في ظل الظروف ومعطيات الواقع الجديد في المنطقة, فانه يتعين على القيادة الفلسطينية في رام الله وفي غزة ان تراجع مواقفها وتطوي صفحة ما قبل ثورة تونس ومصر وليبيا وتفتح صفحة جديدة تدشنها بالحوار الصادق والمخلص الذي يتوج بالاتفاق على وضع حد لهذا الانقسام الخطير الناشب في الصف الوطني الفلسطيني..حيث ان هذا الانقسام ألحق اضرارا خطيرة بالقضية الفلسطينية، وشجع اليمين الاسرائيلي والادارة الامريكية واللجنة الرباعية على التراخي وترك اسرائيل تفعل ما تشاء وحيثما تشاء من شن حملات الاعتقال بالجملة في الوسط الفلسطيني الوطني وتقتل من تشاء وتصادر الاراضي في القدس الشرقية وضواحيها وفي الضفة الغربية.

وقد رفضت اسرائيل رفضا قاطعا النداءات والدعوات الدولية لوقف الاستيطان الذي كان ولا زال سببا مباشرا في تعطيل مفاوضات السلام..

ان التظاهرات الحاشدة التي شهدتها غزة مطلع الاسبوع الماضي اكدت على مطلب ابناء غزة في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبار ان استمرار الانقسام ليس سوى استجابة لضغوط اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية..وحتى لضغوط عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك..والا لماذا كانت الوثيقة المصرية التي ترعاها حكومة مبارك والتي تضمنت شرط اعتراف حركة حماس باسرائيل وباتفاق اوسلو معها بمثابة العصا التي تلوح بها حكومة مبارك ضد حركة حماس ارضاء لتل ابيب وواشنطن..مما شل خطوات الحوار الفلسطيني وزاد من حالة العداء بين قوى المقاومة الوطنية الفلسطينية..

اما الان وقد رحل نظام مبارك الى غير رجعة واصبح لمؤيدي القضية الفلسطينية وللمقاومة الفلسطينية كلمتهم النافذة وموقفهم القومي المشهود، فقد اصبحت الطريق الى الوحدة الوطنية الفلسطينية والى وضع البرنامج النضالي الوطني فرصة تاريخية يجب عدم تضييعها..

(الرأي)