجتهاد سياسي دنيوي قد يحاول وضع الوصاية موضع نقاش، فالدين ثابت، أما السياسة فشأن دنيوي متحرك وفقاً للظروف والتطورات، ومن هنا فلا شأن للسياسة بمعناها المجرد بالوصاية الهاشمية الدينية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، باعتبارها وصاية دينية تشمل الرعاية والإعمار والدفاع عن حرمة المقدسات وصون طابعها العربي الإسلامي والمسيحي.
نقول هذا الكلام ناصحين أولاً للقائمين على الوصاية من مسؤولي دولتنا الأردنية، لإبراز حقيقة أنها شأن ديني يخص الهاشميين أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدهم، منذ ليلة الاسراء والمعراج وإلى قيام الساعة، تماماً كما هو حق آل شيبة في الاحتفاظ بمفاتيح الكعبة إلى يوم الدين، عندما طلب الرسول الكريم المفاتيح أثناء فتح مكة ثم أعادها إليهم كحق لهم مازال سارياً.
ونقول هذا الكلام ثانياً لبعض المجتهدين وبالذات أولئك الذين اعتادوا التشكيك في كل ما يخص المملكة الأردنية الهاشمية ولا حول ولا قوة إلا بالله، ليعلموا أن التمسك بالوصاية الهاشمية واحترامها شأن من الدين، وليس لأحد المجادلة فيه سياسياً مثلاً.
الوصاية دينية عقدية مستمرة وليست من أُمور السياسة وشؤونها في شيء.
الله من أمام قصدي
الرأي